سورية

مع اقتراب 25 الشهر الجاري.. جهود دولية مكثفة لعقد مفاوضات جنيف في موعدها

| وكالات

في إطار المساعي الدولية لحل الأزمة السورية من خلال المفاوضات المرتقبة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري في جنيف، جرى تكثيف للمشاورات والنقاشات الدولية حول هذا الموضوع، حيث حضرت التسوية السلمية للأزمة في الاجتماع الوزاري الدوري للاتحاد الأوروبي، كما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات لتقييم التحضيرات لاستئناف المفاوضات.
وبدأ اجتماع مجلس الأمن وراء الأبواب المغلقة في الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت نيويورك، من يوم أمس، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، وذلك مع اقتراب موعد 25 كانون الثاني الذي حدده المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا لاستئناف المفاوضات بين الحكومة السورية ووفد المعارضة في جنيف. ولم يرشح أي معلومات من داخل الجلسة حتى ساعة إعداد هذه المادة.
ومن اللافت، أنه لم يتم حتى الآن تشكيل وفد المعارضة، كما لم تتمكن الدول المشاركة في مجموعة دعم سورية حتى الآن من وضع قوائم متفق عليها للتنظيمات الإرهابية التي تنشط في سورية. ويحتل الملف السوري جزءاً مهماً من مناقشات وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم الدوري أمس في بروكسل، وذلك قبل عدة أيام من انعقاد مفاوضات جنيف 3، لمعاينة إمكانية إطلاق مفاوضات حقيقية بين الحكومة السورية والمعارضة تؤدي إلى حل سياسي للأزمة المستمرة منذ ما يقرب من خمس سنوات.
وقال مصدر أوروبي مطلع وفق ما نقلت عنه وكالة «أكي» الإيطالية للأنباء، «نريد تحريك الأمور من أجل بناء الثقة، ونحن على استعداد لتقديم المساعدة للمعارضة السورية أثناء المفاوضات وفي المرحلة الانتقالية»، حسب مصدر أوروبي مطلع. وأفاد المصدر أن المساعدات الأوروبية، في هذا المجال، ستكون لوجستية، عملية وغير سياسية دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل، وأوضح أن الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ستنتهز فرصة لقاء الوزراء لتقدم لهم ملخصاً عن لقاؤها قبل أيام بكل من دي ميستورا، ووفد من المعارضة برئاسة رياض حجاب.
كما سيشمل النقاش السوري مساراً آخر استدعاه وجود وزير الخارجية الأردني ناصر الجودة، في بروكسل، هو ملف اللاجئين السوريين، حيث يقوم الأردن بممارسة ضغط دبلوماسي قوي تحضيراً لمؤتمر لندن لمساعدة اللاجئين السوريين المقرر بداية الشهر القادم في لندن
وعقد الجودة لقاء ثنائياً مع موغيريني مساء الأحد، ويستعد للقاء الوزراء خلال فترة الغذاء، «ستتم مناقشة مسألة اللاجئين بالطبع وكذلك مسألة تحديد الجماعات الإرهابية التي يجب استبعادها من المفاوضات السورية، وهو الأمر الذي كلف الأردن، دولياً، بإنجازه»، وفق المصدر نفسه. وأكد المصدر أن الاتحاد الأوروبي ملتزم حتى الآن باللائحة التي حددتها الأمم المتحدة للجماعات الإرهابية السورية، مشيراً إلى أن بروكسل لن تتدخل في العمل الذي يقوم به الأردن في هذا المجال. وتوقع المصدر أن يعلن وزراء خارجية الاتحاد استمرار دعمهم للأردن من أجل القيام بعبء اللاجئين، بوصفه دولاً مستقرة وعاملاً أساسياً في تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
