رأت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس الإثنين، أن العزلة الدولية والانتقادات المحلية المتزايدتين والتساؤلات المتعلقة بتجاهل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للمصالح الأميركية، تجعل بايدن يغير مساره فيما يتعلق بحرب إسرائيل على غزة.
وذكرت الصحيفة أنه في الأسابيع القليلة الماضية، تعرض الرئيس الأميركي جو بايدن، لانتقادات متزايدة وتدقيق سياسي بشأن سياسته في الشرق الأوسط، وإدارته للحرب على غزة، وعلى وجه الخصوص، دعمه الثابت للكيان الإسرائيلي.
كما لفتت إلى أنه إذا تم ربط عدّة نقاط من الأسبوع الماضي، من زيارة وزير الدفاع لويد أوستن، إلى عمود لاذع لتوماس فريدمان في «نيويورك تايمز»، وصولاً إلى امتناع الأميركيين عن التصويت في مجلس الأمن الدولي، فإن الصورة التي تظهر تشير إلى تغيير تدريجي في سياسة الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن يتعرض لانتقادات لكونه «غافلاً» عن إسرائيل، لافتةً إلى أن الانتقاد في الأيام الأخيرة، كان واضحاً في أمرين، أولاً جاءت قصتان استقصائيتان رئيسيتان، تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» عن استخدام إسرائيل قنابل تزن 2000 رطل في أجزاء من جنوب غزة، وتقرير «واشنطن بوست» الذي يرفض التأكيد الإسرائيلي، أن حماس استخدمت مستشفى الشفاء مركزاً للقيادة والسيطرة، كان لكلتا القصتين بالتأكيد، «تأثير على المنشقين داخل الإدارة الأميركية».
وبعده جاء عمود فريدمان في «نيويورك تايمز» وهو «المؤيد لإسرائيل وبايدن»، أن «الوقت قد حان لكي تقول الولايات المتحدة لإسرائيل: إن هدفها الحربي المتمثل في محو حماس من على وجه الأرض لن يتحقق».
وفي الوقت ذاته، ذكرت «هآرتس» أن السياسة الخارجية الأميركية، قُوبلت بمقارنة واسعة النطاق بين حربي أوكرانيا وغزة، حيث ألقي الضوء على نهجين مختلفين تماماً.
وأوردت الصحيفة أن أحد المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية لبايدن هو بناء التحالفات وإدارتها، ولكن في غزة وضع ثقل وموارد واهتمام السياسة الأميركية على «مساعدة حليف» بدلاً من تشكيل تحالف.
وإضافة إلى عزلة الولايات المتحدة، والتي نتجت عن تشكيك حلفائها مثل كندا وفرنسا وأستراليا واليابان في اختلال التوازن الأميركي، والدعم غير المشروط الذي قدمته لإسرائيل، فإن المشهد السياسي الداخلـي في واشـنطن، وخلافاً للحالة في أوكرانيا، يشهد معارضة متزايدة وإحباطاً بشأن سياسة الشرق الأوسط في ساحتين: داخل الإدارة ذاتها، وداخل الحزب الديمقراطي.
وختمت الصحيفة كلامها بأنّه: في السياسة الخارجية، من النادر أن تكون قادراً على التغيير بسرعة، ونظراً لالتزام بايدن الحقيقي تجاه إسرائيل والصدمة العميقة التي خلفتها أحداث 7 تشرين الأول، فمن المستحيل أن نتوقع «تحولاً بمقدار 180 درجة في السياسة، ومع ذلك، إذا نظرت إلى الأدلة والتصريحات وعلامات الضغط في الأيام العشرة الماضية، فمن الواضح أن الأميركيين بصدد تصحيح المسار.