رياضة

الوحدة بالصدارة والوثبة يقبع بالمركز الأخير بلا انتصار ومستوى متفاوت لدى جميع الفرق مع نهاية مرحلة الذهاب لسلة المحترفين

| مهند الحسني

أسدلت الستارة على منافسات مرحلة الذهاب لدوري سلة الرجال، وتمكن الوحدة من اعتلاء الصدارة عن جدارة بعدما ظهر بصورة قوية وبأداء ثابت ومتوازن، لكن المستوى الفني لباقي الفرق لم يكن واضحاً أبداً وبدا متفاوتاً، ورغم ذلك كانت مباريات هذه المرحلة مفعمة بالإثارة والندية واللمحات الفنية الجميلة.

وما بين الرضا عن النتائج الرقمية الموضوعة في إطارها النظري لهذه الفرق، والحالة التي نفضلها لأنديتنا بشكل عام، أنهت الفرق منافساتها بعد رحلة من الإثارة والندية والقوة، وإن كانت بالنهاية على حساب المستوى الفني الذي كنا نرغب فيه.

لذلك كان لابد لنا بعد هذه الجولة المثيرة من وضع هذه الفرق أمام المرآة بمواجهة حقيقية مع مستواها الفني، وما قدمته من المستويات، وكان لحضور اللاعب الأجنبي أثر كبير في رفع وتيرة المنافسة وإغناء اللقاءات باللمحات الفنية الجميلة والنكهة التنافسية، إضافة للحضور الجماهيري الأخاذ الذي شاهدناه في جميع صالاتنا والذي يحق لنا منحه العلامة الكاملة عن حسن تشجيعه وابتعاده عن التعصب الأعمى الذي من شأنه أن يؤدي لمشاكل نحن بغنى عنها في أجواء سلتنا الوطنية.

الوحدة (حماسة وقوة)

بمعايير كرة السلة الفنية بدا فريق الوحدة الذي اعتمد هذا الموسم على مجموعة من اللاعبين المتميزين أكثر الفرق جاهزية وأفضلها أداء وأقواها دفاعاً، وقد نجح في تقديم نفسه بكل أناقة أمام جمهوره، وقدم مستوى أكثر من جيد، وأكد من خلال مستواه أمام جميع منافسيه أنه من طينة الكبار، وظهرت اللمسات الواضحة لمدرب الفريق اللبناني مروان خليل على أدائه عبر توليفة منسجمة بين لاعبي الخبرة والشباب واللاعبين المحترفين، وإذا كانت نقطة ضعف الفريق الوحيدة الموسم الماضي، هي في عدم توافر لاعبي الارتكاز، فإن الجهاز الفني قد حلّ هذه المشكلة، وتحول إلى مركز قوة بعد أن تعاقد مع اللاعب عبد الوهاب الحموي الذي تألق خلال رحلة الفريق، إضافة إلى وجود العملاقين محي الدين قصبلي ومنار حمد، وامتاز الفريق بالرتم السريع، والدفاع الضاغط والتنوع بطرق اللعب من خلال انضباطه التكتيكي العالي، والتزام اللاعبين شبه الكامل بتعليمات المدرب، وظهرت ميزة الفريق في اللعب الجماعي بأفضل صورة في جميع مبارياته باستثناء الأخيرة أمام الجلاء.

عموماً كان الوحدة نداً قوياً، ولدى الفريق الكثير ليقدمه في المراحل المهمة من عمر الدوري ليحافظ على صدارته ولقبه كبطل للدوري الموسم الفائت.

الجلاء الوصيف

نجحت إدارة نادي الجلاء هذا الموسم في إعداد وتحضير الفريق بطريقة جيدة بعدما أعادت بعض اللاعبين الكبار الذين لعبوا لأندية أخرى، كما أعادت المدرب المجتهد عبود شكور الذي نجح في خلق توليفه ناجحة ومنسجمة بين جميع اللاعبين، فظهر الجلاء بمستوى متصاعد من مباراة لأخرى، وبدا واضحاً حجم العمل الذي يبذله مدربه الشكور في الشقين الفردي والجماعي، فنجح في إعداد وتجهيز الفريق، وينتظر من الجلاء الكثير ليقدمه في مرحلة الإياب، وسيكون من أقوى المنافسين على اللقب هذا الموسم بعدما دعم صفوفه بأفضل اللاعبين المحترفين الأجانب.

الكرامة المنافس الأقوى

شهدت سلة نادي الكرامة هذا الموسم دعماً واهتماماً كبيرين من الإدارة الجديدة التي سرعان ما تعاقدت مع المدرب المصري أمير إبراهيم لقيادة الفريق إضافة إلى تعاقدها مع أفضل اللاعبين المحليين، ووفرت الإدارة كل الأجواء التحضيرية المناسبة للفريق وكان حصادها مع نهاية مرحلة الذهاب مثمراً، بعدما نجح المدرب المصري في توظيف مقدرات لاعبيه بشكل جيد، وامتاز الكرامة في أغلبية لقاءاته باللعب السريع والدفاع الضاغط والتكتيك العالي، وكان التواصل مع تعليمات مدربه جيداً الأمر الذي ساهم في تحقيقه للعديد من الانتصارات كان أهمها فوزه على أهلي حلب في صالة الحمدانية، ويتوقع أن يتابع الكرامة صحوته ويحقق العديد من الانتصارات في مبارياته بمرحلة الإياب.

أهلي حلب تفاوت المستوى

لم تبخل الإدارة الأهلاوية على فريق السلة بأي شيء، فأمنت كل متطلباته ووفرت المناخات الملائمة له مع لاعبين أجانب متميزين إضافة لوجود كوكبة من اللاعبين المحليين وتعاقدت مع المدرب التونسي صفوان الفرجاني لقيادة الفريق، لكن الفريق حارب على الصعيد المحلي والخارجي بعد مشاركته في بطولة غرب آسيا وصل، فشهد مستواه تفاوتاً كبيراً من مباراة لأخرى، لم ينجح المدرب التونسي من سد الفراغ الذي تركه المحترف الأميركي الذي غادر الفريق لأسباب مالية، فمني بخسارة قاسية في دوري غرب آسيا وصل أمام غورغان الإيراني وزادت من همومه خسارته أمام الكرامة على أرضه وبين جمهوره، ويضم الفريق نخبة من أفضل لاعبي القطر ورغم ذلك مازال مستواه المتفاوت يترك الكثير من التساؤلات بين عشاقه ومحبيه.

ينتظر من الفريق أن يستعيد عافيته الفنية بشكل جيد، ويقدم الكثير في مرحلة الإياب بما يوازي طموحه كناد له سجل حافل بالإنجازات المحلية.

النواعير المجتهد

ترك فريق النواعير الموسم الماضي انطباعاً جميلاً عندما تأهل للمربع الذهبي والمباراة النهائية لمسابقة كأس الجمهورية، وظهر في أجمل صوره عبر أداء منسجم ولعب سريع ودفاع محكم وإدارة فنية عالية وناجحة من قبل مدربه المحنك عماد شبارة، كل هذه النتائج دفعت الإدارة إلى إبقاء الاهتمام والرعاية بالفريق هذا الموسم وتعاقدت مع أفضل اللاعبين وظهر الفريق بمستوى جيد لكنه كبا في بعض المباريات، ويتوقع منه أن يقدم مستوى أفضل في مرحلة الإياب بعد أن يكون الفريق قد وصل للجاهزية الفنية العالية.

الحرية (الطموح)

يقدم فريق الحرية منذ بداية الدوري مستوى جيداً بعدما نجحت إدارة نادي في التعاقد مع لاعبين محليين من مستوى عال، وضمت لاعباً روسياً وآخر أميركاً، واكتملت الحلقة بوجود المدرب الناجح عزام الحسين الذي ظهرت لمساته واضحة على أداء الفريق حيث نجح في خلق توليفة منسجمة جمع خلالها خبرة الكبار وحماسة الشبان، لكن الفريق تأثر لغياب محترفه الروسي أندريه بسبب الإصابة وخسر مباريات لم تكن بالحسبان، ومن المؤكد أن يكون فريق الحرية بمنزلة الحصان الأسود في مرحلة الإياب، ومن أكبر المنافسين على بطاقة التأهل لدور الستة الكبار.

الجيش (غياب الأجنبي)

لم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال الجيش يتوقع أن يقبع بهذا المركز على لائحة الترتيب ويخسر خمس مباريات، فالفريق شارك هذا الموسم بتشكيلة محلية بسبب عدم قدرة الإدارة التعاقد مع لاعب أجنبي، لكن الفريق ورغم هذه الخسارات التي لم ترق لمحبيه وعشاقه غير أنه كان يقدم مستويات جيدة وقوية، وكان نداً قوياً لجميع منافسيه، ولو توفر بين صفوفه لاعب أجنبي لكانت نتائجه أفضل، ومركزه بين الأربعة الكبار لا محالة، فلمسات مدربه الخبير هيثم جميل كانت واضحة على أدائه، فالفريق يلعب بتكتيك عال، وانضباط فني متميز لكن النهايات لم تكن سعيدة بسبب غياب اللاعب الأجنبي، ينتظر من فريق الجيش الكثير في مرحلة الإياب وخاصة بعد أن ضم لاعبين أجنبيين اثنين لصفوفه، وآماله بالتأهل لدور الستة الكبار قائمة ومتوافرة.

الوثبة ( دون انتصار)

لم يتمكن الوثبة الذي يقبع في المركز الأخير على لائحة الترتيب في تحقيق نتيجة إيجابية وفوز وحيد له في هذه المرحلة، وبدا واضحاً بأن مشاركته لم تتعد حدود تسجيل المشاركة لا أكثر بعدما اعتمد على مجموعة من عناصره الشابة إضافة لتأخر تعاقد الإدارة مع لاعبين محترفين، وقدم الفريق أداء مقبولاً في جميع مبارياته، ولم ينجح مدرباه القديم ياسر كنيفاتي والجديد مجد سراج في إعادة التوازن له فخرج مع نهاية الذهاب وفي جعبته سبع خسارات.

الوثبة آماله بالتأهل لدور الستة الكبار باتت شبه مستحيلة وكل طموحه أن ينجو من شبح الهبوط، ورغم صعوبة المهمة غير أنه قادر على ذلك، فهو يضم مجموعة جيدة من اللاعبين الشبان المنسجمين لكن مازالت الخبرة تنقصهم في التعامل مع المباريات الحساسة والمهمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن