عيد الميلاد الذي يوافق ٢٥ كانون الأول وهو ذكرى مولد السيد المسيح عليه السلام يليه رأس السنة الميلادية بحيث تحتفل الدول بطرق مختلفة تبعاً لثقافات الدول وتاريخها وحضارتها، وهو ما تحول إلى تظاهرة عالمية تتجاوز حدود الطابع الديني، فتتزاحم الأمنيات لدى الكبير والصغير وتشرع أبواب المنازل والكنائس لاستقبال الضيوف وتبادل التبريكات، إضافة إلى أن لهذه المناسبة طابعاً روحانياً وقدسية كبيرة، كما أنها تعتبر بالنسبة للبعض فرصة للمّ الشمل، سنستعرض اليوم في هذه المادة أبرز مظاهر ورموز الاحتفالات في عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية.
شجرة الميلاد
تأخذ شجرة الكريسماس الصنوبرية شكلاً مخروطياً، وقد جرت العادة أن يكون لونها أخضر لترمز إلى الحياة الأبدية، ويتم تزيينها باللون الأحمر لتعبر عن معاناة السيد المسيح، وحديثاً بات البعض يضيفون ألواناً جديدة أخرى كالفضي والذهبي لتزيين الشجرة، فتعد شجرة الميلاد أحد أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد ويسارع معظم الناس لشرائها وتحضيرها ويتفننون بتزيينها بإكسسوارات فريدة وفاتنة لتبدو ساحرة وفي غاية الجمال.
سانتا كلوز «بابانويل»
ارتبطت شخصية سانتا كلوز ارتباطاً وثيقاً بالكريسماس وغدت أهم أشكال الاحتفال به، فهي تجسد شخصية القديس نيقولاس أسقف الطيب والكريم الذي عاش في القرن الـ١٥ الميلادي، فعرف عنه أنه رجل سخي يقوم بتوزيع الهدايا على المحتاجين ليلاً من دون أن يتعرف إليه أحد، ومن أجل تخليد ذكراه قام محبوه باستحداث شخصية بابا نويل الرجل العجوز ذي اللحية البيضاء واللباس الأحمر التنكري صاحب الوجه الضاحك والذي يصطحب عربة تجرها الغزلان ويحمّل فيها الهدايا والأمتعة للفقراء والأطفال، وبناء على ذلك باتت ظاهرة تبادل الهدايا شائعة في هذه المناسبة.
ترانيم خاصة
معظم البيوت تحتفل بترديد بعض الأغاني والاستماع إلى بعض الترانيم، فهي تتصف بإيقاع معين يحبه الناس، وهناك عدد لا يستهان به من الأغاني الكنسية والترانيم لما لهذا اليوم من أهمية كبيرة وقدسية عالية لدى الكنيسة والمجتمع، ويعد أفرام السرياني أول من وضع قصائد وترانيم وأشعاراً لعيد الميلاد حتى لقبه البعض بشاعر الميلاد، وهي أغانٍ تأخذ معنىً لاهوتياً وتتطرق إلى التصور الإنجيلي، وكذلك لا بد أن نستذكر هنا بعض أغاني فيروز التي أصدرتها ضمن ألبومها ١٩٩٢ مقدمةً من خلاله مجموعة من الترانيم بالحان عالمية مصحوبة بكلمات عربية.
رموز ومظاهر متنوعة
تبادل الهدايا يعد شيئاً أساسياً في الميلاد، ويعتبر موسماً تجارياً مهماً، وقد جاءت فكرته كما أسلفنا من القديس نيقولاس أسقف الذي اعتاد توزيع الهدايا والمساعدات للمحتاجين والأطفال.
وفي الأعياد أيضاً لا بد من شيء يبعث على الفرح وبث روح البهجة ومن أجل ذلك يستعان بالجرس الذي يبشر بقدوم العيد، كما يوضع إكليل من الورد على أبواب ومداخل المنازل، فهو يرمز إلى خلود الحب الإلهي ويؤكد على أنه عصي على الانتهاء أو الاندثار، ومن رموز الاحتفال أيضاً النجمة التي تشير إلى نجمة بيت لحم التي توضع أعلى شجرة الميلاد، كما يضع المحتفلون مغارة أسفل الشجرة تشير إلى المكان الذي ولد فيه السيد المسيح، وقد كان في وقت سابق يتم وضع الشموع للدلالة على الاحتفال ولكن مع اختراع الكهرباء على يد توماس أيديسون قام صديقه ادوارد جونسون بوضع شريط يحتوي ٨٠ لمبة ملونة بالأبيض والأحمر والازرق على شجرة الميلاد في شقته، وبذلك تم استبدال الشموع بحبل الأضواء الملونة ١٨٨٢.
تحولت طقوس الاحتفال إلى عادة اجتماعية ولم تقتصر مظاهره على الاحتفال في البيوت فقط بل تجاوزتها إلى الشوارع والحارات والأماكن العامة والسوق التجارية وغيرها.