أبو ردينة: القدس ومنظمة التحرير ووقف العدوان خطوطنا الحمراء … اشتباكات عنيفة في جباليا ودير البلح وتكتيكات المقاومة تستدرج جنود الاحتلال لكمائنها
| وكالات
خاض المقاومون في قطاع غزّة أمس الإثنين معارك ضارية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية المتوغلة في عدّة محاور داخل القطاع، مستخدمين تكتيكات مكّنتهم من استدراج قوات وجنود الاحتلال في محاور التوغل وتنفيذ عمليات نوعية، بدوره قال نائب رئيس الوزراء الفلسطيني ووزير الإعلام نبيل أبو ردينة، إن الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة ومجازر غير مسبوقة، تستهدف الوجود الفلسطيني بأكمله، في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، الأمر الذي يتطلب وقفة عربية ودولية جادة لوقف هذا العدوان.
وكبدت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة أمس الإثنين الاحتلال خسائر فادحة حيث خاضت معارك ضارية ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في عدّة محاور داخل القطاع.
وحسب مراسل الميادين في القطاع شهدت كل محاور شمالي قطاع غزة قتالاً ضارياً وتحدثت الأخبار عن مقاومة شرسة لصد التوغل البري الإسرائيلي.
وتخوض المقاومة اشتباكات عنيفة في محيط جباليا البلد شمالي قطاع، وتوقع العديد من القتلى والإصابات في صفوف الاحتلال.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية دارت اشتباكات ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال في المحور الشمالي الشرقي لمنطقة تل الزعتر من مخيم جباليا، كما أحبطت المقاومة محاولة توغّل إسرائيلية إلى المخيم.
واستهدفت كتائب الشهيد عز الدين القسّام- الجناح العسكري لحركة حماس، دبابتي «ميركافا» صهيونتين بقذائف «الياسين 105» على مشارف منطقة جباليا البلد شمالي قطاع غزة، كذلك تتواصل الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في بيت لاهيا وبيت حانون.
في حين دارت اشتباكات أيضاً بين المقاومة وقوات الاحتلال في جحر الديك والمغراقة وجنوبي شرقي دير البلح وسط القطاع، إضافة إلى وجود اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في حي الشجاعية رغم القصف العشوائي.
ووجهت المقاومة المزيد من الضربات لقوات الاحتلال في مدينة خان يونس سواء عبر استهدافهم أو قنصهم.
ومن جانبها أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، قصف التحشدات العسكرية في محيط مسجد الظلال شرقي خان يونس برشقة صاروخية وقذائف الهاون.
وأكّد المتحدّث باسم «قوات الشهيد عمر القاسم»، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أنهم أردوا جندياً إسرائيلياً بالقنص وأوقعوا 10 بين قتيل وجريح بمواجهات قطاع غزة.
وأدخلت المقاومة الفلسطينية سلاح القنص بشكلٍ واسع خلال تصديها لقوات الاحتلال في محاور التوغل، مستخدمة تكتيكات مكّنتها من استدراج قوات وجنود الاحتلال في محاور التوغل وتنفيذ عمليات نوعية.
ودوت صفارات الإنذار في مستوطنات بـ«غلاف غزة»، وبدوره قال ألون أفيتار الخبير في الساحة الفلسطينية في «القناة 13» الإسرائيلية، إنه يجب القول بصراحة إن «الجيش» الإسرائيلي اصطدم واحتكّ بقتال عنيد من جانب حماس في الجبهة الجنوبية.
وفي وقت سابق أول من أمس السبت ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن «الجيش» الإسرائيلي تفاجأ من حجم وعمق البنية التحتية الخاصة بحماس في قطاع غزة، ونقل محلل الشؤون العسكرية في «يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشوع، عن ضابط كبير، قوله: «نحن بحاجة إلى كل الألغام في العالم من أجل تفكيك كل البنية تحت الأرض الخاصة بحماس».
في غضون ذلك قال نائب رئيس الوزراء الفلسطيني وزير الإعلام نبيل أبو ردينة: إن الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة ومجازر غير مسبوقة، تستهدف الوجود الفلسطيني بأكمله، في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، الأمر الذي يتطلب وقفة عربية ودولية جادة لوقف هذا العدوان.
