طالبوا بإقصاء ممثلي الكنائس الذين شاركوا في لقاء رئيس الكيان الصهيوني عن مواقعهم … مسيحيون: من يمثل كنائسنا هم فقط الذين يلتحمون قلباً وقالباً مع نضالات شعبنا
| الوطن
أدان عدد كبير من أبناء الطوائف المسيحية في فلسطين المحتلة ودول اللجوء والمنفى في بيان، أمس، اللقاء بين ممثلي بعض الكنائس المسيحية في القدس المحتلة، ورئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ، وطالبوا بإقصاء هؤلاء عن الكنائس الفلسطينية والعربية الأصيلة بشكل فوري.
وقال أبناء الطوائف المسيحية في البيان الذي حمل تواقيعهم وتلقت «الوطن» نسخة منه: نضم صوتنا الجهور إلى كل الأصوات الأخرى التي أدانت وتلك التي تدين اللقاء المخجل والصادم الذي تم بين ممثلي بعض الكنائس المسيحية في القدس المحتلة وهم من إثنيات ودول وطوائف متنوعة بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد وذلك مع رئيس سلطة الاحتلال الإسرائيلي والذي كان قد صرح في إحدى إطلالته الإعلامية أثناء حرب الإبادة الجماعية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني بأنه لا يوجد في غزة «مدنيون أبرياء».
وأضافوا: «وبما أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو المصدر الأساسي لسفك دماء شعبنا وقمعه منذ نكبة 1948، وبما أن المجموعة الكهنوتية ذاتها كانت قد قررت إلغاء الاحتفالات واقتصارها على الشعائر الدينية في هذا العام، فإننا نستبعد أن يكون أي من ممثلي الكنائس في القدس المحتلة كان سيوافق على لقاء رئيس الاحتلال الإسرائيلي من محض إرادته لولا أن المحتل هو الذي يعتدي ويقمع ويهدد ويبتز الكنائس والقيمين عليها وعلى مؤسساتها».
ورفض الموقعون بشدة كل مبررات اللقاء بحجج الخنوع البروتوكولي مع من لا يحترم البروتوكول ويهتك بالستاتيكو من دون توقف، واعتبروا أن هذا اللقاء منافيا لتعاليم سيدنا المسيح ومناقضا للحالة المزاجية لدى الفلسطينيين المسيحيين ككل والذين يذبحهم الاحتلال إلى جانب بقية أبناء شعبهم في قطاع غزة ويتم تهجيرهم وطمس حضارتهم المميزة في مهد السيد المسيح.
وأورد الموقعون في البيان أسماء الذين شاركوا في اللقاء والبالغ عددهم 15 بطريركا ومطرانا ووصفوه بانه «اجتماع العار».
وقالوا: «لقد تم هذا اللقاء المهين لكرامتنا في حين يذبح الاحتلال أهلنا في حرب إبادة جماعية غير مسبوقة تتزاوج مع عملية تطهير عرقي ونكبة كارثية جديدة يقترف فيه الاحتلال مجازر ضد أطفالنا ونسائنا ويفجر مؤسساتنا ويقصف فيه كنائسنا ومساجدنا ومستشفياتنا وأديرتنا ومدارسنا في قطاع غزة؛ كما يدمر بيوتنا في القدس والضفة الغربية المحتلتين ويصادر أراضينا ويعتقل أبناءنا ونساءنا وأطفالنا وينهب ثرواتنا».
وشدد الموقعون على البيان أن «من يمثل كنائسنا هم فقط الذين يلتحمون قلبا وقالبا مع نضالات شعبنا، ويحترمون ويتماهون ويركعون أمام آلامه وتضحياته، ويواجهون الاحتلال الاستعماري لأرضنا، ومن يحارب كل أشكال الظلم الذي يتعرض لها أبناء شعبنا الفلسطيني على أرضه، ومن يناهض الخطيئة الكبرى التي يجسدها الاحتلال الفاشي، ومن يحفظ كرامة كل أبناء شعبنا من الطوائف المسيحية الأصيلة في فلسطين على قاعدة رفض الذل والظلم، والإهانة، والاستباحة بالقتل والتدمير لكل أبناء شعبنا».
وطلب الموقعون من «جميع أبناء شعبنا نبذ كل ممثلي الكنائس المتواطئين الذين شاركوا في هذا اللقاء المشؤوم، وإقصاءهم عن كنائسنا الفلسطينية والعربية الأصيلة بشكل فوري».
ودعوا إلى التوقيع على هذا البيان وتدويره على كل بنات وأبناء الكنسية في فلسطين والتجمعات الرعويّة الفلسطينية والمساندة خارج فلسطين وفي العالم العربي وفي المنافي ودول اللجوء.
كما دعوا إلى «العمل على التنصل من خطوتهم (الذين شاركوا في اللقاء) المهينة وفضح مواقفهم بشكل علني وواضح ومطالبتهم بالاعتذار من شعبنا ككل وبالتحديد ذلك الذي يرزح تحت مقصلة الإبادة في قطاع غزة، والتعبير عن الندامة والتوبة»، بالإضافة إلى «محاسبتهم التوبيخية المباشرة على ما يرتكبونه من خطايا أمام رعيتهم في كل الكنائس الفلسطينية والعربية».
وطالبوا بـ«مقاطعة استقبالهم ليلة ذكرى الميلاد المجيد في بيت لحم مدينة مهد المسيح وفقا للتقويمين الغربي والشرقي، ورفع الشعارات التي تدين دورهم المشين وتعلن عدم شرعيتهم على القيادة الروحانية لشعبنا، ومقاطعة استقبالهم حيثما حلوا في الكنائس المحلية في كل مكان في فلسطين، والتعبير عن موقفنا وصوتنا بشعار» أنتم لا تمثلونا »، من خلال وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة ووسائل الإعلام».
وفي توضيح نشر أول من أمس، قال بطاركة ورؤساء الكنائس التقوا رئيس الكيان الإسرائيلي في بيان مشترك إن اللقاء «لم يكن لتبادل المعايدات، بل كان هدفه الرئيسي نقل الموقف الكنسي العالمي، المطالب بوقف شلال الدم في غزة».