من جهته رأى وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني، وفق ما نقلت عنه «آكي»، أن «بإمكان أوروبا أن تسهم بضمان بدء المفاوضات بين الحكومة السورية بقيادة (الرئيس) بشار الأسد وقوات المعارضة»، على الرغم من أن «الوصول إلى التفاوض لن يكون أمراً سهلاً»، حسب قوله. وفي تصريحات له لدى وصوله إلى بروكسل أمس، لحضور الاجتماع الدوري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أضاف جينتيلوني، «نحن نسعى إلى لفتة أوروبية تنطوي على دفعة في مجال الأزمة الإنسانية والأزمة السورية بشكل عام، وهو أمر ضروري لأنه من الممكن أن يُتخذ في نيويورك قرار بإمكانية أن تبدأ الاثنين المقبل، المفاوضات بين النظام وقوى المعارضة»، في سورية.
وتابع: «علينا أن ندرك أن الطوارئ الإنسانية في سورية ربما لم تصل أبداً إلى مستوى بهذه الفداحة كما هي عليه الآن»، وبالتالي «فإن العمل على بدء هذه المفاوضات في الـ25 من الشهر الجاري، هو أمر أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى»، واختتم بالقول: إنه «ليس عملاً سهلاً»، لكن «صوت أوروبا يمكن أن يسهم بجعله ممكناً».
وفي الإطار ذاته، أقرت موغيريني، بأن «السلام في المنطقة العربية لن يتحقق بسهولة وسرعة، ولكنه سيأتي في النهاية»، وجاء ذلك في تصريحات نقلتها «آكي» عنها، أدلت بها أمس لدى وصولها إلى مقر انعقاد الاجتماع، حيث كررت التعبير عن قناعتها بأن بدء تطبيق الاتفاق النووي الإيراني، وما تبعه من رفع العقوبات عن طهران، يؤدي إلى تعزيز فرص السلام في المنطقة.
وأصرت المسؤولة الأوروبية على التركيز على أن التقارب الإيراني الغربي سيؤثر إيجاباً على الملف السوري، وقالت، «سنناقش تطورات الملف السوري في ضوء الأمور المشجعة التي حدثت في فيينا قبل أيام»، وعزفت مجدداً على الوتر الإنساني، حيث اعتبرت أن «مهمة الاتحاد الأوروبي تتركز على العمل على حشد الجهد الدولي لتحسين الوضع الإنساني للسوريين سواء داخل البلاد أم ما حولها وعلى تسهيل العملية السلمية»، وتطرقت في هذا الشأن، إلى اللقاء المرتقب بين الوزراء الأوروبيين، برئاستها، مع وزير الخارجية الأردني ناصر الجودة، «الأردن شريك قوي للاتحاد ليس فقط في مجال التعامل مع ملف اللاجئين، بل أيضاً من عملية السلام السوري، التي نأمل أن تنطلق قريباً»، على حد قولها.
على خط مواز فإن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، قال وفق ما نقلت عنه وكالة «سمارت» المعارضة للأنباء: «لا أستطيع تأكيد إجراء المفاوضات السورية في الـ25 من الشهر الجاري»، ورحب فابيوس برفع العقوبات عن إيران بموجب الاتفاق النووي، مؤكداً وجوب «اليقظة» لضمان وفاء طهران بالتزاماتها، بحسب ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
وأمل الوزير الفرنسي في أن تكون للظروف التي أدت للتوصل إلى هذا الاتفاق «انعكاسات إيجابية على الموقف العام لإيران في المنطقة»، موضحاً، «أن المفاوضات السورية المؤمل عقدها نهاية كانون الثاني الجاري تشكل مناسبة أولى لاختبار نيات طهران».
وأعرب الأمين لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، وفق ما نقلت عنه وكالة «سبوتنك» الروسية للأنباء، عن أمله في «أن تتجاوب كافة الأطراف السورية مع دعوة دي ميستورا بشأن سورية، للمشاركة بفاعلية في اجتماع جنيف، لبدء مسار الحل السياسي».
وادعى حرصه على الشعب السوري، مؤكداً أهمية السعي «لوقف إطلاق النار وفق مقتضيات قرار مجلس الأمن رقم 2254، وتوفير المناخ اللازم لإنجاح العملية السياسية وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب السوري وتحقيق تطلعاته المشروعة».
كما أكد العربي دعمه لجهود الأمم المتحدة ومبعوثها دي ميستورا، مجدداً استعداد جامعة الدول العربية للعمل مع مجموعة الدعم الدولية الخاصة بسورية من أجل تذليل ما يعترض تسوية الأزمة من عقبات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن