فريدمان أعلن أنه حان وقت انسحاب إسرائيل من غزة … «واشنطن بوست»: تكتيكات حماس توقع الجنود الإسرائيليين في كمائن مميتة
| وكالات
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن أساليب خداع مميتة تعتمدها المقاومة الفلسطينية لتوقع قوات الاحتلال الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزّة في كمائنها، في حين قال الصحفي الأميركي البارز توماس فريدمان إن الوقت قد حان لنهاية الحرب في غزة، وإن إسرائيل لن تحقق أهدافها المرجوة.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن جنود إسرائيليين اعترافهم بالوقوع في «فخ مميت» بالقرب من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وأوضح جيش الاحتلال، في بيانٍ له الأسبوع الماضي، أن الكمين استخدم «الدمى وحقائب الظهر مع مكبرات الصوت التي تبث أصوات البكاء، وتم وضعها عمداً بالقرب من عمود نفق متصل بشبكة أنفاق كبيرة».
ووفق ما نقلت الصحيفة أفاد جيش الاحتلال في الأيام الأخيرة أن جنوده سمعوا تسجيلات لأشخاص يبكون ويتحدثون العبرية، مشيراً إلى أنها محاولات لخداع الجنود الإسرائيليين للبحث عن أسرى في مكان قريب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل احتدام المعارك البرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، فإن غزة تتحوّل إلى ساحة حرب معقدة، ينشر فيها الكيان الإسرائيلي طائرات من دون طيار وروبوتات من القرن الحادي والعشرين، على حين تعتمد المقاومة على «بعض من أقدم التكتيكات: الخداع، والمفاجأة، والكمائن».
وأقرّت بالقول: المقاومة الفلسطينية تقاتل فوق وتحت الأرض، وينتقل المقاتلون من مبنى إلى آخر، ويحاولون إيقاع الجنود الإسرائيليين بالكمائن.
ونقلت الصحيفة عن محللين إسرائيليين قولهم: إن الجيش الإسرائيلي يكافح من أجل تحقيق أهداف متعارضة وهي العثور على مقاتلي حماس وقتلهم في حين يحاول أيضاً إنقاذ الأسرى.
إلى ذلك، قال باحث في معهد دراسات «الأمن القومي» بجامعة «تل أبيب»: إن عمليات الخداع التي تعتمدها المقاومة الفلسطينية مصمّمة لاستدراج الجنود الإسرائيليين وإدخالهم إلى مناطق مجهزّة مسبقاً كمناطق قتل، مشيراً إلى أن هذا الأسلوب يخلق الارتباك والفوضى والغضب والإحباط في صفوف القوات الإسرائيلية.
ورجّح الباحث أن أسلوب المقاومة في إطار نصب الكمائن سيظل يشكّل تحدياً واستفزازاً كبيرين.
وأضاف إن الجنود الإسرائيليين الذين يواجهون قتالاً شديداً من مسافة قريبة ربما يكونون «مرهقين وخائفين بالفعل»، مؤكداً أن عمليات الخداع التي تنفذها المقاومة تجعل الجنود الإسرائيليين أكثر عرضة للوقوع في أخطاء.
ودارت اشتباكات عنيفة، فجر أمس، بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلية في جباليا، كما شهدت جباليا، أول من أمس، اشتباكات ضارية، تركّزت في تل الزعتر، وسط إخفاق إسرائيلي في التقدم نحو المخيم.
ووقعت اشتباكات أيضاً في حي القصاصيب وعدة محاور في جباليا البلد، حيث يُحاول الاحتلال التوغل من الغرب، فيما تخوض المقاومة أيضاً مواجهات في حي الشيخ رضوان.
على خطٍّ موازٍ قال الصحفي الأميركي البارز، توماس فريدمان: إن الوقت قد حان لنهاية الحرب في غزة، وإسرائيل لن تحقق أهدافها المرجوة، أما الرئيس الأميركي جو بايدن، فيجب عليه اتخاذ «موقف صارم» من دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وجاء في مقال تم نشره في صحيفة أميركية نقلاً عن فريدمان «إن الوقت قد حان، بالنسبة للحكومة الأميركية، كي تخبر إسرائيل بحزم، أن حربها لإبادة حماس لن تحقق أهدافها».
وأشار فريدمان إلى أنه يجب على حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن تبلغ إسرائيل «بإعلان النصر في غزة»، ثم تنهي الحرب وتعود أدراجها.
وأضاف فريدمان في المقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضع أولوية «حاجاته الانتخابية»، فوق مصلحة الإسرائيليين.
وكتب فريدمان: لقد حان الوقت للولايات المتحدة الأميركية لكي تطلب من إسرائيل أن تطرح العرض التالي على الطاولة لحماس، وهو انسحاب إسرائيلي كامل من غزة، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، ووقف دائم لإطلاق النار تحت إشراف دولي، بما في ذلك مراقبون من الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي ومراقبون عرب، ولا تبادل للفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأكد فريدمان أن «الإحساس السائد» في إسرائيل هذه الأيام، هو أن الأغلبية العظمى من سكان البلاد اليوم يريدون عودة رهائنهم الذين يزيد عددهم على 120 رهينة، وهي أولوية فوق أي أهداف حرب أخرى، وأشار إلى أن «قضية الرهائن تفقد الإسرائيليين عقولهم، وتجعل من المستحيل اتخاذ قرار عسكري عقلاني هناك».
واندلعت في 7 تشرين الأول الماضي، الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها الأخيرة على مستوطنات في غلاف غزة.
وأسفرت تلك العملية عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي، وأكدت تحقيقات إسرائيلية لاحقا، أن حوامات ودبابات إسرائيلية قتلت أعداداً منهم بالخطأ، كما تم احتجاز نحو 250 على يد حركات المقاومة الفلسطينية ونقلهم إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية.
ورداً على ذلك، تشن إسرائيل عدوانا وقصفاً همجياً متواصلاً على القطاع، أسفر عن استشهاد نحو 20 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفق سلطات القطاع الصحية، وتدمير البنية التحتية للقطاع، ووضعه تحت حصار كامل.