عربي ودولي

قرار دولي دعماً لحق الفلسطينيين بتقرير المصير.. ومحادثات مكثفة بشأن هدنة جديدة في غزة … هنية يصل القاهرة.. والنخالة: تبادل الأسرى سيتم عبر مبدأ «الكل مقابل الكل»

| وكالات

ذكر مصدر مطلع أن محادثات مكثفة تجري بوساطة قطرية ومصرية للتوصل إلى هدنة ثانية محتملة في قطاع غزة تعيد حركة حماس بموجبها بعض المحتجزين مقابل إطلاق الكيان الإسرائيلي سراح أسرى فلسطينيين، بالتزامن مع وصول رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى القاهرة والإعلان عن توجه الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد النخالة إلى العاصمة المصرية خلال أيام.
وقال المصدر وفق «رويترز»: إن عدد الأشخاص المقرر إطلاق سراحهم ما يزال قيد البحث، بينما تصر إسرائيل على إدراج المحتجزين من النساء والرجال الأكثر ضعفاً، مشيراً إلى أن أسرى فلسطينيين اعتقلتهم إسرائيل بعد نسب تهم لهم «بارتكاب جرائم خطيرة» يمكن أن يكونوا على القائمة أيضاً.
يأتي ذلك في الوقت الذي وصل فيه وفد من حماس يضم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إلى مصر لإجراء مفاوضات بشأن إعلان هدنة محتملة، وقالت حركة حماس، في بيان: إن هنية وصل إلى العاصمة المصرية «لإجراء مفاوضات مع المسؤولين المصريين حول تطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزة والعديد من الملفات الأخرى».
وبينما تتواصل الجهود بهدف التوصل إلى اتفاق تبادل بين حماس وإسرائيل من خلال هدنة إنسانية جديدة، تلوح في الأفق مؤشرات تمهد الطريق نحو هدنة، إذ أعلنت الخارجية الأميركية إمكانية التوصل لهدنة إنسانية ممتدة في غزة، في حال وافقت حماس على إطلاق سراح المحتجزين حسبما نقلته «رويترز».
وتأتي هذه المؤشرات الجديدة، عقب تأكيد مصادر مصرية وقطرية، انفتاح الكيان الإسرائيلي وحركة حماس على مفاوضات بشأن هدنة جديدة، وحديث وسائل إعلام إسرائيلية بحصول رئيس الموساد على ضوء أخضر، لإجراء صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وتوسطت مصر وقطر في التوصل إلى هدنة استمرت ثمانية أيام في أواخر تشرين الثاني، أطلق فيها سراح 80 إسرائيلياً اقتيدوا رهائن إلى غزة مقابل 240 أسيراً فلسطينياً في إسرائيل.
وبعد وصول هنية إلى مصر، كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني ناصر كنعاني أمس تفاصيل اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان برئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة أول من أمس الثلاثاء وقال وفق وكالة «الإيرانية» إن لقاء وزير الخارجية الإیراني حسين أمير عبد اللهيان مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في الدوحة، كان فرصة أخرى للنقاش وتبادل الآراء حول آخر تطورات الأوضاع في فلسطين.
وأضاف كنعاني في تصريح للإعلاميين من الدوحة، إن وزير خارجية إيران أكد خلال اللقاء مساعي طهران المستمرة لدعم الشعب الفلسطيني ووقف جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة وإنهاء الحصار وإرسال المساعدات الإنسانية الفورية، ومواجهة المخططات السياسية الإملائية والمتحيزة للكيان الإسرائيلي.
كما أدان وزير الخارجية الإيراني خلال لقائه هنية، وفق كنعاني، الدعم الأميركي اللامحدود لكيان الاحتلال في الحرب على غزة، مؤكداً ضرورة تحمل الولايات المتحدة مسؤولياتها تجاه الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وتابع إن «كل من في البيت الأبيض يعتقد أن الكيان الصهيوني يجب أن ينتصر في الساحة، ولكنهم اليوم بعد إدراكهم لحقيقة الواقع الفلسطيني وقوة المقاومة يسعون للوصول إلى حل سياسي يحفظ ماء وجههم ليخرجوا من الحرب وينقذوا الكيان الصهيوني من هزيمة إستراتيجية».
وقال كنعاني: إن هنية من جهته تطرق خلال اللقاء إلى المعنويات العالية والتطلعات الجيدة لدى المقاومة في الساحة، كما تناول آخر التطورات السياسة والأوضاع الميدانية في فلسطين، وشدد على أنه بعد 75 يوماً من الحرب المدمرة على غزة والعدوان الوحشي للكيان الصهيوني، إلا أن قوة المقاومة مازالت ممتازة ومميزة، وأضاف إن الاحتلال الإسرائيلي يزعم أنه سيطر على شمال غزة إلا أن المقاومة مازالت هناك.
كما أعلن هنية، أنهم مستعدون للتوقف والوقف الدائم لإطلاق النار ولكن أكد في الوقت عينه أن التفاوض حول ذلك لن يتم تحت العدوان.
ومساء أول من أمس، وصل وزير الخارجية الإيراني إلى العاصمة القطرية الدوحة في زيارة ركزت على بحث تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ونقلت وكالة «إرنا» الإيرانية أن الوزير الإيراني التقى، فور وصوله للدوحة، هنية.
يأتي ذلك في وقت يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، حيث تشنّ طائراته سلسلة غارات عنيفة على جميع مناطق غزة، وبصورة متزامنة، ما أسفر عن ارتقاء عشرات آلاف الشهداء والجرحى معظمهم من النساء والأطفال.
في الغضون، نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة قوله إن تبادل الأسرى مع إسرائيل سيتم عبر مبدأ «الكل مقابل الكل» بعملية سياسية تتفق عليها كل القوى الفلسطينية.
ولفت النخالة إلى أن وفداً من الحركة برئاسة الأمين العام سيتوجه إلى القاهرة خلال أيام بناء على دعوة رسمية مصرية، حيث سيناقش سبل وقف العدوان وصفقة تبادل للأسرى، وأكد أن حركة «الجهاد» ستتوجه إلى القاهرة برؤية واضحة هي «وقف العدوان وانسحاب قوات العدو من قطاع غزة وإعادة الإعمار».
وشدد النخالة على أن تبادل الأسرى سيتم عبر مبدأ الكل مقابل الكل بعملية سياسية تتفق عليها القوى الفلسطينية.
من جهة ثانية، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس قراراً بأغلبية ساحقة يؤيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وصوت لمصلحة القرار 172 دولة بينما عارضته 3 دول، إضافة إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي في حين امتنعت 10 دول عن التصويت، وفق وكالة «وفا».
وأكد القرار مجدداً حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بما في ذلك الحق في أن تكون له دولته المستقلة فلسطين، ويحث جميع الدول والوكالات المتخصصة ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة على مواصلة دعم الشعب الفلسطيني مساعدته لنيل حقه في تقرير المصير في أقرب وقت.
وشدد القرار على الضرورة الملحة للقيام من دون تأخير بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية استناداً إلى القرارات الأممية ذات الصلة وضرورة احترام وصـون وحدة كامل الأرض الفلسـطينية المحتلة بما فيها مدينة القدس.
وأعرب مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور عن شكره للدول التي صوتت لمصلحة القرار، مشيراً إلى أن التأييد الساحق له يدل على أن المجتمع الدولي يدعم وبقوة حقوق الشعب الفلسطيني في كل جوانبها وخاصة في خضم العدوان الهمجي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن