بين الأسطورة والبساطة معرض لوني خاص … وزيرة الثقافة لـ«الوطن»: الفنان التشكيلي السوري مبدع لم يخبُ بريق الإعجاز عنده
| ليدي دوميط
برعاية وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح وضمن فعاليات أيام الفن التشكيلي السوري افتتح الفنان «ساموقان» معرضه الفردي بعنوان «أبجدية الأزرق» الذي تضمن البحث في الأسطورة والأساطير السورية وبناء الأعمال ضمن فلسفة معينة تعطي أشكالاً وصوراً ذات دلالة على اللون الأزرق.
التراث الأوغاريتي
وبتصريح لـ«الوطن» كشفت د. لبانة مشوّح عن أن المعارض الفنية التي تحفل بها دمشق وباقي المحافظات في هذا الأسبوع هي دليل قاطع على أن الفنان السوري التشكيلي، فنان مبدع ولم تأت سنوات الحرب على إبداعه، ولم يخب بريق الإعجاز عنده.
وأشارت إلى أن الفنان «ساموقان» قدم لنا اليوم بأدواتٍ تعبيرية بسيطة جداً هي ربما «السكين، الخطاف» لا أدري ما هي الأدوات التي يحفر بها لوحته وكأنها قطعة حفرية وليست قطعة تصوير أو تلوين لكن، في نهاية المطاف يخرج لوحة في منتهى الروعة تعبيرية، أو تجريدية أحياناً وفيها الكثير من المفردات التراثية الأوغاريتية التي تشربت بها ذاكرته وتشربت بها ثقافته.
وأضافت د. مشوّح أنه معرضٌ لفنان يعشق اللون الأزرق بكل دلالاته وبكل أطيافه ومعانيه وأجمل معنى له هو السلام والوئام والمحبة والحنان وفي كل لوحة من هذه اللوحات هناك هذا الشعور بين الحيوانات، بين عناصر الطبيعة بين البشر يتقاسمونه بذلك هو فعلاً معرض متميز.
صدى الأزرق
وأشار الفنان التشكيلي «ساموقان» إلى أن هذا المعرض هو بمناسبة أيام الفن التشكيلي السوري الذي تقيمه وزارة الثقافة، هناك عدة معارض اليوم ضمن صالات العرض العامة والخاصة ومعرضه اليوم بحث فيه منذ فترة طويلة تحت عنوان «صدى الأزرق».
وأضاف إن معرض «صدى الأزرق» يتضمن 50 عملاً مدروساً بطريقة واعية ولا واعية أي عن طريق «البصر والبصيرة»، اختار هذا المكان نسبة لأسمه وتوافق مظهره بما يتناسب مع عنوان المعرض «صدى الأزرق في البيت الأزرق» اهتم بالشكل البصري أكثر من الدلالة في اللوحات مع وجود عنصر يدل على اللون الأزرق.
مبيناً أن أعماله تحمل عدة أسماء منها:
لوحات تنتمي إلى «أنت وأنا» تضمن تدرج الأزرق مع الأخضر فيها علاقة محبة وسلام وأيضاً تدرج الأزرق مع البنفسجي أي تعبير عن قمة الحب والعشق، لوحات شجرة الحياة وهي تعبير عن (مراحل تكوينه)، لوحة العلاقة مع السماء، لوحات أمل وتطلع إلى المستقبل فجميع هذه اللوحات فيها رابط ينتمي للحالة ذاتها (ناي، قصبة صيد، صياد، سلّم) ومزج الألوان بطريقة معينة ليعطي دلالة أو روح الأزرق لأن هذه الأعمال تقع ضمن فلسفة معينة يشاهدها المتلقي بغرابة.
لافتاً إلى أنه بحث في الأسطورة والأساطير وشغل عدة أعمال عن حضارة أوغاريت، بلاد الرافدين، جلجامش فكل لوحة من أبجدية الأزرق نشاهد من خلالها شيئاً من التراث السوري مثل (البعل، الخصب، النجاة، الحياة)، فأعماله اليوم مختلفة نوعاً ما عن أعماله السابقة منها (الغابة والطبيعة وعناصر الطبيعة).
ما وراء الخيال
وعن رأيه بيّن أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين «غسان غانم» أن الفنان ساموقان هو فنان يعمل بطريقة ما وراء الخيال، ملاحم متعددة تتكون من شخصيات متقاربة مثل (المرأة والرجل) و(المرأة والطفل) فالأشكال والعناصر الموجودة هي جميعها أشكال خرافية ضمن تقنية جميلة بعيدة عن النمطية أو أي عمل تقليدي من خلال اختياره للون الأزرق ودلالة الأزرق الموجودة في خياله فجسدها بجميع لوحاته.
حوار الألوان
كما لفتت الفنانة التشكيلية «فاطمة إسبر» إلى أن حوار الألوان واضح جداً من خلال الخطوط والشجرة المعتمدة في أعماله والذي يطلق عليها (شجرة الحياة)، لوحات هادفة بطريقة واضحة مع تمازج ألوان صاخبة وصريحة جداً وهذا الشيء مهم ضمن العمل الفني، وجميع أعماله تحتاج إلى مشاعر للتعبير عنها لأنها تحاكي الإحساس والروح.
ابن البحر
وأكد الفنان التشكيلي «أسامة دياب» أن معرض الفنان اليوم يحمل دلائل البيئة البحرية منها «الألوان والعناصر» لأنه ابن البحر فأشبع لوحاته وأعماله بها على مدار أكثر من معرض، استطاع أن يكوّن طابعاً وبصمة خاصة به وبأعماله فبدأ بالعمل ضمن نمط الهارموني أي (اللون الواحد) فهذا أضاف لساموقان ميزة مهمة، لافتاً أن هذا التكوين أخذ وقتاً وجهداً وعمقاً بصرياً مستوحى من البيئة البحرية.