ترأس اجتماع اللجنة المركزية للحزب وأكد أن ما سيصدر عنه مهم لجهة تغيير وتجديد في منظومة العمل الحزبي والمجتمع والدولة … الرئيس الأسد: تشكيل لجنة من غير المرشحين تشرف على الانتخابات بهدف حماية القواعد من تدخل القيادات وحماية القيادات من الاتهام
ترأس الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الرئيس بشار الأسد أمس دورة اجتماعات اللجنة المركزية للحزب، التي تنعقد لمناقشة جدول الأعمال المقترح المقدم حول التحضير لإجراء الانتخابات الخاصة لاختيار ممثلي الحزب إلى اجتماع اللجنة المركزية الموسّع القادم.
وقدم الرئيس الأسد خلال الاجتماع عرضاً تفصيلياً يوضح معايير العمل الحزبي في هذه المرحلة عامة، وبما يتصل بمواد جدول أعمال الاجتماع خاصة، وببنود المقترح المقدم إليه للمناقشة حول انتخابات ممثلي الحزب إلى اجتماع اللجنة المركزية الموسّع، الذي سينتخب أعضاء لجنة مركزية جديدة، وبدورها ستنتخب قيادة مركزية جديدة لحزب البعث العربي الاشتراكي.
وأوضح الرئيس الأسد في حديثه أمام الحضور أهمية هذا الاجتماع بما سيصدر عنه بعد إقرار المقترحات المقدمة إليه من تغيير وتجديد في منظومة العمل ليس الحزبي وحده، بل لاحقاً في المجتمع والدولة، لافتاً إلى أن الانتخابات قد تكون خطوة ليست كبيرة في هذا المسار، لكنها ضرورية ومهمة لحزب من أقدم الأحزاب المستمرة حتى اليوم في الوطن العربي.
وبَيَّنَ الرئيس الأسد كيف أن هذه الانتخابات ستعبر عن أشكال العلاقة بين البعثيين أنفسهم من جهة، وبينهم وبين المجتمع من جهة ثانية، فما تفرزه من إيجابيات سيكون مفيداً، وما تفرزه من سلبيات لن نخشاه بل سيكون مفيداً أيضاً لما فيه من تنبيه، ولما في الحزب من قدرة على معالجة الأخطاء وتجاوزها.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن المقترح المقدم كان حصيلة نقاشات بين قيادة الحزب وكوادره ومؤسساته، وهي مستمرة، ولم تنته حتى بعد تقديمه إلى هذه الكوادر والمؤسسات، لكونها تأتي بعد عقود تكرر فيها التعيين أكثر من مرة والذي كان في بعض الأحيان يستند إلى الثقة أو المحسوبيات، وهذا ما لا يمكن ضبطه ولا الاطمئنان إليه، في حين الانتخابات هي خطوة يجب أن نعمل على أن تكون في الاتجاه الصحيح، تظهر من خلالها الجوانب الإيجابية فتتعزز، والسلبية فتعالج، فمواجهة السلبيات والأخطاء أفضل من التهرب منها أو نكرانها.
وَرَكَّزَ الرئيس الأسد على ثلاث نقاط في هذا المجال، الأولى: تتعلق بتوسيع المشاركة في انتخابات القيادات لأنها ترفع من مستوى القواعد وتحمّلها مسؤولية الانتخاب ونتائجه أيضاً وتضعها أمام تحدٍ يجب أن تقبله وتنهض بتبعاته، والثانية: تجاوز مشكلات التدخلات والتكتلات السلبية المطروحة سابقاً، بما يرفع مستوى الوعي والأداء والالتزام، والثالثة: حول تشكيل لجنة من غير المرشحين تشرف على هذه الانتخابات بهدف حماية القواعد من تدخل القيادات، وحماية القيادات من الاتهام بالتدخل، إذ إن هذه اللجنة لا تصدر عن قلّة الثقة بالقيادات المتسلسلة وإنما لتعزيز نزاهة الانتخابات وصولاً إلى هدف وطني كبير ينطلق من الالتزام والوعي والتربية بما يمكّن العمل الحزبي ومؤسساته لاحقاً من تقديم أوراق عمل وحوارات وأفكار تخدم الدولة والمجتمع والحزب انخراطاً في سياسات وطنية تعمل على تحسين المنظومة العامة وتغييرها نحو الأفضل، وفق معايير وآليات جديدة ودقيقة ومضبوطة وواعدة.
وفيما يلي النص الكامل لحديث الرئيس الأسد حسبما جاء في الفيديو الذي نشره حزب البعث عبر موقعه الرسمي:
«أرحب بكم رفاقاً في هذا اللقاء وفي هذا الاجتماع التنظيمي للجنة المركزية، لكن كلمة تنظيمي لا تعني أبداً أنه حالة منعزلة، سيلي هذا الاجتماع الانتخاب، انتخابات حزبية، وسيلي الانتخابات تشكيل لجنة مركزية جديدة، وسيليها تشكيل قيادة جديدة للحزب، العملية ليست تنظيمية، وإنما المطلوب من هذه الإجراءات وصولاً إلى القيادة أن تقوم بوضع رؤية جديدة للحزب، رؤية تنظيمية ورؤية فكرية، وعندما نتحدث عن الحزب ليس فقط لأنه حزب حاكم أو لأنه من أقدم الأحزاب التي لعبت أهم الأدوار منذ الاستقلال حتى اليوم ولكننا نتحدث الآن عن دور الحزب ضمن رؤية أكثر شمولية، بدأنا بها منذ بضعة أشهر وربما منذ بداية العام، تهدف لمناقشة الوضع العام، وعندما أنا أتحدث عن الوضع العام لا أقصد الوضع الذي نحن فيه الآن فقط لأن هناك حرباً وظروف الحرب ونتائج الحرب وتداعياتها، ولكن عندما نتحدث عن الوضع العام فلابد أن نبدأ من الألف إلى الياء والألف تبدأ ببداية مرحلة معينة ربما تعود لعام 63، وربما تعود إلى مرحلة الوحدة والبعض منها يعود إلى مراحل قبل، تراكمات هذا الوضع له أو تراكمات تلك المراحل وصلت بنا إلى الوضع العام، أساس هذا الوضع العام هو دور الدولة، بأننا نناقش كل المشاكل التي نمر بها ونبقى بالتفاصيل ولا نعود للعناوين الكبرى، وعندما لا نعود للعناوين الكبرى نبقى ندور في حلقة مفرغة من دون أن نصل إلى أي نتيجة».
برنامج للمرحلة القادمة
وتابع: «هذه النقاشات التي بدأت مؤخراً على نطاق ضيق سوف تتوسع لاحقاً، وعندما يكون هناك أوراق عمل سوف تطرح على الحزب باعتبار الحزب يجب أن يكون لديه برنامج للمرحلة القادمة مع القيادة الجديدة سوف تطرح طبعاً على السلطة التنفيذية باعتبار أنها معنية بالتنفيذ، وستطرح على الإعلام وعلى المواطنين، لماذا لأن نقاشاتنا اليوم سقفها هو سياسة وزارة ولا نتحدث في كثير من الأحيان عن سياسة قطاع وفوق سياسة القطاع هناك سياسة حكومة، ولكن فوق سياسة الحكومة هناك السياسات الوطنية التي قد تكون برنامجاً للحزب باعتباره حزباً حاكماً ولكن يجب أن يكون لهذه السياسات الوطنية إجماع لكي يدعمها، لكي تطبق من دون إجماع حول السياسات الكبرى لا يمكن أن يكون هناك أي نتائج حقيقية لأي حوار».
وقال الرئيس الأسد: «جوهر هذه النقاشات هو سؤال بسيط، هل يمكن أن نتوقع أي نتائج من أي عمل أو إجراء نقوم به، هل يمكننا أن نواجه هذا الوضع، هل يمكن أن نحسن هذا الوضع، هل يمكن أن نقلل من سلبيات هذا الوضع من دون أن نغير المنظومة التي نعيش فيها، أعتقد بأن الجواب المبدئي عند الجميع هو لا، لا يمكن، فإذاً ما هي هذه المنظومة، كل الحوارات التي تدور في سورية عبر السنوات القليلة الماضية خاصة مع تفاقم الوضع الاقتصادي تتحدث عن كل شيء ما عدا المنظومة».
تغيير الأدوات
وتابع: «لن نتوسع في هذا الموضوع باعتبار أن النقاش فيها قادم، ولكن أريد أن أؤكد على نقطة بأن تغيير الأدوات من دون تغيير السياسات الكبرى ليس له معنى، حتى هذه اللحظة نحن نتعامل حصراً مع الأدوات ولا نتعامل مع السياسات الوطنية، في هذه الصورة الكبيرة التي ستناقش في اللجنة المركزية القادمة، ولاحقاً على المستوى الوطني تأتي خطوة الانتخابات كخطوة صغيرة ولكنها مهمة، هي ليست خطوة منفصلة عما سبقها، هناك انتخابات حصلت منذ نحو أربع سنوات، واليوم نحن نتابع هذه الخطوة، كانت الخطوة الأولى بعد عقود من التعيين وكان هناك الكثير من السلبيات التي ظهرت والتي تحدث عنها الكثيرون من الحزبيين، مع ذلك هي كانت خطوة مهمة، مهمة بإيجابياتها والأهم بسلبياتها، هي خطوة كانت ضرورية، البعض قلق من السلبيات لدرجة أنه شكك بصحة تلك الخطوة، لماذا نقوم بخطوة إذا كنا نعلم بأن هناك سلبيات سوف تظهر، لأن الانتخابات هي الخطوة في الاتجاه الصحيح الذي سيظهر لنا الواقع بأفضل ما يمكن أو بأقرب شكل إلى الحقيقة، بأقرب ما يمكن إلى الحقيقة من دون هذه الاختبارات التي نمر بها وهذه الإجراءات التي تظهر السلبيات كيف نصحح؟ كيف نصلح؟ لدينا مبدأ في الحزب قديم منذ نشأ الحزب النقد والنقد الذاتي، كيف أنتقد ذاتياً، إذا لم يكن هناك سلبيات أراها، أو غير ظاهرة، بالوقت نفسه، لا نستطيع أن نهرب من السلبيات، لا نستطيع أن نهرب من الواقع لا نستطيع أن نختبئ وراء أصابعنا ولا نستطيع أن ننكر الواقع، فعندما لا نواجه السلبيات والأخطاء فهذا يعني أننا نتركها تتفاقم، وعندما نقول تتفاقم هي لا تتفاقم في الحزب، فالسلبيات التي ظهرت هي سلبيات المجتمع، نحن جزء من المجتمع، وكل ما يظهر لدينا على نطاق مصغر هو أنموذج لما نراه في المجتمع ككل، دولة وغير دولة بشكل أكبر، بشكله الحقيقي، فمعالجة أي سلبيات في أي مؤسسة من المؤسسات، في الدولة في الأحزاب في المدني ينعكس إيجاباً أيضاً على المجتمع، فإذاً الانتخابات هي تشخيص وهي علاج».
المحسوبيات
وتابع الرئيس الأسد: «أنا أقول هذا الكلام ليس لأنكم لا تعرفون أين نحن ذاهبون ولكن لابد أن يكون لدينا دائماً حجة ومنطق في كل عمل نقوم به، لا يكفي أن نقول إننا قررنا كذا وسنقوم بكذا وعلى الكل أن يتبعنا لا، هذا المنطق مقبول في عصر التواصل الاجتماعي، والحوارات المفتوحة بين الناس، ومجتمعنا بالنسبة للسلبيات كأي مجتمع، فيه سلبيات كثيرة، وهذه السلبيات تطفو في مكان وتختفي في مكان، تطفو في ظروف وتختفي وتصبح كامنة في ظروف أخرى والسلبيات ليست حالة مطلقة، يعني لو تحدثنا عن أكثر كلمة متداولة في الحزب المحسوبيات في الدولة المحسوبيات في كل مكان المحسوبيات، إذاً ما هي المحسوبيات، المحسوبيات هي تعبير عن علاقــة قوية بين أفراد المجتمع، على مستوى العائلة على مستوى القرية على مستوى المكونات المختلفة والشرائح المختلفة في المجتمع، فإذاً هي تعبير عن حالة صحية حالة حارة حالة جميلة حالة إيجابية، ولكن عندما نأتي بهذه الحالة وندخلها إلى المؤسسات تتحول إلى حالة سلبية، والضاغط لهذه العلاقات التي نعتبرها مرضية هي الأنظمة الداخلية للمؤسسات، ونجاحنا في وضع إجراءات مضبوطة وضع معايير دقيقة هادفة مدروسة هو الذي يحول هذه الحالة السلبية داخل المؤسسة إلى حالة إيجابية من خلال الفرز بين الجانب الاجتماعي والجانب المؤسسي، لذلك متابعة تطوير هذه التجربة في الانتخابــات القادمة ينطلق من معالجة تلك السلبيات ووضع المزيد من الإجراءات والضوابط لكي نضمن ونطمئن إلى أن الإجراءات القادمة ستكون خطوة إلى الأمام وليس تكريساً للسلبيات، وبالوقت نفسه علينا ألا نخشى من النتائج، هي تجارب مستمرة تتطور نتعلم من الأخطــاء، نتعلم من الملاحظات ونطور التجربة، خلال الأشهر السابقة وربما بعد عام تقريباً منذ بدأنا نتحدث عن النظام الجديد للانتخابــات كان هناك عشرات وربما في أماكن مختلفة المئات من الأفكار، ومن المقترحات، يعني آخر مجموعة أفكار وصلتني أمس ليلاً ومعظم الأفكار منطقية ومقنعة، ما حاولنا أن نقدمه في هذا الاجتماع هو الأشياء المشتركة بين هذه المقترحات، لذلك لا ندعي بأننا نقدم الأفضل، ولا ندعي بأننا نقدم المقترح الصحيح، نحن نقدم مقترحات تثبت التجارب بأنها كانت أفضل أو أسوأ ربما، ولكن علينا أن نتحرك لا نستطيع أن نبقى في المكان، المجتمع يتغير، العالم يتغير، والحزب يجب أيضاً أن يتغير بالاتجاه نفسه، وهذا دليل قوة الحزب وليس دليل حالة منفعلة تسير مع التيارات أبداً يجب أن نكون متغيرين مع المجتمع ويجب أن نقود التغيير في المجتمع لا أن نقاد بعملية التغيير لنبقى حزباً في المقدمة».
توسيع المشاركة
وقال الرئيس الأسد: «أتمنى التركيز على ثلاث نقاط أساسية طبعاً سأترك النقاش لكم في نهاية الأمر للتفاصيل، ولكن أنا أتحدث عن العناوين العامة أو المبادئ العامة التي اعتمدنا عليها في معالجة السلبيات ووضع ضوابط جديدة، أولاً توسيع المشاركة، في المرة السابقة كانت الانتخابات على مستوى مؤتمرات الفروع الآن على مستوى الشعب، يعني قاعدة كبيرة من البعثيين من الحزبيين سوف تشارك في الانتخابات القادمة، وهذا حق لأعضاء الحزب حق للقواعد حق لكل حزبي أن يكون مشاركاً في الانتخابات وفيه احترام لرأي القواعد في أي موضوع يطرح مستقبلاً وفي أي إجراء نقوم به، توسيع المشاركة بحد ذاته يخفف احتمالية الوقوع في الخطأ، دائماً المشاركة العامة أفضل من المشاركة الضيقة وأفضل من القرار الفردي، أعتقد هذا من البدهيات وبالتالي الانتخابات بغض النظر عما ستأتي به ستكون أفضل من التعيين، لأن التعيين يعتمد على رؤية ضيقة لأي شخص فينا ولو كان بحسن النيات نصيب ونخطئ، ومن الصعب تبرير خطأ الفرد، ولكن الخطأ الجماعي يبقى مبرراً بالوقت نفسه، هذه المشاركة للقواعد الأوسع ترفع من مستواها لأنها تحملهم مسؤولية، ترفع مستواهم بالأداء الحزبي، أي تحميل للمسؤولية لأي فرد لأي مجتمع يرفع من مستوى ذلك الفرد وذلك المجتمع، لأنه يحمله مسؤولية ويحمله النتائج ولكنها بالوقت نفسه تضع أمامهم تحدياً، هو تحدّ كلنا نسأله هل ستتمكن القواعد من المجيء بأشخاص إلى المواقع القيادية أفضل من التعيين، للسبب السابق نفسه يفترض أن يكون الجواب نعم ولكن هذا تحدٍّ وبالوقت نفسه سيكون اللوم للقواعد، لن يكون كما هي القاعدة العامة، نلوم القيادات دائماً، هنا ستتحمل القواعد المسؤولية، بالوقت نفسه وهو النقطة الأهم لأن المشاركة الأوسع تعزز شرعية قرارات القيادات على المستوى الداخلي في الحزب.
