دفن «مجاني» للفقراء ومهنة «الحفّار» مهددة بالانقراض! … «دمشق» تسجل أكثر من 7 آلاف وفاة وتبني 4 آلاف قبر طابقي هذا العام
| فادي بك الشريف
كشف مدير مكتب دفن الموتى في محافظة دمشق فراس إبراهيم في حديث لـ«الوطن» أن هذا العام شهد تسجيل أكثر من 7 آلاف حالة وفاة في العاصمة بعدد وسطي يقدر بـ20 حالة وفاة يومياً، معتبراً أن هذا الرقم يعتبر ضمن المستويات الطبيعية، وأن أكثر عدد للوفيات خلال الأزمة سجل خلال جائحة كورونا منذ 3 سنوات.
وأكد إبراهيم أن عدد القبور في دمشق تصل إلى الـ160 ألفاً موزعين ضمن 30 مقبرة تعتبر كافية خلال الوقت الراهن، مبيناً أن هذا العام شهد بناء 4 آلاف قبر طابقي الأمر الذي زاد من أعداد القبور لاستيعاب الموتى وساهم بوجود قبور إضافية.
وأوضح إبراهيم: العمل على بناء 3 آلاف قبر جديد في مقبرة نجها، مع وجود عدد جيد من القبور الشاغرة في عدرا يقدر بـ4 آلاف قبر، علما أن هذه المقبرة تتسع لآلاف القبور، مضيفاً: يتم تخصيص قبر في عدرا أو نجها بالنسبة للحالات التي لا تملك قبوراً.
ونوه مدير دفن الموتى بوجود «دفن مجاني» للفقراء بواقع 700 حالة سنوياً سواء في نجها أم في مقابر دمشق من دون تكليف ذوي المتوفى أي رسوم أو أعباء، وذلك ضمن توجيه من المحافظ، مضيفاً: يتم تسيير أمور ذوي المتوفى بالحصول في اليوم الثاني من الدفن على ورقة (فقر حال).
وعلى نحو متصل، تجاوز سعر القبر في دمشق الـ40 مليون ليرة ضمن إطار البيع (عرض وطلب) واتفاق مباشر بين المواطنين، وذلك حسبما تؤكده المعلومات.
وحول هذا الموضوع أكد أنه لا يوجد في المحافظة (مديرية دفن الموتى) أي بيع للقبور على الإطلاق، إنما يتم تقاضي الرسوم والأجور بالنسبة للقبر العادي أو بطابقين، ذاكراً أن رسوم القبر العادي تقدر بحوالى 750 ألف ليرة، أما الطابقي فتصل التكلفة إلى نحو المليون و600 ألف.
مضيفاً: إن المديرية خدمية وليست ربحية، حيث تتقاضى أجوراً بسعر التكلفة فقط، علما أن أجور مواد البناء (الإسمنت) ومواد التكفين (قماش- قطن- صابون- ليف-الخ) ارتفعت بشكل كبير، ومع ذلك لم يتم رفع الأجور منذ عام ونصف العام، مبيناً أن معظم مواد الدفن يتم الحصول عليها عبر مناقصات ومن القطاع العام.
ونفى إبراهيم وجود أي حالات سرقة جديدة لشواهد القبور أو أي عملية تلاعب، ولاسيما بعد الانتهاء من أتمتة كل السجلات لقبور العاصمة، مضيفاً إن هذا الأمر منع أي حالات تلاعب وإن وجدت فتكون نادرة وعبارة عن مشكلة قديمة من عشرات السنين.
ولفت إبراهيم إلى وجود 30 سيارة للدفن لتخديم الوفيات، مؤكداً وجود 130 عاملاً وإدارياً في مكتب الدفن بدمشق، مؤكداً أن مهنة (حفار القبور) تكاد تنقرض بسبب الظروف ولاسيما أن المصلحة متوارثة والكثير من الأبناء لا يفضلونها أو أن الآباء يرغبون في تعليم أبنائهم مصلحة أو مهنة أخرى.
وقال مدير دفن الموتى: في دمشق 54 حفاراً كافياً نوعاً ما لتخديم المقابر، مؤكداً أن هناك عقوبات تفرض على الحّفار تبدأ من التنبيه والإنذار وتصل إلى الفصل في حال ضبط حالات ابتزاز للمواطنين وطلب مبالغ لقاء الدفن، علماً أن هذا العام لم يشهد أي حالات فصل لأي حفار، ويتم العمل على تقويم الخطأ بالشكل المطلوب.