ذات خسارة مؤلمة، وبنتيجة شبيهة بخسارتنا أمام المنتخب الياباني نفسه، قال خبير كروي سوري، في تصريح معروف، إننا نحتاج إلى خمسين عاماً للحاق بكرة كوكب اليابان، وقد أثبتت الأيام صحة تلك المقولة، كما أثبتت من جانب آخر أنه كان متفائلاً، وبشكل مبالغ به.
وجاء اليوم من يؤكد لنا أننا بحاجة لأضعاف تلك المدة لتحقيق ذلك الطموح، وهو من أصحاب الخبرة والمعرفة اللصيقة بكرتنا لسنوات طويلة، وربما الاثنان أعلم ببواطن كرتنا وإمكانياتها وأفقها.
في الواقع هم جميعاً يعرفون التفاصيل الدقيقة التي تحيط بواقع كرتنا، ويمكن أن يكون ذلك هو الدافع الأساسي لمثل هذه التصريحات، وكذلك لتجنب المساءلة الغائبة أساساً بشكل يثير التساؤل..! والأمر نفسه ينطبق على الكثير ممن زار القبة الكروية عاملاً أو خبيراً، وهو ينطبق أيضاً على كثير من السابقين والحاليين وربما يشمل القادمين في مقتبل الأيام، لأن الواقع الكروي يمر بالظروف ذاتها. والمدهش أنك حين تشير إلى ذلك الواقع وتتحدث عن تواضع العمل الفني والإداري، وهشاشة الظروف العامة المحيطة بهذا الواقع الكروي سيسارع البعض من أولئك للتصدي لك بأشكال مختلفة..!
نصل إلى السؤال الأهم: ماذا أنتم فاعلون لتجاوز هذا الواقع ولو بحدود بسيطة؟ وهل ستبقى الظروف والإمكانيات هي العذر الواهي الذي يدحضه بعض ما يعرفه الجميع من وقائع؟
والأكثر أهمية ماذا لو تم الاتفاق على مجموعة من الخبراء والفنيين لتشكيل لجنة تقدم دراسة وافية عن الواقع والمعوقات، ومن ثم تضع خطة طويلة الأجل زمنياً، وعلى أسس علمية ومنطقية، ويتم اعتمادها في زمن اتحاد معين، حالي أو قادم، فهل نمتلك المفهوم المؤسساتي للالتزام بهذه الرؤية وفق ما تطلبه؟ أم إنه يمكن أن يأتي من ينسف عمل من سبقه ويرى أنه الأقدر والأجدر بالقيام بذلك؟.. وهل لدينا من المسؤولين الرياضيين من يمتلك مثل هذه المنظومة القيمية في العمل؟ وحتى لو وجد فهل سيتمكن من فعل ذلك في ظل هذه الآليات من العمل التي شهدنا فشلها المتكرر في حالات عديدة؟
في كل ما سبق لا نتحدث عن أشخاص بعينهم، حتى لو كانوا أصحاب تلك المقولات، بقدر ما تعنينا القضايا العامة في هذا الإطار، فنحن في النهاية نرغب، ونعرف أنكم ترغبون، في تقديم الأفضل للانتقال بواقع كرتنا إلى مستويات أفضل، ولكن للأسف لا نرى من ذلك كله سوى حصاد لا يتكشف عن نتائج ذات قيمة ليدخل الطموح في دائرة الوهم وهو أكثر ما يؤلم.