مبدأ المشاركة
وأكد الرئيس الأسد: «مبدأ المشاركة مبدأ مهم ومبدأ أساسي وينطلق من تأسيس الحزب بكل قواعده وكل دساتيره بكل أنظمته الداخلية العمل الديمقراطي، النقطة الثانية لمعالجة موضوع التدخلات أو التدخلات التي كانت تطرح بشكل مستمر في الانتخابات السابقة، قد يكون جزء منها صحيحاً، قد يكون جزء منها غير صحيح، طرحنا مقترح الانتخابات على مرحلتين، البعض رفضها لأسباب مقنعة، ولكن يبقى لهذه الانتخابات المرحلتين عدة ميزات، فإذا كان التدخل من أجل- طبعاً من قبل القيادات أو من قبل مجموعات خارج الحزب أو من قبل ما يسمون بالمتنفذين المبدأ واحد- إذا كان رغبة بالتدخل لكي ينجح شخص وخاصة أن حصة بعض الشعب هي شخص واحد «رفيق واحد» فالتدخل من أجل شخص قد يكون سهل، ولكن التدخل من أجل مجموعة أشخاص هو أصعب، فإذاً زيادة المساحة للعمل هي نقطة ايجابية، النقطة الثانية زيادة عدد الناجحين في كل شعبه من دون زيادة الحصص يعني إذا كانت الشعبة شخصاً واحداً حصتها رفيق فالناجحون ثلاثة فهذا يعطي فرصة للآخرين لكي يقولوا إن كان لدينا فرصة لكي ننجح على الرغم من التدخل، أنا افترض أن هناك تدخلاً فإذاً هذه النقطة الثانية وهي إيجابية، النقطة الثالثة المستوى الأول والمستوى الثاني، الناخب في كل مستوى يختلف، إذا أنا نجحت على المستوى الأول وكانت نتيجة التدخل فهناك فرصة أن أرسب على المستوى الثاني لأنه من الصعب أن يكون التدخل على مستويين وكل مستوى لديه ناخب مختلف، فإذاً نحن أضعفنا احتمالية التدخل، وزدنا احتمالية النجاح، وعندما يرسب شخص ما أو رفيق ما في المستوى الأول، والمستوى الثاني من الصعب أن يلوم القيادات على رسوبه، لأن هذا يتطلب منه مجهوداً إضافياً بدلاً من أن يعمل الرفاق على مستوى الشعب في إطار ضيق، فأصبح المطلوب منهم أن يعملوا على المستوى الأكبر والعلاقات مع الحزبيين على مستوى الفرع والمحافظة، هذا يزيد الأعباء من جانب ولكنه أيضاً يرفع من مستوى الأداء الحزبي من جانب آخر.
لجنة مستقلة للانتخابات
وتابع الرئيس الأسد: «النقطة الثالثة وهي تشكيل لجنة مستقلة للانتخابات لكي تشرف على الانتخابات، أيضاً للسبب نفسه لكي لا يقال إن قيادة الحزب أو قيادة الفرع تدخلت، فهناك لجنة مستقلة من أشخاص غير مرشحين ليسوا أصحاب مصالح في هذه الانتخابات لكي يشرفوا على قيادة هذه الانتخابات، ما هو الهدف من هذه اللجنة، هدفان: الأول هو أن نحمي القواعد من التدخل باعتبارها الشكوى الأهم، ولكن هي تحمي بالمقدار نفسه وهو الهدف الثاني، تحمي القيادات من الاتهام فالانتخابات القادمة لن يكون هناك شخص قادر على أن يقول إن قيادة الحزب قامت بكذا وتدخلت واتصلت أو قيادة فرع، النتيجة الثالثة بشكل طبيعي هي حماية نزاهة الانتخابات ونزاهة الانتخابات ضرورية من أجل صورة الحزب ونزاهة الحزب لأن الاتهامات التي تأتي لاحقاً تسيء لصورة الحزب سواء كانت حقيقية أم وهمية، لا نريد أن نطالب الناس بأن لا تتهمه ولكن نريد أن نمنع الأسباب التي تدفع باتجاه الاتهام حفاظاً على صورة حزبنا.
