سورية

أعلن إنشاء «محكمة تجارية» في سرمدا تخضع بشكل غير مباشر لسلطة متزعمه … «النصرة» يعزل «الصندوق الأسود للجولاني» عقب أيام على إعلان انشقاقه

| وكالات

في الوقت الذي أعلن فيه عن إنشاء «محكمة تجارية» في مدينة سرمدا بريف إدلب، تخضع بشكل غير مباشر لسلطة متزعمه المدعو أبو محمد الجولاني، أصدر تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بياناً يقضي بعزل المدعو جهاد عيسى الشيخ والمعروف باسم «أبو أحمد زكور»، الذي يعد الرجل الثالث في التنظيم و«الصندوق الأسود» لـــ«الجولاني» وذلك عقب 5 أيام على إعلان انشقاقه عن التنظيم.
ونقل موقع «أثر برس» الإلكتروني أمس، عن مصدر في ريف إدلب وصفه بـــ«الخاص» أن «زكور» يُعد الرجل الثالث في تنظيم «النصرة» بعد الجولاني والمدعو «أبو ماريا القحطاني»، موضحاً أنه مسؤول عن الجناح الاقتصادي في التنظيم وكان مسؤولاً عن جميع الملفات المالية منها محطات الوقود والمطاعم الأموال، التي يحصلها التنظيم من المدنيين والتجار وأصحاب الأراضي بفرض الإتاوات والضرائب، بالإضافة إلى الأموال تفرضها الحواجز على البضائع والسيارات التي تدخل مناطق سيطرتها في ريف إدلب.
وعن سبب انشقاق «زكور» أوضح المصدر أن الجولاني كان يخطط لإصدار قرار يقضي بعزل «زكور» وفرض الإقامة الجبرية عليه، وذلك بسبب امتلاكه معلومات حساسة تخص استثماراته (الجولاني) داخل إدلب وخارجها ضمن الأراضي التركية، وأنه تم تسريب الخبر إلى «زكور» عن طريق أحد مساعدي الجولاني بساعات قليلة قبل صدور القرار، ما دفع «زكور» إلى الهرب باتجاه مناطق سيطرة فصائل أنقرة بريف حلب وبحوزته قرابة 25 مليون دولار.
وأضاف المصدر إنه بعدما توجه «زكور» إلى ريف حلب أصدر تنظيم «النصرة» قراراً يقضي بعزل «زكور» واتهم التنظيم الأخير في بيانه بأنه «أساء استخدام منصبه، وخالف السياسة العامة للنصرة».
ورجّح المصدر، أن التنظيم يفاوض المتزعم السابق في صفوفه « زكور» مفاوضة سرية لضمان عدم تسريبه هذه المعلومات، مقابل مبلغ مالي ضخم.
والخميس الماضي، أعلن « زكور» في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «إكس». خروجه من «جبهة النصرة» «تنظيمياً وسياسياً»، وتبرؤه من أفعال التنظيم.
وذكر أن قيادة تنظيم «النصرة» غيرت سياستها تدريجياً، وعملت أمنياً على الخطف وغيره من دون التنسيق مع أي جهة ودون علمه، ووجهت التهم المعلبة والجاهزة لكل مخالف لنهج قيادة التنظيم وشوهت صورته سواء داخلها أم خارجها.
وقبل يوم من ذلك، نقلت وكالة «نورث برس» الكردية عن متزعم في تنظيم «النصرة» تأكيده، أن الأخير أغلق وبشكل نهائي ملف «زكور» الذي يعد «الصندوق الأسود» لــ«الجولاني» وذلك عبر ملاحقته أمنياً واعتقال أغلب المتزعمين المقربين منه، بعد إقصائه لملف المتزعمين السابقين في التنظيم «أبو ماريا القحطاني وأبو مالك التلي».
وأوضح المتزعم، أن ما يسمى « المجلس الشرعي الأعلى» في «النصرة» أصدر قراراً بالقبض على «زكور» في الـ5 من الشهر الجاري، «حياً أو ميتاً»، إضافة لاعتقال كافة «الكوادر العسكرية والأمنية المرتبطة به بشكل مباشر».
وفي الخامس من الشهر الجاري، واستمراراً للصراعات التي تعصف بتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، تحدثت وسائل إعلامية معارضة عن «تمرد» » زكور» ضد «الجولاني»، فيما أرجعت المصادر الأسباب إلى خلاف بين الاثنين على خلفية اعتقال « القحطاني» الرجل الثاني في التنظيم في آب الماضي.
وفي سياق متصل، أعلنت ما تسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة لـ«النصرة» إنشاء «محكمة تجارية» في مدينة سرمدا بريف إدلب، حسبما نقل «أثر برس» أمس عن مصادر أشارت إلى أن تلك «المحكمة وقضاتها» تخضع لسلطة «الجولاني» خضوعاً غير مباشر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن