بيَّنَ العديد من ذوي طلاب المدارس الابتدائية في مناطق حماة لـ«الوطن»، أنهم باتوا يخشون على أطفالهم في أثناء ذهابهم لمدارسهم صباحاً، بسبب الظلام الدامس الذي يستمر حتى ساعات الصباح الأولى، وخصوصاً في ظل انعدام الإنارة بمعظم الشوارع والطرقات، وذكر العديد منهم أنهم يرافقون أبناءهم لمدارسهم خوفاً عليهم من العتمة، والكلاب الشاردة التي ترتع بالشوارع والطرقات وتلحق بالمارة!.
وقال آخرون: مادامت الحكومة ألغت العمل بالتوقيت الشتوي لاعتباراتها الخاصة، كان ينبغي لوزارة التربية تأخير الدوام المدرسي نحو ساعة، حتى يبزغ ضوء الصباح، وتدب الحركة بالشوارع والطرقات، ليتسنى لأبنائنا الذهاب لمدارسهم من دون خوف، ومن دون أن نضطر لتوصيلهم كل يوم إلى باب المدرسة.
وذكر آخرون وهم موظفون أنهم اضطروا للتعاقد مع سيارات «تكسي» لتوصيل أبنائهم التلاميذ الصغار كل يوم إلى مدارسهم، حرصاً عليهم من الخوف من الظلام، وحماية لهم من الكلاب الشاردة، متكبدين أعباء مالية إضافية.
وكشف موظفون من أبناء الريف في دوائر حماة ومؤسساتها الخدمية أن دوامهم الرسمي يبدأ عند الثامنة والنصف صباحاً، وهو ما يضطرهم للاستيقاظ مبكراً والتوجه للكراجات كي يصلوا بالوقت المحدد لمكان عملهم، وما بين انطلاقهم من بيوتهم ووصولهم للكراجات كي يحظوا بمقعد في سرفيس، يكون الظلام مخيماً والشوارع شبه خالية من البشر، على حين الكلاب الشاردة تسرح فيها، وهو ما يسبب لهم رعباً شديداً.
وذكر كثيرون منهم أنهم عرضوا معاناتهم الشديدة من هذا الوضع لمديريهم، بهدف أن يحددوا لهم دوامهم عند التاسعة صباحاً حتى الثالثة بعد الظهر بدلاً من الثامنة حتى الثانية، ولكن من دون جدوى، وأوضحوا أن مديريهم تعاطفوا معهم، ولكنهم لم يوافقوا على مقترحاتهم، لكون القانون لا يسمح بذلك.
على حين لفت آخرون إلى أنهم تعاقدوا مع سرافيس تقلهم من مدنهم، «سلمية ومصياف والسقيلبية وصوران ومحردة» إلى دوائرهم في حماة، كي يرتاحوا من هذه الحال، ولكن بالمقابل يدفعون أكثر من ثلثي رواتبهم أجرة!.
ومن جانبه، بيَّنَ الأكاديمي سعد الشواف أن إلغاء العمل بالتوقيت الشتوي قد يكون مفيداً من الجانب الاقتصادي، من حيث ترشيد استهلاك الطاقة وضبط هدرها، ولكنه على الصعيد المجتمعي غير مجد ويسبب معاناة كبيرة لتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات والعاملين في دوائر الدولة.
وأوضح أن الحل الأمثل كان يجب أن يُحدد الدوام الرسمي للمدارس والجامعات، وللمؤسسات والدوائر غير الإنتاجية عند التاسعة صباحاً، ولا يشكل ذلك أي ضير للحكومة.