مسؤول بالكيان: نعيش حرباً في الشمال ونتائجها واضحة في أعداد قتلانا … إعلام العدو: إسرائيل تستعد لمرحلة جديدة في غزة تشمل الانسحاب البري
| وكالات
انتقد رئيس «مجلس الجليل الأعلى الإقليمي» غيورا زلتس، آلية تعامل حكومة الاحتلال الإسرائيلي مع التوترات في جبهة الشمال مع لبنان، في حين وحسب وسائل إعلام العدو يستعد جيش الاحتلال للانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب في قطاع غزة، خلال الأسابيع المقبلة، تتضمن إنهاء العمليات البرية، والاعتماد على الغارات الجوية، لافتة إلى أنه فوجئ من حجم وعمق البنية التحتية الخاصة بحماس في قطاع غزة.
وأورد موقع «معاريف» أن زلتس انتقد في مقابلة مع «القناة 13» الحكومة الإسرائيلية بشدة، بعد أكثر من شهرين من إخلاء سكان المنطقة الشمالية من منازلهم، مؤكداً أن الوضع في الشمال يجب أن يعامل على أنه «حرب بكل معنى الكلمة».
وقال زلتس: إنه جزء كبير من نوع من انفصال، لقد أنشأت الحكومة الإسرائيلية حزاماً أمنياً في الشمال، بعرض نحو 10 كيلومترات، من حرمون إلى رأس الناقورة، إلى البحر.
وأشار إلى أن «هناك الكثير جداً من السكان الذين يعيشون في هذا الحزام، وبعضهم أخلوا. وفي الحزام الأمني نفسه، الجيش داخل إسرائيل، ويعمل من داخل وقرب مستوطنات»، مضيفاً إنه عندما تطلق دبابة «ميركافا-4» ثلاث قذائف بالقرب من حي جديد تم بناؤه للتو، يتحطّم كل زجاجه وأبوابه.
واعتبر زلتس أن الوضع في الشمال يجب أن يُعامل على أنه حرب بكل معنى الكلمة، قائلاً: ليس الأمر أن حزب اللـه يطلق النار على الجيش فقط، أو يطلق النار هنا وهناك. نحن في حرب منذ 7 تشرين الأول، ويمكن رؤية نتائجها في الجرحى والقتلى، مضيفاً: بالأمس فقط قُتل جندي. وكما قالت (عضو الكنيست) ميري ريغِف ذات مرة، فإن عسقلان ليست تل أبيب. هناك حرب في الشمال.
وعندما سئل عن توقعاته فيما يخص طريقة عمل إسرائيل، أجاب: «أتوقع قيادة كما أعمل في سلطتي، أن تكون قيادة إسرائيل هكذا، أتوقع من الحكومة تحمّل المسؤولية والاهتمام بالنتيجة المرجوة، كيف ستفعل ذلك، وفق اعتباراتها. النتيجة المرجوة واضحة جداً، كما هو الحال في الجنوب كذلك في الشمال، يجب تقليص قدرة حزب اللـه على العمل بشكل كبير جداً».
وقبل أيام انتقد زلتس سلوك الحكومة على الحدود الشمالية، قائلاً: نحن نبقي على المفتاح بيد نصر اللـه وليس معنا، وهو يرفع ويخفف كما يراه مناسباً.
وتتواصل حالة القلق لدى المستوطنين خشية ضربات المقاومة، ولاسيما عند الحدود مع لبنان، فالمقاومة الإسلامية في لبنان استهدفت منذ بدء عملية «طوفان الأقصى» مواقع الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية – الفلسطينية بأسلحة متعددة، محقّقةً إصابات مباشرة، وذلك دعماً للشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة، وردّاً على اعتداءات الاحتلال على البلدات اللبنانية الجنوبية.
وأمس، تحدّث رئيس مجلس مستوطنة «معالِه يوسف»، شمعون غواتا، عن خوف يعيشه المستوطنون في المنطقة، قائلاً: إن المستوطنين «يشعرون بأنّهم ليسوا آمنين، وهم لا يريدون العودة إلى منازلهم بعدما حدث في غلاف غزة في 7 تشرين الأول الماضي»، وحسب قوله، فإن أحد التهديدات التي يخشاها المستوطنون هو «أنفاق يمكن أن تصل إلى إسرائيل».
في غضون ذلك يستعد الجيش الإسرائيلي للانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب في قطاع غزة، خلال الأسابيع المقبلة، تتضمن إنهاء العمليات البرية، والاعتماد على الغارات الجوية.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر لم تسمها، أول من أمس الجمعة، أن «الجيش الإسرائيلي يستعد للانتقال إلى المرحلة الثالثة في القتال في غزة خلال الأسابيع المقبلة».
وأضافت المصادر: تشمل المرحلة الثالثة إنهاء المناورة البرية في القطاع، وتخفيض القوات، وتسريح القوات الاحتياطية، لافتاً إلى أن جيش الاحتلال سيلجأ إلى الغارات الجوية، كما سيقيم منطقة عازلة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة.
وزعمت المصادر أن الجيش الإسرائيلي «سيطر على معظم منطقة شمالي قطاع غزة»، بينما يواجه صعوبات كبيرة بالمضي قدماً في منطقة جنوبي القطاع.
ووفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية انسحب مقاتلو لواء «غولاني» الذي يطلق عليه لقب «النخبة» في الجيش الإسرائيلي الخميس الماضي، من قطاع غزة «ليأخذوا قسطًا من الراحة بعد تكبدهم خسائر فادحة».
وأفادت تقارير إسرائيلية أن «لواء غولاني» قضى أكثر من 70 يوماً في غزة، حيث فقد 44 مقاتلاً، وقرر المقاتلون مغادرة القطاع لبضعة أيام للاستراحة وزيارة أقاربهم. لكن من المتوقع أن يتلقوا أوامراً للعودة والمشاركة في المعارك مرة أخرى.
على خط مواز ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس السبت، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فوجئ من حجم وعمق البنية التحتية الخاصة بحماس في قطاع غزة.
وأوردت «القناة 13» عن محلل الشؤون العسكرية في «يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشوع، توقعه بأن يستمر القتال في غزة إلى فترة طويلة، نتيجة حجم وعمق البنية التحتية الخاصة بحماس في قطاع غزة، مضيفاً: قـال لي ضابـط كبيـر، نحن بحاجـة إلى كـل الألغـام في العالـم من أجل تفكيك كل البنيـة تحـت الأرض الخاصة بحماس.
وقبل أيام، أكدت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية أن الطريق إلى الحسم في غزة «طويل»، «في وقت يتعزز التقدير في الجيش الإسرائيلي بأن الحرب ستستمرّ لأشهر طويلة»، مشيرةً إلى أن «كلّ إعلان عن تدمير حماس في وقت قريب منفصل عن الواقع».
بدورها، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أنه في ظل احتدام المعارك البرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، فإن غزة تتحوّل إلى ساحة حرب معقدة، تنشر فيها إسرائيل طائرات من دون طيار وروبوتات من القرن الحادي والعشرين، في حين تعتمد المقاومة على «بعض من أقدم التكتيكات: الخداع، والمفاجأة، والكمائن».
وأقرّت الصحيفة بأن المقاومة الفلسطينية «تقاتل فوق وتحت الأرض، وينتقل المقاتلون من مبنى إلى آخر، ويحاولون إيقاع الجنود الإسرائيليين بالكمائن».