المال السياسي
وقال الرئيس الأسد: «طرح الكثير من الأسئلة لاحقاً عندما طرح موضوع اللجنة المستقلة هل تمنع اللجنة المال السياسي، طبعاً نحن نحب تضخيم الأسماء، يعني ما حصل في الحزب ليس مالاً سياسياً، قام الشخص بدفع أموال من أجل مجيء شخص فهذا ليس مالاً سياسياً، المال السياسي عنوان ضخم كبير، يعني اللوبيات اليهودية في أميركا تدفع من أجل مصلحة إسرائيل، ومن أجل الصهيونية. هذا مال سياسي. وهو مقونن في أميركا. وكذلك الأمر في الدول المختلفة، المال السياسي من أجل هدف سياسي كبير، لا داعي لتضخيمه، هي محسوبيات تؤدي ربما لفساد أو هي فساد فقط لا علاقة له بالمحسوبيات، أموال مقابل مصالح شخصية، لا.. اللجنة لا تستطيع أن تمنع هذا الموضوع وهذا المال مال الفساد يمكن أن يتواجد في كثير من الانتخابات في العالم، ضبطه بحاجة إلى آليات أخرى لا يمكن أن نعرف من الذي قام بدفع أموال في مكان ما بطريقة ما أو قدم هدايا من أجل نتيجة محددة، خاصة أن من سينتخب سيُنتخب بالاقتراع السري، لا أحد يعرف من صوت لمن صوت ولماذا صوت، غير ممكن أعتقد في كل العالم هذا الكلام قد يكون غير ممكن، هل تمنع المحسوبيات، من الصعب للأسباب نفسها، لماذا أنا أصوت لسين من الناس، لأنه ابن القرية ابن المكون ابن الشريحة ابن الفكر لا أحد يعرف، فالحديث عن المال السياسي والمحسوبية فيه نوع من الرومانسية والمثالية التي تخرج عن المنطق في أغلب دول العالم، عندما يكون هناك مال واضح ومعروف لماذا، وكيف وعندما يكون هناك الشفافية بحركة الأموال في دولة ما يمكن أن نتحدث في هذا الموضوع، اليوم ما يمنع تدخل المال في الانتخابات هو التربية، وما يمنع المحسوبيات هو الوعي الوطني، لا شيء أكثر من ذلك، وهذه مواضيع أخرى يمكن أن تناقش لاحقاً».
آلية الانتخاب
وختم الرئيس الأسد: «هل تعبر هذه اللجنة عن قلة ثقة بالقيادة، لا.. لأن هذا الموضوع طرح في الاجتماعات السابقة عندما كان هناك تبديل للجان المركزية، يطرح دائماً.. أن يقوم الأمين العام أو الأمين القطري في ذلك الوقت بوضع الأسماء، انطلاقاً من الثقة، لكن غيرنا هذه الآلية ليس لأن الثقة لم تعد موجودة، لكن لأن آلية الانتخاب ولو كان جزئياً في هذه المرة هي أفضل من آلية التعيين، بغض النظر عن الثقة، الثقة هي علاقات شخصية، لا تبنى المؤسسات على الثقة، تبنى المؤسسات على الآليات، فإذا كانت الآليات صحيحة، فالأمور جيدة، إذا كانت الآليات سيئة فلا معنى للثقة، نحن بشر نصيب ونخطئ، والثقة لديها أشكال متعددة فإذا اعتمدنا على الثقة، سين من الناس يثق بشخص ما، وعين من الناس لا يثق به والناس أجناس فكل واحد سيثق بدرجات متفاوتة وكل واحد لن يثق بدرجات متفاوتة، يعني نتحدث عن فوضى ونتحدث عن غابة، المؤسسات لا تقاد بهذه المعايير، لذلك علينا أن نكون دقيقين بأن كل آلية نطرحها لا تنطلق من أشخاص تنطلق من مصلحة المؤسسة ومصلحة المؤسسة هي بالآليات الصحيحة، هل هي مؤقتة دائمة، لا أعتقد بأن هذا الاجتماع هو الذي سيقرر مثل هذا الكلام، اجتماع اللجنة المركزية القادم هو الذي سيضع هذه النقطة جزءاً من مرحلة قادمة إن كانت آلية اللجنة وليس أسماء اللجنة هي آلية دائمة لكل الانتخابات الحزبية القادمة أم لا، كيف يكون هناك تغيير دوري أسرع، وبالتالي تكون قيادات خاضعة لرأي القواعد، هذا موضوع يناقش لاحقاً.
ولا يعني أن الفكرة صحيحة أو خاطئة ولكنني لن أعطي رأيي فيها الآن، أترك النقاش لاحقاً للمؤسسة الحزبية، طبعاً بعد لقاء اليوم ستناقش كل التفاصيل، وكما قلت نحن نعرض المبادئ لا يعني بأن هذه المبادئ كافية لأن المبدأ الصحيح من دون تفاصيل صحيحة سيكون مبدأ غير صحيح. فلذلك التفاصيل هي التي تحدد نجاح ما سنقوم به أم لا، لذلك أتمنى أن يكون الحوار اليوم غني، بهذه التفاصيل».
وبعد حديث الرفيق الأمين العام للحزب، جرى حوار موسع وشامل مع الرفاق الحضور بين سؤال وجواب ومقترح في المجالات التنظيمية والسياسية والاجتماعية يتصل بقضايا الحزب والدولة والمجتمع وآفاق الوصول إلى واقع ومستقبل أفضل.