مع اقتراب العام من خط النهاية تحضرني قائمة من الأمنيات على غرار فيلم «ليستة الأمنيات»: للعملاقين جاك نيكلسون ومورغان فريمان، فقررت أن أضع قائمة أمنيات للعام الذي سنستقبله بعد أيام قليلة.
طبعاً ستكون أمنياتي متواضعة إلى حد كبير، ولن تتضمن رحلة طويلة إلى أهرامات مصر وقمة جبال هملايا ولا سهرة في هونغ كونغ أو القفز بالمظلة كأحداث الفيلم المذكور، فذلك نوع من الخيال المستحيل.
ولن أكون طوباوياً وأقول إنني لا أتمنى شيئاً شخصياً لي، وكل أمنياتي مخصصة للناس والقضايا الوطنية فقط، بل سأمسك العصا من المنتصف، وكما يقولون «ساعة لك وساعة لربك».
بداية وبعد الحديث عن رؤية جديدة لسورية في القادم من الأيام، فإن أمنيتي الأولى أن يتم تشكيل حكومة جديدة لا يتجاوز عدد وزرائها الخمسة عشر وزيراً، فالولايات المتحدة التي تعتبر الأولى في العالم اقتصادياً وعسكرياً وتكنولوجياً لا يتجاوز عدد وزرائها الخمسة عشر وزيراً!.
إحداث وزارة للشباب والرياضة وينهى العمل بأي مؤسسات أو تشريعات لها علاقة بالشباب والرياضة والناشئة.
تعتمد الحكومة على الكفاءات بعيداً عن الانتماء الديني والمذهبي والطائفي والمناطقي، حتى لو كان جميع الوزراء من مدينة واحدة أو طائفة واحدة، فالمهم هو المواطنة والانتماء إضافة إلى الخبرة والإمكانيات المتوافرة لدى هؤلاء الوزراء.
ومن موقعي هذا أعلن عدم رغبتي في الوصول إلى التشكيل الحكومي الجديد، وأبصم على ذلك بالعشرة، «فمو ناقصني هم وغم».
وأتمنى القضاء على الإرهاب وأشقائه وأبناء عمومته وأخواله من الفساد واللصوص في النهار والليل والمرتشين وسارقي المال العام واللقمة من فم الفقير.
وطبعاً أتمنى تحرير كل شبر من الأرض السورية في الشمال والشمال الشرقي والجنوب، واسترداد حقوقنا المنهوبة من بطون الحوت مهما كانت جنسيته أميركياً كان أو تركياً أو إسرائيلياً، فالكل في العدوان سواء.
أما على الصعيد الشخصي، فأتمنى أن يصبح الحد الأدنى للرواتب والأجور مليون ليرة أو أكثر والاعتماد على وزارة الخبرات في ضبط الأسواق والأسعار وإنهاء سياسة الطوابير والرسائل الذكية والغبية.
أتمنى القضاء على تجارة العقارات التي تمنع المواطن من امتلاك بيت صغير له ولأسرته بعد أن أمضى نصف قرن في خدمة الدولة، فالمعروف أن البيت يعني الوطن، ومن لا يملك بيتاً فقد سهل عليه مغادرة قطعة الأرض التي يسمونها وطناً.
«ليستة» الأمنيات تتضمن وجبة لحم وحيدة في الشهر لذوي الدخل المحدود، ووجبة سمك وحيدة كل ثلاثة أشهر وبيضة واحدة لكل طفل مع كوب حليب كامل الدسم وغير مغشوش ككل شيء حولنا.
و«ليستة» الأمنيات تتضمن الكثير من البنود تتعلق بالناس كتحسين التعليم والمدارس والتوسع في بناء المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية التي تليق بالبشر، وفهمكم كفاية.
قلت من البداية إن «ليستة» الأمنيات التي أتمناها متواضعة، وفعلاً هي كذلك إذا كنا نتحدث عن بلد يريد النهوض والمنافسة على مستوى المنطقة والعالم، وأعتقد أن بإمكانكم جميعاً إضافة بنود جديدة كي نصل يوماً ما إلى المدينة الفاضلة.