رياضة

الحقيقة مرة

| بسام جميدة

نراوغ أنفسنا حيناً، ونتحايل على عواطفنا، وأحياناً نخدعها، وحتى نخدع الجماهير، ونحن نتداول مفردات الواقع الرياضي المأزوم، وكرة القدم على وجه الخصوص، ببعض من التفاؤل حيناً، وبكثير من ضبط النفس أحياناً كي لا تنقطع تلك الشعرة التي نشدها تارة ونرخيها تارة أخرى.

ولكن بكل الجرأة نعترف بواقع مرير لم نشهد له سابقة، مهما حملت تصريحات البعض ممن يمتلكون دفة القيادة، محاولات التلميع والترقيع والاستفادة من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ولم تعد فيها الرياضة أولوية لكثير من الناس، ولكن مهما حاولنا المواربة فهي بلسم لكثير من الجروح النفسية، وهي حمالة الآسية في المحافل الخارجية عندما يرتفع علم الوطن من وراء إنجاز خاطف يحققه بطل أو منتخب استطاع أن ينفذ من هذا الجحيم بإرادة قوية ليثبت أنه على قيد الشغف والحياة لتخرج هذه الجماهير معلنة الفرح متناسية كل المرارات والخيبات وشطحات هذه اللعبة أو تلك.

وفي ظل هيمنة كرة القدم على المشهد الرياضي وماتقدمه من جدل وأوجاع ومناكفات «فيسبوكية» مقيتة، تلوذ باقي الألعاب خلفها تطوي فشلها وتدرك أنها ليست على جدول المحاسبة والاهتمام.

كرة القدم التي أصبحت اليوم هي الشغل الشاغل للجميع، باتت كما قلنا قبل عقدين من الزمن تدار من هواة، وأصبحت ملاذاً لكل من يريد أن يكون في الواجهة مهما كانت مؤهلاته وخبراته، المهم أن يكون قادراً على تحمل مايواجهه لكي يبقى في دائرة الاهتمام لعله يحظى بما يريد.

ذات يوم كان لإدارات الأندية هيبة وحضور طيب، ورجال مشهود لهم بالكفاءة والشخصية القادرة على فرض نفسها لأنها خرجت من رحم الرياضة، وتعرف ماذا تفعل وماذا تريد، وكان رئيس النادي يعتبر من الشخصيات المهمة في المجتمع، وهذا ليس تقليلاً من شأن أحد، ولكن خلال السنوات الفائتة أصبح الكثير من إدارات الأندية عالة على الرياضة، ورئيس النادي بمرتبة مشجع يقدم المال فقط من أجل «البريستيج» ولا يُحسب حساب لتصرفاته وأصبح بنظر اللاعبين مجرد كيس من المال يفتحونه متى يريدون ليلعبوا كما يريد، وليس له سلطة سوى سلطة المال، وهذا واقع للأسف نتج عنه مستوى هابط في كل شيء.

لا اعني الجميع بالمطلق، ولكن هذا المشهد الكروي والرياضي يشي بالواقع بحرفيته ولا يحتاج لدليل، ووصل الحد إلى أن نسبة لا بأس بها من يديرون صفحات التواصل الاجتماعي يلعبون ذات اللعبة التي يقوم بها اللاعبون من أجل منافع مادية ومعنوية وسمسرة أدت بكرة القدم إلى الحضيض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن