أول رحلة جوية جزائرية تصل مطار اللاذقية … المحافظ: خطوة كبيرة بعد انقطاع عشر سنوات نتيجة الحرب الكونية على سورية
| اللاذقية – عبير محمود
بعد أكثر من عشر سنوات على توقفها، وصلت مساء الخميس الماضي أول طائرة للخطوط الجوية الجزائرية إلى مطار اللاذقية الدولي، وعلى متنها وفد رسمي ممثلاً لوزارة النقل الجزائرية.
وعقب مراسم الاستقبال بحضور السفير الجزائري، أكد محافظ اللاذقية عامر هلال لـ«الوطن»، أن استئناف الرحلات الجوية الجزائرية إلى سورية، يعد خطوة كبيرة بعد انقطاع عشر سنوات نتيجة الحرب الكونية التي شنّت على بلدنا، مضيفاً إن هذه الخطوة تأتي نتيجة العلاقات المتينة والوطيدة التي تمتد إلى عدة عقود بين البلدين الشقيقين.
وأشار هلال إلى التطلعات الكبيرة حول أهمية عودة الحركة الجوية بين الجزائر الشقيقة وسورية، بما يساهم في التواصل السياسي والاقتصادي والتجاري بين الحكومتين والشعبين الشقيقين بشكل عام.
السفير الجزائري في سورية، كمال بوشامة رد على سؤال «الوطن» حول مدى أن تكون هذه الخطوة الجزائرية بمنزلة كسر الحصار عن سورية وبوابة جوية عربية إلى المطارات السورية من جديد، وقال: إن هذه البادرة الجزائرية من الممكن أن تكون كذلك، متمنياً أن تتفهم كل الدول العربية هذه الخطوة وتعود إلى سورية الشقيقة وبالتالي سيفهم الغرب أن العرب إخوة متحدون ومتحابون.
واعتبر بوشامة أن عودة الطيران الجزائري إلى سورية هو عقد تاريخي بين البلدين لعودة أول طائرة عربية تحط في مطار اللاذقية على أن تحط رحلات أخرى لاحقاً في مطاري حلب ودمشق، مؤكداً أن هذا واجب الأشقاء وبتصميم وإصرار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على أن تكون الطائرة الجزائرية أول طائرة عربية تنزل في مطارات القطر العربي السوري، قائلاً إن رئيس بلاده قلباً وجسداً وفكراً مع سورية الشقيقة.
وشدد السفير الجزائري على ضرورة العمل لفك الحصار عن سورية، قائلاً: إن الحصار قائم على الشعب السوري ويجب على كل من يعرف معنى الإنسانية أن يساهم في رفعه عن شعب هذا البلد العزيز.
وعلى هامش الاستقبال، أعادَ بوشامة الموقف الجزائري الداعم والمساند لسورية إلى التاريخ وإصرار بلاده على أن تكون الأولى في دعم شقيقتها سورية، وقال: عندما اشتدت الحاجة كنا (الجزائر) في الميدان مع صلاح الدين الأيوبي على أرض الشام وكنا الأولين ودخلنا منتصرين إلى القدس الشريف، ومن ذلك الوقت ونحن نواكب سورية في المصائب والنجاحات وختم قائلاً: نحبها كثيراً كثيراً.
بدوره، قال مدير الديوان في وزارة النقل الجزائرية جمال الدين عبد الغني دريدي لـ«الوطن»، إن عودة الطيران الجزائري له أثر إيجابي في شعبي البلدين (الجزائر وسورية)، منوهاً بأن مطار هواري بومدين مطار محوري فيه عدة وجهات إلى سورية واللاذقية بشكل خاص.
الأمر الذي أكده مدير عام الخطوط الجوية الجزائرية ياسين بن سليمان بقوله لـ«الوطن»، أن شبكة الخطوط الجوية الجزائرية تعمل على 49 وجهة دولية و33 وجهة داخلية ما يساهم في تسهيل حركة التنقل للمتعاملين الاقتصاديين والمسافرين السوريين عبرها، إضافة للمساهمة في تسهيل الحركة التجارية والاقتصادية بين سورية والجزائر.
من جهته، أكد مدير عام الطيران المدني في سورية باسل منصور لـ«الوطن»، أن عودة برمجة الرحلات الجوية الجزائرية إلى سورية أمر مهم وموضع تقدير من وزارة النقل والحكومة السورية، ولا شك أن هذه العودة سيكون لها الأثر الإيجابي في الوضع الاقتصادي والحركتين السياحية والتجارية، معرباً عن أمله في أن يكون هناك خطوات لاحقة بتطوير اتفاق النقل الجوي بما ينعكس على العلاقات التجارية والسياحية في البلدين.
مدير عام الشركة السورية للطيران حاتم كباس قال لـ«الوطن»، إن كوادر الشركة مستعدة لتقديم أي مساعدة فنية أو تقنية للخطوط الجزائرية خلال فترة تشغيلها بالمطارات السورية، مؤكداً الجهوزية التامة بكل وقت.