ثقافة وفن

«الكيرميس والبازار» من طقوس الميلاد السنوية

| مايا سلامي

تستعد دمشق لاستقبال أعياد الميلاد ورأس السنة بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها السوريون اليوم فقد وجدت متسعاً للفرح والبهجة، وتكللت بعض منازلها وشوارعها بالزينة والأضواء التي تبعث الدفء والطمأنينة وتنشر السلام والمحبة اللذين لطالما كانا رسالة السيد المسيح.

وكعادتها تتحضر الكنائس لهذه الأعياد المجيدة بإقامة طقوسها السنوية الكيرمس والبازار الخيري الذي تنظمه كشافاتها، ويتضمن معرضاً للعديد من الصناعات اليدوية التي تباع بمبالغ رمزية يعود ريعها لمصلحة الكنيسة من أجل دعم الفقراء والمحتاجين، إضافة إلى ألعاب ومسابقات للأطفال ترسم البسمة على وجوههم وتشعرهم بروح الميلاد وبهجة العيد.

و«الوطن» زارت كنيسة سلطانة العالم في منطقة باب توما بدمشق لترصد هذه الأجواء:

إقبال كبير

قال قائد كشاف أسرة المحبة جوني نكزي: «نحن اليوم موجودون بكيرميس وبازار شارع الميلاد بنسخته الرابعة الذي ننظمه ضمن كنيسة سلطانة العالم ويتضمن ألعاباً للأطفال وللكبار، ومعرضاً للأشغال اليدوية من أعمال شباب وصبايا الكشاف على اختلاف أعمارهم، إضافة إلى البازار الخيري الذي يقام سنوياً ويعتبر بمنزلة معرض يشارك فيه عدة أشخاص ليعرضوا ويبيعوا منتجاتهم اليدوية التي يكون ريعها للكنيسة من أجل دعم الفقراء، وشارع الأكل الذي يتضمن مجموعة من الطاولات تقدم مأكولات ومشروبات سريعة».

وأوضح أن طريقة اللعب بالكيرميس تقوم على الفوز وربح النقاط والبطاقات التي يستبدلها الفائزون بالمنتجات اليدوية المصنوعة من الكشاف، منوهاً بأن الإقبال في هذه السنة كبير جداً والعالم سعيد بالعيد.

كما بينت الشيف ماريتا نحال من كشاف أسرة المحبة أنهم أمضوا شهوراً طويلة في صنع هذه المنتجات اليدوية التي يقدمونها اليوم حيث يشارك في تلك الأعمال جميع أعضاء الكشاف على اختلاف فئاتهم العمرية.

وقالت: «في هذه السنة الأجواء أقوى من بقية السنوات، ووجدنا نتيجة لتعبنا المتواصل في التحضير لهذا العيد كما أننا وسعنا النشاطات الترفيهية في هذا الموسم وكان هناك استحسان وإقبال من الناس».

الأجواء الميلادية

وقال المشارك من «جوقة الفرح» إلياس ضومط: «في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها في هذه السنة لم نحيي حفلنا السنوي في دار الأوبرا، لكن أحببنا أن ننشر الأجواء الميلادية عبر إقامة حفلات متواضعة في ست كنائس في تمام الساعة السابعة حيث توزعنا في عدة مجموعات لتتزامن جميعها في توقيت واحد، وسنقدم خلالها بعض الأغاني اللطيفة والتراتيل الميلادية لنجعل الأطفال والكبار يعيشون أجواء العيد والميلاد المجيد».

أعمال يدوية

وبينت السيدة كارين شمالي أنها تشارك في البازار الخيري بأعمال يدوية صنعتها بنفسها، منوهة بأن المشاركة في مثل هذه البازارات مميزة جداً تعرفك على أناس جدد وبضائع ومنتجات مميزة وجميعهم يشعرون وكأنهم أسرة واحدة تعيش أجواء التحضيرات لاستقبال العيد.

وأضافت: «ما أراه اليوم كان جميلاً جداً وأشعر وكأن الناس عادوا إلى حالتهم الطبيعية ما قبل الأزمة، فعاد التفاعل مع العيد ولو بشكل بسيط بسبب الغلاء الكبير لكن الناس ما زالوا يشعرون بالفرح والعيد».

وأوضح السيد عماد عوض أن المشاركة في هذا البازار جميلة جداً وهو بالنهاية سوق خيري يتضمن عرض هذه الأعمال الفريدة والنادرة التي أصبحت منسية في بلدنا اليوم.

وأكد أن الإقبال في هذه السنة أفضل من السنوات السابقة، لافتاً إلى أهمية هذا البازار لدعم الكنيسة وإلى أصحاب المهن اليدوية لما له من دور كبير في إحياء هذه الأعمال من جديد.

وقالت السيدة كريستينا سعد: «أنا اليوم مشاركة بالرسم اليدوي على الأكياس والحقائب، فكل ما تشاهدونه عليها رسمته بنفسي بألوان ثابتة بالإضافة إلى بعض اللوحات، والإقبال هذه السنة جيد نوعاً ما وأجواء العيد جميلة جداً».

حلويات منزلية

أما المشاركة بالحلويات المنزلية مارسيل مرزاية، فبينت: «هذه أول مشاركة لي في بازار والناس عادة ما يحبون منتجاتي لذلك أردت الحضور هنا اليوم لأقدم شيئاً مختلفاً، والإقبال على هذا النوع من الحلويات ما زال موجوداً لكن من قبل شريحة محددة التي تحب الأكل الصحي والمنزلي».

وقالت السيدة نتالي خوري: «شاركت بحلوى «اللوزينا» التي أعمل بها منذ سبع سنوات وأصنعها على أصولها من اللوز والسكر وماء الزهر البلدي، وأقدمها بأشكال مختلفة ومميزة لجميع المناسبات والأعياد، وأجواء العيد جيدة والناس دائماً يحبون أن يشعروا بها مع أطفالهم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن