ترأس اجتماع اللجنة المركزية للحزب وأكد أن ما سيصدر عنه مهم لجهة تغيير وتجديد في منظومة العمل الحزبي والمجتمع والدولة … الرئيس الأسد: عندما يعرف الشارع الحزبي أن هذه الانتخابات حقيقية سنرى حزب بعث مختلفاً كلياً في المرحلة القادمة
| الوطن
أكد الرئيس بشار الأسد الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، أن أهمية اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث هي بما سيصدر عنه بعد إقرار المقترحات المقدمة إليه من تغيير وتجديد في منظومة العمل ليس الحزبي وحده، بل لاحقاً في المجتمع والدولة، لافتاً إلى أن الانتخابات قد تكون خطوة ليست كبيرة في هذا المسار، لكنها ضرورية ومهمة لحزب من أقدم الأحزاب المستمرة حتى اليوم في الوطن العربي.
وخلال ترؤسه أمس دورة اجتماعات اللجنة المركزية للحزب، التي تنعقد لمناقشة جدول أعمال المقترح المقدم حول التحضير لإجراء الانتخابات الخاصة لاختيار ممثلي الحزب إلى اجتماع اللجنة المركزية الموسّع القادم، قدم الرئيس الأسد عرضاً تفصيلياً يوضح معايير العمل الحزبي في هذه المرحلة عامة، وبما يتصل بمواد جدول أعمال الاجتماع خاصة، وببنود المقترح المقدم إليه للمناقشة حول انتخابات ممثلي الحزب إلى اجتماع اللجنة المركزية الموسّع، الذي سينتخب أعضاء لجنة مركزية جديدة، وبدورها ستنتخب قيادة مركزية جديدة أيضاً لحزب البعث العربي الاشتراكي.
وبيّن الرئيس الأسد كيف أن هذه الانتخابات ستعبر عن أشكال العلاقة بين البعثيين أنفسهم من جهة، وبينهم وبين المجتمع من جهة ثانية، فما تفرزه من إيجابيات سيكون مفيداً، وما تفرزه من سلبيات لن نخشاه بل سيكون مفيداً أيضاً لما فيه من تنبيه، ولما في الحزب من قدرة على معالجة الأخطاء وتجاوزها.
وقال: «تغيير الأدوات من دون تغيير السياسات الكبرى ليس له معنى، حتى هذه اللحظة نحن نتعامل حصراً مع الأدوات ولا نتعامل مع السياسات الوطنية، في هذه الصورة الكبيرة التي ستناقش في اللجنة المركزية القادمة، ولاحقاً على المستوى الوطني تأتي خطوة الانتخابات كخطوة صغيرة ولكنها مهمة، هي ليست خطوة منفصلة عما سبقها، هناك انتخابات حصلت منذ نحو أربع سنوات، واليوم نحن نتابع هذه الخطوة، كانت الخطوة الأولى بعد عقود من التعيين وكان هناك الكثير من السلبيات التي ظهرت والتي تحدث عنها الكثيرون من الحزبيين، مع ذلك هي كانت خطوة مهمة، مهمة بإيجابياتها والأهم بسلبياتها، هي خطوة كانت ضرورية، البعض قلق من السلبيات لدرجة أنه شكك بصحة تلك الخطوة، لماذا نقوم بخطوة إذا كنا نعلم بأن هناك سلبيات سوف تظهر، لأن الانتخابات هي الخطوة في الاتجاه الصحيح الذي سيظهر لنا الواقع بأفضل ما يمكن أو بأقرب شكل إلى الحقيقة».
وركز الرئيس الأسد على ثلاث نقاط في هذا المجال، الأولى: تتعلق بتوسيع المشاركة في انتخابات القيادات لأنها ترفع من مستوى القواعد وتحمّلها مسؤولية الانتخاب ونتائجه أيضاً وتضعها أمام تحدٍ يجب أن تقبله وتنهض بتبعاته، والثانية: تجاوز مشكلات التدخلات والتكتلات السلبية المطروحة سابقاً، بما يرفع مستوى الوعي والأداء والالتزام، والثالثة: حول تشكيل لجنة من غير المرشحين تشرف على هذه الانتخابات بهدف حماية القواعد من تدخل القيادات، وحماية القيادات من الاتهام بالتدخل، إذ إن هذه اللجنة لا تصدر عن قلّة الثقة بالقيادات المتسلسلة وإنما لتعزيز نزاهة الانتخابات وصولاً إلى هدف وطني كبير ينطلق من الالتزام والوعي والتربية بما يمكّن العمل الحزبي ومؤسساته لاحقاً من تقديم أوراق عمل وحوارات وأفكار تخدم الدولة والمجتمع والحزب انخراطاً في سياسات وطنية تعمل على تحسين المنظومة العامة وتغييرها نحو الأفضل، وفق معايير وآليات جديدة ودقيقة ومضبوطة وواعدة.
وأضاف: «آلية الانتخاب ولو كان جزئياً في هذه المرة هي أفضل من آلية التعيين، بغض النظر عن الثقة، الثقة هي علاقات شخصية، لا تبنى المؤسسات على الثقة، تبنى المؤسسات على الآليات، فإذا كانت الآليات صحيحة فالأمور جيدة، وإذا كانت الآليات سيئة فلا معنى للثقة».
وتابع: «علينا أن نكون دقيقين بأن كل آلية نطرحها لا تنطلق من أشخاص تنطلق من مصلحة المؤسسة ومصلحة المؤسسة هي بالآليات الصحيحة».
وخلال حوار موسع وشامل مع الحضور بين سؤال وجواب ومقترح في المجالات التنظيمية والسياسية والاجتماعية يتصل بقضايا الحزب والدولة والمجتمع وآفاق الوصول إلى واقع ومستقبل أفضل، لفت الرئيس الأسد إلى أن الوضع لدى القواعد بسبب أداء الحزب وعدم تطويره دفع بالكثيرين للنفور من الحزب.
واعتبر الرئيس الأسد أن شخصنة المؤسسات هي تجربة فاشلة وعبر العقود جرى شخصنة المؤسسات وقال: «مؤسساتنا ضعيفة وتعتمد على الفرد عندما يأتي شخص متميز تنهض المؤسسة وعندما يأتي شخص غير متميز تهبط والتحدي الحزبي هو بناء مؤسسات، فالانتخابات جانب لكن بناء المؤسسة جانب آخر».
الرئيس الأسد بين أن المبدأ الأساسي لفكرة الانتخابات هو الهروب من آلية التعيين، وقال: «نحن لا نقوم بعمليه انتخاب كاملة هي مرحلة، وهناك جزء من التعيين لكي نحافظ فيها على بعض الشرائح ولكن أنا نفسي أشعر في كل مرة أن العبء كبير في عملية التعيين، فأنا لست من يعرف كل الناس، ويبقى موضوع قانون الانتخابات ضروري.
وأضاف: «أهم شيء هي فكرة العدالة والكفاءة، فقد تكون العدالة في الظروف الصعبة هي الأولوية فالسؤال المطروح دائماً حتى في موضوع الإصلاح الإداري عندما كان يقال هل الإصلاح الإداري يأتي الآن بالشكل الحالي هي الأفضل؟ هو الآن لا يأتي بالشكل الأفضل لكنه يحقق العدالة، لكن عندما تتطور التجربة نأتي بالأفضل، لكن الشعور بعدم العدالة هو الكارثة الأكبر التي تدمر أي مؤسسة وبالوضع الحالي بالحزب سيقولون إن الفروع أو اللجنة أو القيادة كانت أفضل عندما كانت تعييناً، ونحن الآن لا نبحث عن الأفضل نحن نبحث عن التمثيل الأوسع وهذا هو دور الأحزاب، ولاحقاً وربما الآن يمكننا وضع بعض المعايير التي تأتي بالأفضل لأن هذا سؤال مهم وسيطرح بعد الانتخابات ونحن الآن لدينا نظام والنظام هو الصحيح، وعندما يكون هناك مشكلة في النظام سنعدل النظام وسنبقى نعدله وسنكتشف أن الثغرات ستكون أكبر مما كانت في الانتخابات السابقة، وعندما نعرف هذا الشيء مسبقاً سنعرف أن هناك سياقاً في تطوير الحزب لا نستطيع أن نقفز فوق هذا السياق، ولا نستطيع أن نخترع حالة غير موجودة لأن السياق الذي نتحدث عنه هو سياق وعي وبحاجة لوقت لكي يتشكل لدى الناس، ومسؤوليتنا إيجاد أنظمة تغير ما لدى هذا الرفيق المواطن من سلبيات في المجتمع وفي هذه اللحظة يكون الحزب حزب قائد ومن دون دستور ولسنا بحاجة لماده ثامنة لكي نكون حزباً قائداً».
واختتم الرئيس الأسد حواره بالقول: «أعتبر هذه المرحلة هي مرحلة مفصلية بكل سلبياتها وإيجابياتها، أنا متحمس جداً على المستوى الشخصي لهذه الانتخابات، لأن مجرد طرح اجتماع اللجنة المركزية خلق حواراً كبيراً في الشارع الحزبي، وعندما يعرف هذا الشارع أن هذه الانتخابات الحزبية هي انتخابات حقيقية سنرى حزب بعث مختلفاً كلياً في المرحلة القادمة».
في سياق النقاش حول شروط الترشح لانتخابات اللجنة المركزية الموسعة، وبهدف إشراك عنصر الشباب، قررت اللجنة المركزية للحزب تخفيض عدد سنوات العضوية العاملة ضمن شروط الترشح لشريحة طلاب الجامعات من عشر سنوات إلى أربع.