«قلوب من ماء»… دراما اجتماعية واقعية … نجار لـ«الوطن»: حالات بين جيلين تفرضها الظروف الخارجية
| مصعب أيوب
عمل درامي اجتماعي معاصر من ثلاثين حلقة، تتقاطع فيه دروب أبطال العمل وشخصياته الرئيسية والثانوية في نسيج حكائي واقعي لا يخلو من الجرأة في طرح القضايا الاجتماعية والعائلية والعاطفية والاقتصادية لشخصيات العمل الوافدة من أكثر من بلد عربي والتي تجتمع في دولة الإمارات، لنلاحظ التباين في مستوياتها الثقافية والاجتماعية، «قلوب من ماء» دعوة للبحث عن الحب والصدق في زمن شوّه وجهه الزيف والنفاق، في سبيل الوصول إلى حالة من السلام.
قضايا إنسانية واجتماعية
في تصريح خاص لـ«الوطن» أوضح مخرج العمل عماد نجار أن «قلوب من ماء» هو ثاني إنتاجاته بعد مسلسل «ليالي الشمال» والذي من المنتظر عرضه قريباً، وأكد أن المسلسل الدرامي لا يمكن اختصاره بفكرة واحدة أو قضية معينة لأن العمل التلفزيوني بشكل عام يضم مجموعة كبيرة من الشخصيات وبالتالي لا بد من وجود محاور مختلفة وقضايا متعددة. وأشار نجار إلى أن العمل يحاول تسليط الضوء على جملة من القضايا الإنسانية والاجتماعية ليس فقط في الإمارات التي تم تصوير مشاهد العمل فيها وإنما أيضاً في الداخل السوري بحكم أن أغلبية شخصيات العمل هي من السوريين والسوريات، وركز على أن العمل يتكلم عن جيلين هما جيل الأبناء والآباء، حيث تشهد العلاقة بين الجيلين حالات من المد والجزر تسببها الظروف الخارجية عن إرادة الشخصيات تارة، وأنانية أحد أطراف العلاقة وقلة مسؤوليته وإحساسه والتزامه تارة أخرى.
كما أفاد نجار أن العمل يحمل دعوة للعودة إلى إنسانيتنا في زمن بات موبوءاً بكل ما هو مبتذل وسطحي وتجاري واستهلاكي، ويدعو للبحث عن الحقيقة في دواخلنا قبل الآخرين.
حرارة عالية ورطوبة
وعن الصعوبات التي واجهت العمل بين المخرج نجار أن أغلبها كان صعوبات مالية بسبب التكلفة العالية نسبياً للحياة في الإمارات العربية المتحدة، ولكون العمل استقبل عدداً كبيراً من الفنانين والفنيين من سورية ولبنان والأردن وحتى من أوروبا، كما أن الحرارة العالية والرطوبة العالية كانتا من الصعوبات التي اضطر فريق العمل لمواجهتها وخاصة في أثناء التصوير الخارجي الذي شاءت الظروف أن يكون في فترة الصيف.
مشاركون حقيقيون
وعن تجربته بإخراج أعمال عربية مشتركة شدد نجار على أن الممثل اللبناني لا يقل أهمية عن الممثل السوري من ناحية الموهبة والأداء والثقافة وحتى الالتزام، وأكد أنه يرفض التعصب القائم على أساس الدين أو المذهب أو العرق أو اللون أو الجندر.
وأضاف: أتعاون في هذا العمل مع فنانين من جنسيات مختلفة إضافة لزملائي السوريين، من لبنان والأردن، والعراق، ومعظم هؤلاء كانوا شركاء حقيقيين في العمل وكانوا مثالاً في المحبة والالتزام.
جنسيات متعددة
كما نوه إلى أن سبب اختيار الإمارات موقعاً لتنفيذ العمل هو أن مقر الشركة أساساً في الإمارات ولكونها منفتحة ومرنة بعض الشيء من ناحية استقبال الزوار والوافدين من جنسيات أخرى، مؤكداً أننا لا يمكن أن نقيّم عملاً أو نقدم حكماً فيه لمجرد أنه نفذ بهذه الدولة أو تلك ولكن محتوى المشروع هو ما يمنحه القيمة، بالإضافة إلى غنى أفكاره وجدّتها واحترامها لعقل المشاهد، وقبل كل ذلك رسالته الفكرية والحسية وجودة صناعته وصدقه.
صراع داخلي
الفنان اللبناني مازن معضم في حديث مع «الوطن» أعرب عن سعادته العارمة لمشاركته في مسلسل قلوب من ماء مؤكداً أن علاقة من نوع خاص تربطه بالفنان والمخرج عماد نجار وأنه من الأصدقاء المقربين له منذ أكثر من عشر سنوات.
وأشار إلى أن العمل ينتمي إلى الدراما الاجتماعية الراقية لأنه يقدم فناً محترماً وقصص حب ومشاعر كثيرة والكثير من القصص التي تلامس قلب وعقل المتلقي وتلتصق بوجدانه، فهي مزيج من الحب والاغتراب والهروب من الماضي والبحث عن السعادة تُعالج بطريقة لطيفة وجميلة من خلال الحوارات السلسة التي تنساب إلى القلب بسهولة.
كما أفاد أنه كان من المخطط للعمل أن ينجز في لبنان في وقت سابق ولكن لظرف ما لم تسنح الفرصة وحتى بعد أن دارت كاميرا قلوب من ماء في الإمارات تأخرت عن اللحاق بفريق العمل لعلة وجودي في لبنان لتصوير مشاهد في عمل درامي آخر، ولكني أصررت على أن أحضر في العمل وأشارك صديقي مشروعه ونجاحه وقد أمضينا وقتاً ممتعاً برفقة فريق العمل الاحترافي والنشيط على الرغم من التعب الشديد والإرهاق والحرارة العالية، ولكن أعتقد أننا سنقدم فناً يحترم ذائقة المشاهد ويحبه الجمهور وآمل أن نحظى بقبول الناس لما قدمنا.
وعن دوره في العمل أشار معضم إلى أنه من الأدوار الرئيسية وفيه كمية كبيرة من المشاعر وربما هذه المرة الأولى التي يقدم فيها شخصية من هذا النوع وهي شخصية تعيش قصة حب لطيفة وتعيش صراعاً داخلياً.
وختم بأن العمل الدرامي لا يمكن أن يقدم بصورة أمثل ما لم يكن هناك ألفة وتناغم وانسجام بين فريق العمل والمشاركين في تنفيذه وهو ما عشناه جميعاً في قلوب من ماء ونأمل أن تترجم تلك المشاعر على الشاشة ويلمس المشاهد مصداقيتها.
كما يشارك في العمل من لبنان: باسم مغنية ومازن معضم وآخرون.
ومن الأردن: عبير عيسى- منير قديس.
ومن العراق: محسن علي.
ومن سورية: عماد نجار- محمد خير الجراح- سحر فوزي- يزن السيد- حازم حداد- ميريانا معلولي- يارا خضير- وسيم الرحبي- رياض معلا- رينا بشور- بسام علي- رنا العضم- عايدة يوسف- بسيم الريس- رشا الزين- مازن البني- حمادة سميسم- لؤي شانا- ديانا عطا اللـه- سارة صدقي- إيمان بهنسي- ناديا صدقي- فادي يوسف- سراج سلات- شاميرام حداد وآخرون.