وحسب وكالة «وفا» أضاف أبو ردينة، في كلمة دولة فلسطين في اجتماع المجلس التنفيذي لوزراء الإعلام العرب المنعقد في العاصمة الليبية طرابلس، اليوم الأحد: إن الأولوية الآن لدى الرئيس محمود عباس، والقيادة الفلسطينية، هي وقف المذابح التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني فوراً، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر بشكل عاجل، مؤكداً أن إسرائيل ومن يدعمها في ممارسة العدوان يتحملون مسؤولية هذه الجرائم.
وأضاف: إن الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا بدعم أميركي، تسببت بارتقاء آلاف المدنيين وارتكاب مئات المجازر التي ترتقي إلى جرائم حرب، وتحاول تهجير أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، مؤكداً أننا لن تسمح بتكرار نكبة 48 وتهجير أي فلسطيني من أرضه مهما كان الثمن.
وأشار أبو ردينة إلى أنه إلى جانب العدوان على قطاع غزة، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على الضفة الغربية بما فيها القدس، التي تتعرض لمحاولات عديدة لطمس هويتها العربية والإسلامية.
وأكد أن القدس خط أحمر، والشعب الفلسطيني سيواصل النضال من أجل القدس ومن أجل تحقيق السلام والعدل، وأنه من دون تحقيق الأمن والسلام للشعب الفلسطيني لن ينعم أحد بذلك، قائلاً: لن نتنازل عن حقوقنا المشروعة وسنحافظ على القدس عاصمة دولتنا الأبدية.
وشدد أبو ردينة على ضرورة وجود توجه عربي مساند للمساعي الفلسطينية للضغط على الإدارة الأميركية لإجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانها وحربها على الشعب الفلسطيني.
وقال: إن المطلوب هو تحويل الأقوال التي نسمعها من الإدارة الأميركية إلى أفعال، لأنها الوحيدة القادرة على إلزام إسرائيل، مشيراً إلى أن اللجنة الوزارية العربية والإسلامية كان لها أثر إيجابي بالتحرك الدولي لدعم القضية الفلسطينية.
ولفت أبو ردينة إلى أن حكومة الاحتلال تواصل حجز أموال المقاصة الفلسطينية، وهذا الإجراء هو قرصنة وعقاب جماعي للشعب الفلسطيني بأكمله، مؤكداً أن دولة فلسطين لن تتخلى عن شعبها سواء الشهداء أم الأسرى، ولن تتخلى عن غزة التي هي جزء أصيل من الدولة الفلسطينية.
وأضاف: القدس والتهجير خطان أحمران، وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والتي لن نقبل المساس بها بأي شكل من الأشكال، باعتبارها حامية المشروع الوطني، وحافظة الحق الفلسطيني.
وطالب العرب، بتنفيذ حراك إعلامي فلسطيني عربي مشترك، للتأثير على الرأي العام الغربي، ودعماً للحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والاعتراف بدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد دور الإعلام في كشف جرائم الاحتلال والإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
وشدد أبو ردينة على أهمية الإعلام أيضاً في فضح سياسة الإدارة الأميركية المنحازة للاحتلال، أمام الرأي العام الغربي.
وأكد ضرورة وضع خطة إعلامية موحدة لإبراز مركزية القضية الفلسطينية، وتعرية الرواية الإسرائيلية الكاذبة المدعومة أميركياً، والتركيز على الرواية الفلسطينية.
من جانب آخر أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أمس الأحد، بأن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلية في عيادة سجن الرملة كثفت خلال الآونة الأخيرة من تضييقاتها وإجراءاتها القمعية بحق المعتقلين المرضى القابعين هناك، والبالغ عددهم 14 أسيراً.
وأوضحت الهيئة أن الحالات المرضية في عيادة سجن الرملة هي الأصعب في السجون، فهناك مصابون بالرصاص، ومقعدون، ومصابون بأمراض مزمنة، وأورام خبيثة منذ سنوات، وجميعهم محتجزون بظروف قاسية، إلى جانب ما يتعرضون له من انتهاكات طبية متواصلة تجعل منهم فريسة للأمراض.