تصاعد الخلافات بين ذوي الجنود القتلى وعائلات المحتجزين في غزة بشأن استمرار العدوان … إعلام إسرائيلي: الحديث عن قرب تدمير حماس منفصل عن الواقع
| وكالات
تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الأحد، عن «خلافات متفاقمة» بين عائلات الجنود الإسرائيليين القتلى في الحرب وعائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة بخصوص استمرار القتال، ومن جهة ثانية اعتبرت أن كلّ إعلان عن الاقتراب من «تدمير» حماس في غزة منفصل عن الواقع.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن «عائلات الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في الحرب على غزة، كتبت سلسلة من الرسائل إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء الحكومة تطالب باستمرار الحرب في قطاع غزة»، مشيرة في الوقت نفسه إلى معارضة عائلات المحتجزين في غزة استمرار القتال، خوفاً على مصير أبنائهم.
وأول من أمس السبت، وجهت عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزّة رسالةً إلى حكومة الاحتلال، طالبت فيها بالعمل على صفقة تبادل جديدة لإطلاق أبنائها المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
وذكر أهالي المحتجزين الإسرائيليين، في بيانهم، أن «كل دقيقة مصيرية، وأن الأسرى موجودون في خطر حقيقي على حياتهم، ونحن نستقبلهم تابوتاً بعد آخر، وجثةً بعد أخرى»، وأضافوا، حسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية: إن تحرير الأسرى «ليس ضمن الجدول الزمني للحكومة، ونحن لا نحصل على ردود، بل فقط أسرى قتلى»، مشددين على ضرورة عرض الحكومة «مسودة صفقة حالاً، وأن تبادر هي، وألا تنتظر حركة حماس».
في سياق متصل، قال أفراد من عائلات المحتجزين في غزّة، حسب وسائل إعلام إسرائيلية: إن كل يوم ننتظر فيه، يخفض احتمال أن يعود الأسرى من الأسر أحياءً، ونحن غير مستعدين لأن يعودوا إلينا في توابيت، وذكر أحد أهالي المحتجزين الإسرائيليين: «كنا لطيفين وهادئين، وهذا لم يساعدنا»، وقال آخر: إن «3 أشخاص (من الأسرى) كان يمكن منع موتهم في الشجاعية».
وفي وقت سابق أمس، تظاهر الآلاف من أهالي المحتجزين الإسرائيليين في شارع كابلان فيما بات يُعرف باسم «ساحة الأسرى» في «تل أبيب»، للمطالبة بإعادة الأسرى، وإبرام صفقة تبادل على الفور مع المقاومة الفلسطينية، وحسب وسائل إعلام إسرائيلية فان أهالي المحتجزين بدؤوا التظاهر في أعقاب مقتل 3 من الأسرى بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال توغله في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
من جهة ثانية، علقت وسائل إعلام إسرائيلية أمس على العمليات التي جرت ضد القوات الإسرائيلية في غزة خلال الأيام الأخيرة والخسائر الكبيرة التي مني بها جيش الاحتلال، بالقول: إن «أحداث نهاية الأسبوع الجاري تثبت أنه لا مكان للإعلانات في بعض الاستديوهات وكأن النصر قريب»، مؤكدةً أن حماس «بعيدة عن رفع الراية البيضاء».
فقد أكّدت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية أن «الطريق إلى الحسم طويلة، في وقت يتعزز التقدير في الجيش الإسرائيلي بأنّ الحرب ستستمرّ لأشهر طويلة»، مشيرةً إلى أن «كلّ إعلان عن تدمير حماس في وقت قريب منفصل عن الواقع».
وذكر محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس»، عاموس هريئيل، أنه «بعد شهر ونصف الشهر من دخول قطاع غزة، من الصعب أن نرى كيف يمكن تفكيك سلطة حماس والتوصل إلى صفقة، رغم مطالب عائلات الأسرى».
وأضاف إنه «على الأقل في المدى القريب، من المرجّح أن تؤدي الخطوة الثانية إلى تعزيز حماس بدلاً من إضعافها، وهكذا ينشأ وضع يتمّ فيه إصدار الكثير من الإعلانات الفارغة، بينما لا يوجد تقدم فعلي يذكر»، وتابع أنه «من الواضح تماماً أن كلّ يومٍ إضافي في قطاع غزة ينطوي على خطر موت لكلّ واحد من الأسرى، لأنّ حماس لا تنهار حتى الساعة، وعلى الرغم من أن حجم الضرر الذي لحق بالبنى التحتية المدنية والعسكرية في غزة هائل، ولكنّ الضغط الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي لا يؤدي بالضرورة إلى استسلام وشيك»، وخلال الأيام الماضية، أكدت وسائل إعلامٍ إسرائيلية أن الاحتلال الإسرائيلي «لا يزال بعيداً جداً عن حسم الحرب المستمرة في قطاع غزّة»، ورأى محلّل الشؤون السياسية في القناة «الـ12» الإسرائيلية، أمنون أبراموفيتش، أن المشكلة تكمن في «شعارات السياسيين أو الأهداف الطنّانة»، في إشارةٍ إلى الأهداف الإسرائيلية المُعلنة للحرب، وهي «إعادة الأسرى وألّا تكون حماس صاحبة سلطة في غزة»، وفي أن «الصور في الإعلام تبدو دائماً أكثر تفاؤلاً»، مؤكّداً أن إسرائيل لا تزال «بعيدة جداً عن الحسم».