سيناتور ديمقراطي: كارثة غزة الإنسانية تقع بقنابل وأموال أميركية … البيت الأبيض يؤكد توافقه مع كيان الاحتلال بشأن استمرار الحرب لعدة أشهر
| وكالات
في تناقض واضح للأقوال الأميركية بشأن «قلق واشنطن من استهداف المدنيين في غزة»، أكد منسق الاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي توافق بلاده والكيان الإسرائيلي بشأن استمرار الحرب على غزة أشهراً عدة، في حين قدّم السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز مشروع قرار يطالب إدارة الرئيس جو بايدن بتقديم تقرير صريح حول القصف الإسرائيلي على غزة، وحجم الخسائر البشرية المدنية في القطاع التي تقع بتمويل وأسلحة أميركية.
وصرّح منسق الاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، بأن بلاده متفقة مع إسرائيل» بشأن أن عملياتها العسكرية في قطاع غزة قد تستمر أشهراً عدة.
ونقل موقع «ميراج نيوز» الأميركي، عن كيربي، قوله في تصريحات أدلى بها في إحاطة صحفية، إن الولايات المتحدة تعتبر أنه من المهم بالنسبة لإسرائيل أن تنتقل إلى مرحلة جديدة في حربها على غزة، تركز على الاستهداف الدقيق.
جاءت تصريحات كيربي متوافقة مع ما ذكره مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أول من أمس الجمعة، حيث قال إنه ستكون هناك مرحلة جديدة في الحرب على قطاع غزة تركز على استهداف قيادات حماس، وهو اعتراف واضح باستهداف المدنيين، والمجازر المرتكبة بحق أهالي قطاع غزة.
وتجنب مستشار الأمن القومي الأميركي وضع حد زمني للحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من شهرين، مشيراً إلى أن «الحرب ستستغرق وقتاً»، وجاءت تصريحات سوليفان بعد أنباء عن منح واشنطن «تل أبيب» مهلة حتى نهاية كانون الأول المقبل، لإنهاء الهجمات بشكلها الحالي في غزة، خشية أن يفقد الاحتلال الدعم الدولي بسبب ارتفاع عدد الشهداء في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
في هذا السياق، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل «مهمة» للولايات المتحدة من «الناحية الإستراتيجية»، لذلك، فإن الأخبار في وسائل الإعلام التي تفيد بأن واشنطن تضغط على «تل أبيب» لوقف القتال بحلول نهاية العام يجب التعامل معها بتشكيك كبير.
وشدّد الكاتب في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، نحميا شترسلر، على أنها «أخبار مزيفة ينشرها أولئك الذين يريدون الشر لإسرائيل»، مضيفاً إن الرئيس الأميركي جو بايدن يعارض وقف النار، وإنّ الولايات المتحدة استخدمت حق النقض ضد قرار في الأمم المتحدة لإنهاء الحرب، وتواصل تزويد إسرائيل بقذائف الدبابات وذخيرة خاصة لمواصلة القتال، مؤكداً أن «القضاء على حماس»، هو أيضاً مصلحة أميركية واضحة.
وبيّن الكاتب أن «إسرائيل بالنسبة إلى واشنطن بمنزلة حاملة طائرات أرضية كبيرة مستعدة للقتال من أجل المصالح الأميركية في أي لحظة».
ويشدد المسؤولون الإسرائيليون على حاجة الكيان الإسرائيلي إلى دعم حليفته، إذ أكد اللواء في احتياط جيش الاحتلال، ورئيس «أمان» سابقاً، أهارون فركش، أن «إسرائيل لا تستطيع الاستمرار وتحقيق أهدافها في غزة من دون دعم الولايات المتحدة، عسكرياً وسياسياً وإستراتيجياً».
في غضون ذلك قدم السيناتور الأميركي بيرني ساندرز مشروع قرار يطالب إدارة الرئيس جو بايدن بتقديم تقرير صريح حول القصف الإسرائيلي على غزة، الذي تسبب بخسائر فادحة في صفوف المدنيين بغزة.
وشدد ساندرز في مشروع القرار الذي تقدم به على ضرورة بحث ومناقشة مسألة القصف الإسرائيلي وحجم الخسائر البشرية المدنية في قطاع غزة والتي تقع بتمويل وأسلحة أميركية.
وطالب ساندرز بهذه المساءلة بموجب بند في قانون المساعدات الأميركية الخارجية والذي يحظر تقديم المساعدات الأمنية لأي حكومة «تتورط في نمط ثابت من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المعترف بها دولياً»، حيث يُسمح للكونغرس بالتصويت للمطالبة بتقرير عن ممارسات حقوق الإنسان في أي بلد حول العالم, وفي حال تمت الموافقة على مشروع القرار، سيتوجب على وزارة الخارجية الأميركية تقديم تقرير في غضون 30 يوماً بهذا الصدد، وإلا سيتم قطع جميع المساعدات الأمنية للدولة المعنية، وفي هذه الحالة الحديث عن «إسرائيل».
ورغم المطالبة بتقديم تقرير واضح، إلا أن مشروع قرار ساندرز أقر حق الكيان الإسرائيلي فيما سماه «الدفاع عن نفسه» والرد على عملية طوفان الأقصى في الـ7 من تشرين الأول التي نفذتها المقاومة الفلسطينية رداً على جرائم الاحتلال، وفي الوقت ذاته أعرب عن استيائه من حجم الخسائر المدنية في غزة.
وقال ساندرز: هذه كارثة إنسانية تقع بقنابل وأموال أميركية، نحن بحاجة إلى مواجهة هذه الحقيقة وإنهاء تواطئها في هذه الأعمال.