لافروف وشكري أكدا ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بأسرع وقت … الرئيس شي: حجم التجارة بين موسكو وبكين ارتفع إلى 200 مليار دولار قبل الموعد المحدد
| وكالات
أعلن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أمس الأربعاء، أن روسيا والصين تمكنتا من رفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 200 مليار دولار قبل الموعد المحدد لذلك، على حين بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره المصري سامح شكري الوضع في غزة وأكد أن بلاده تواصل بذل الجهود «لنقل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي إلى القناة الدبلوماسية».
وخلال لقائه رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في بكين أمس، قال الرئيس شي إنه «بحلول نهاية العام الجاري، سيصل حجم التجارة بين موسكو وبكين إلى 218,28 مليار دولار»، وأضاف: «المهمة التي حددناها قبل خمس سنوات بيني وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرفع حجم التجارة الثنائية إلى 200 مليار دولار تمّ إنجازها قبل الموعد المحدد، وهذا يعكس الديناميكية الإيجابية للتعاون بين البلدين»، مشيراً إلى أن العلاقات بين روسيا والصين «وضعت أساساً قوياً للتعاون» بينهما في كل المجالات، وذلك وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك».
من جانبه، أكد ميشوستين، أن «التعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا والصين تغلب على التحديات الصعبة التي شهدها البلدان خلال عام 2023»، ويجري ميشوستين زيارة عمل إلى الصين منذ يوم أول من أمس الثلاثاء، التقى خلالها عدداً من كبار المسؤولين الصينيين لمناقشة التعاون الثنائي بين البلدين في كل المجالات.
وفي وقت سابق، حدد قادة روسيا والصين هدف مضاعفة حجم التجارة بين البلدين، ليصل من 100 مليار دولار سنوياً في عام 2018 إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2024، وفي آذار الماضي، قال السفير الصيني لدى روسيا، تشانغ هانهوي، إن حجم التجارة الروسية الصينية في عام 2022 تجاوز 190 مليار دولار، وسجل بذلك مستوىً قياسياً, وسبق أن أعلن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أن الصين ستدعم روسيا في تعزيز مكانتها، كقوةٍ كبيرة في الساحة الدولية، وفي أواخر نيسان الماضي، أعلنت روسيا أن أكثر من 70 بالمئة من تسوياتها التجارية مع الصين تتم بالعملات الوطنية.
من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في الجلسة العامة لمنتدى التعاون الروسي العربي، المنعقد في مراكش بالمغرب إن روسيا تواصل بذل الجهود «لنقل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي إلى القناة الدبلوماسية».
وأضاف لافروف: «بالتنسيق مع شركائنا، وخاصة العرب، نواصل بذل الجهود من أجل استقرار الوضع على المدى الطويل ونقل العمل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى المستوى السياسي والدبلوماسي»، مردفاً بالقول «يتطابق موقف روسيا المبدئي مع موقف الدول العربية التي أكدت التزامها بحل الأزمة على أساس الإطار القانوني الدولي المعترف به عموماً خلال قمة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض في الحادي عشر من تشرين الثاني الماضي».
وتابع الوزير الروسي: «لقد أصبح من الواضح أن بعض القوى الخارجية لا تمانع استخدام التصعيد الدوري للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لتلبية مصالحها الخاصة وإشعال نار العداء الإقليمي في تطوير للعديد من المغامرات السابقة للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط على مدار العشرين عاماً الماضية، التي أسفرت عواقبها عن تقويض بنية العديد من الدول وسقوط مئات الآلاف من الضحايا، وتدفقات هائلة من اللاجئين، وتفاقم حاد للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة».
ووفقا للافروف، ترى روسيا أن الأولوية القصوى في قطاع غزة هي وقف سفك الدماء وحل المشكلات الإنسانية، وقال الوزير الروسي: «ينعقد اجتماعنا في سياق تفاقم غير مسبوق للوضع في الشرق الأوسط، وفي سياق الاضطرابات المستمرة في العالم كله، ولا شك في أن الطبيعة المعقدة والمتكاملة للتحديات والتهديدات الناشئة تجعل من الضروري بشكل متزايد اتباع نهج جماعي لحل المشكلات لتعزيز السلام والأمن في المنطقة وضمان تطورها المستدام.
وأشار لافروف إلى تفاقم الوضع منذ السابع من تشرين الأول الماضي بشكل حاد في أقدم منطقة حساسة في هذا الجزء من العالم، منطقة المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية، هذه المرة، اتخذ العنف الذي نشهده كل يوم نطاقاً غير مسبوق وكارثياً حقاً، لقد وصل عدد القتلى والجرحى إلى عشرات الآلاف، أغلبيتهم من المدنيين في قطاع غزة، ومعظمهم من الأطفال والنساء».
وشدد لافروف على أن «معاناة سكان القطاع تتفاقم بسبب عواقب الحصار الذي تفرضه إسرائيل، ونرى أن المهمة الأساسية هي وقف إراقة الدماء وتوفير الظروف اللازمة لتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة لجميع المحتاجين».
ولفت لافروف إلى أن «روسيا ترحب بالتوجه نحو زيادة دور دول الشرق الأوسط في حل المشكلات في المنطقة» وقال: «هذا النهج سمح بالفعل، بالتوصل إلى اتفاق بشأن تطبيع العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، وتسريع عملية التطبيع الشامل بين سورية وجيرانها العرب من خلال إعادة سورية إلى جامعة الدول العربية».
في سياق متصل، تبادل وزير الخارجية الروسي ونظيره المصري سامح شكري وجهات النظر حول الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، ودعوا إلى وقـف فـوري لإطـلاق النـار في المنطقـة.
وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية في أعقاب لقاء الوزيرين على هامش اجتماع منتدى التعاون الروسي العربي المنعقد في مراكش بالمغرب: «تم التركيز بشكل خاص على الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، وتمت الإشارة إلى ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن وإقامة عملية تفاوض وفقا للقانون الدولي والقرارات القائمة للجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي بهدف التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع القديم وتنفيذ الحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولة ذات سيادة ضمن حدود عام 1967».
وأضاف البيان إن لافروف عبر عن شكره لنظيره المصري للمساعدة التي قدمتها مصر في ضمان الإجلاء الآمن للمواطنين الروس من قطاع غزة، وتابع: «بحث الوزيران أيضاً قضايا تسوية النزاعات في اليمن وليبيا وسورية ولبنان»،