رياضة

ظلم تحكيمي أم ثقافة موروثة؟

| غانم محمد

نقدّر حالة الفرق، بلاعبيها وكوادرها، عندما تشعر أن تعبها يُسرق منها جهرةً، وتعيش مشاعرها المتعلقة بالإحساس بالظلم، لكن لا يمكن أن نوافقها الرأي والقرار غير المدروس، وغير المنطقيّ..

أن يعلن أي فريق، ولا أخصّ هنا ناديي الحرية والساحل، انسحابه من بطولة وطنية، فهذا تصرّف (أحمق) وإن كان بإجماع الإدارة!

بضعة أشخاص (الإدارة) لا يمثلون نادياً مهما بلغوا من النضج والتعقّل، وليسوا مخوّلين باتخاذ قرار على هذه الدرجة من الخطورة، وهناك جمعية عمومية هي وحدها التي يحقّ لها الإقدام على مثل هذه الخطوة.

لنفترض جدلاً أن الفريقين المذكورين انسحبا فعلاً من الدوري، وأراد اتحاد كرة القدم أن يطبّق القانون بحرفيته، فهل ستسامح جماهير الأندية إداراتها إذا ما شُطب النادي من أسرة كرة القدم مثلاً؟

هناك قنوات رسمية كان على إدارتي الناديين أن تسلكها، وصولاً إلى القضاء، وهنا تعبر عن احترافية عملها، أما الإعلان عبر (فيسبوك) انسحابهما من الدوري فهذا قمّة التخلف!

أعتذر من هذه اللهجة، ولكن إن لنا أن نعي أين وصل العالم في التعامل مع كرة القدم، وكيف نفكر نحن فيها، ومع هذا نستغرب لماذا تفشل أنديتنا ومنتخباتنا، ولماذا تغيب كوادرنا عن الحضور الخارجي؟

مع مطالبتي الملحّة بدراسة موضع احتجاج ناديي الساحل والحرية، وضرورة إيجاد طريقة لاسترجاع حقهما إن ثبت ذلك، لكني أطالب أيضاً بإدانة تصرف الإدارتين كحدّ أدنى، ومطالبتهما بالاعتذار من الجمهور، لأن النادي – أي نادٍ- ليس ملكاً لأشخاص، والقرارات الكبيرة تستوجب دعوة الجمعية العمومية، وما عدا ذلك يشكل فوضى مرفوضة في عملنا الكروي.

لا نريد أن تتكرّس ثقافة العضلات الفيسبوكية، ولا أن يبقى التخلف عنوان فكرنا الكروي، وحان الوقت لنستفيد من تجارب الآخرين الذين ينظمون بطولات كبيرة ويديرونها على أحسن ما يرام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن