اعتبرت أن المخطط الشمالي بعيد عن النصر … إعلام إسرائيلي يحذر من الكارثة المقبلة: حزب اللـه يستطيع أن يؤلمنا
| وكالات
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن الأوضاع في الشمال مع لبنان، وكيف تمكّن حزب اللـه من إحداث أضرار كبيرة هناك، فيما تحدثت صحيفة «إسرائيل هيوم» عن الخطة التي تحضّرها الولايات المتحدة وفرنسا لجبهة الشمال على الحدود مع لبنان، مؤكدة أن هذه الخطة بعيدة كل البعد عن الانتصار.
وقال مراسل شؤون عسكرية في «القناة 12» الإسرائيلية نير دفوري: إن «حزب اللـه يستطيع أن يؤلمنا، وأن يسبّب لنا ضرراً، وأياماً صعبة»، مضيفاً: إن ما يحدث في الجنوب مرتبط بالشمال.
في غضون ذلك، أشار دفوري إلى أنه بخصوص الأنفاق على الحدود اللبنانية، لا يعرف إذا كانت توجد أنفاق، مضيفاً: أسأل طوال الوقت كل المصادر التي ألتقيها بشأن هذا الموضوع والجميع يقولون إنهم لا يعلمون، ولكن هذا لا يعني أنهم لن يفاجئونا بشيء، وذكر أنه بعد شهر ونصف الشهر «قد نجد أنفسنا في تصعيد، وهذه الأمر ستكون له أثمان».
بدوره، قال خبير الساحة الفلسطينية في «القناة 13» الإسرائيلية ألون أفيتار: إن «حزب اللـه بمجهود صغير يشلّ لنا الحدود الشمالية، وهو يمكنه فعل أكثر من ذلك بكثير».
يأتي ذلك في وقتٍ تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان عملياتها ضد مواقع وحشود الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة.
على وقع هذه العمليات وبالتزامن مع عمليات المقاومة في غزة، تتواصل حالة القلق لدى المستوطنين خشية ضربات المقاومة، ولاسيما عند الحدود مع لبنان، وانتقد «رئيس مجلس الجليل الأعلى الإقليمي»، غيورا زلتس، آلية تعامل حكومة الاحتلال الإسرائيلية مع التوترات في جبهة الشمال على الحدود مع لبنان، مؤكداً أن الوضع في الشمال يجب أن يعامل على أنه «حرب بكل معنى الكلمة»
ومؤخراً، كشفت معلومات لقناة «الميادين» أن المقاومة الإسلامية في لبنان «أدخلت منظومة صواريخ موجّهة، ذات قدرات تدميرية عالية، في الخدمة»، وهي قادرة على العمل على أهداف برية وجوية وبحرية، ثابتة ومتحركة».
وتتمتع هذه المنظومة بالقدرة على إصابة الأهداف بدقة وتدميرها، كما يصل مداها الفعّال إلى ما يتراوح بين 8 و10 كلم.
وعلى خطٍّ موازٍ نشرت صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية مقالاً للكاتب نداف شراغاي، تحدث فيه عن الخطة التي تحضّرها واشنطن وباريس لجبهة الشمال على الحدود مع لبنان، مؤكداً أن هذه الخطة بعيدة كل البعد عن الانتصار.
وحسب الصحيفة «خلف الكواليس، وتحت غطاء شدة القتال في الجنوب، الولايات المتحدة وفرنسا «تحيكان» الآن مخططاً للشمال يمكن أن يكون أساساً للإخفاق والكارثة المقبلة، مشيرة إلى أنها «خطة بعيدة كل البعد عن انتصار، أو حتى صورة انتصار، والأسوأ من ذلك، أنها لن تسمح حقاً بالعودة الآمنة لعشرات الآلاف من المخليين إلى بيوتهم».
وأضافت الصحيفة: صحيح أن عنوان الاتصالات الدولية الجارية حالياً هو تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 وإبعاد حزب اللـه إلى شمال الليطاني، لكن هذا حد أدنى إشكالي، لأن المسافة بين «ركبة الليطاني» وإصبع الجليل تبلغ نحو 4 كيلومترات فقط، في حين أن مناطق أخرى من الليطاني أبعد عن الحدود، حتى لو تساوقنا مع «مخطط الليطاني»، يتبين أن التصريحات في مكان والمفاوضات في مكان.
وتوضح الصحيفة بالقول: على الرغم من الحديث عن أن الليطاني سيصبح حاجزاً بين إسرائيل وحزب الله، فإن المفاوضات الحالية جارية حول إبعاد حزب اللـه عدة كيلومترات فقط من الحدود بين إسرائيل ولبنان، على بعد 5-7 كيلومترات على طولها بالكامل، سيتمكن أسرى الحدود الشمالية البالغ عددهم 85 ألفاً، الذين أصبحوا لاجئين في إسرائيل، من العودة إلى بيوتهم عندما لا يرون حزب اللـه من خلال نوافذهم، لكن حزب الله، من بعد بضعة كيلومترات فقط، سيراهم جيداً.
ونوهت الصحيفة: بأن إسرائيل التي دخلت المفاوضات بضغط أميركي، تلعب لعبة «يبدو لي» وفوق ذلك، ووفقاً لـ«الحل»، فإن الجهة العسكرية التي ستنتشر على طول الحدود ستكون الجيش اللبناني، الذي الفرق بينه وبين حزب اللـه غير واضح، وأحياناً غير موجود أصلاً. وغالباً ما أضرّ بنا التعاون بين الاثنين في الماضي أكثر مما أفادنا، والأمر في الواقع هو نفس السيدة مع تغيير الفستان.
والأخطر من ذلك حسب الصحيفة هو أنه: ليس من الواضح ما إذا كانت البنية التحتية العسكرية التي راكمها حزب اللـه على حدودنا الشمالية على مر السنين سيتم تفكيكها. إنها حفر إطلاق ومغارات إطلاق نار ومخازن أسلحة، هذا من دون أن نتحدث بعد عن القذائف الصاروخية الـ150 ألفاً والأسلحة الدقيقة والمتطورة لدى الحزب.
وأشارت الصحيفة إلى أن جوهر الخدعة صاغه مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية في نقاش في الكنيست على النحو التالي: نحن نُبعد حزب اللـه من مدى رؤية سكان الشمال، الذين لن يروا فوهات بنادق من النافذة، لكن ليس من مدى النيران. هذه المقاربة تذكرنا بلعبة أخرى، «يبدو لي»، الجارية في هذه الأيام مع الأميركيين، والتي تنجر إليها إسرائيل أيضاً، ويتجلى الأمر في كلام رئيس هيئة الأمن القومي تساحي هانغبي، ومفاده أن السلطة الفلسطينية، بعد إجراء إصلاح جوهري، ستتمكن من القيام بالدور الذي حدده لها المجتمع الدولي في غزة.
لكن ترى الصحيفة أن هانغبي مخطئ موضحة: ليست السلطة الفلسطينية وأجهزتها هي التي تحتاج إلى الإصلاح، بل الجمهور الفلسطيني، سلطة فلسطينية قديمة أو مجددة لن تزيد ولن تُنقص. أصل المشكلة هو السكان الفلسطينيون، الذين يكرهوننا، ويعدون الشهداء، وهم ملتزمون بحق العودة ونهاية الدولة اليهودية، ويطلقون الأهازيج تجاه المذبحة ومستعدون لتسليم بنادقهم لحماس، هذا ما يقولونه هم. كل ما ينبغي فعله هو الاستماع والتصرف وفقاً لذلك.
وتضيف الصحيفة إن قصة لبنان قد تكون مماثلة، لأن إســرائيل تحكــي لنفسها مرة أخرى قصصاً وهي مستعدة للاعتماد على أجانب بدلاً من نفسها، وهذا على الرغم من حقيقة أن تجربتها مع القوات الأجنبية على طول الحدود الشمالية سيئة، لافتة إلى أن المشكلة على طول الحدود اللبنانية هي مشكلة أمنية وصهيونية وإنسانية، ويجب الحديث عنها بشفافية وعلى الأقل وفقاً لمضمون المفاوضات الآن، فإن الترتيب الذي تجري صياغته بعيد كل البعد عن الخطوط العريضة، ولا يفي بالحد الأدنى المطلوب، حسب الصحيفة.
وتختم الصحيفة: خطة «الليطاني كمنطقة عازلة» بعيدة عن الكمال، لكن المفاوضات تتحدث عن أقل من ذلك بكثير، الأمر الذي لن يسمح لسكان الشمال الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى منازلهم.