أكدت وقوف الغرب وراء الاحتجاجات في صربيا … موسكو: أجهزة استخبارات أجنبية تهاجم روسيا سيبرانياً باستمرار
| وكالات
كشف مجلس الأمن الروسي أن أجهزة استخبارات أجنبية وعصابات إجرام دولية هاجمت خلال العام الجاري قطاعات تتبع الدولة الروسية، ولاسيما الطاقة والنقل والخدمات المصرفية، في حين أكدت موسكو من جهة ثانية أن الغرب يحاول زعزعة استقرار صربيا بتقنية «ميدان كييف».
وحسب وكالة «نوفوستي»، أفادت الخدمة الصحفية لمجلس الأمن الروسي بأن أجهزة استخبارات أجنبية، وعصابات إجرام دولية هاجمت خلال عام 2023 الإدارات العامة وقطاع الطاقة والنقل والخدمات المصرفية في البلاد.
جاء ذلك بعد أن ناقشت لجنة أمن المعلومات المشتركة بين الإدارات التابعة لمجلس الأمن الروسي أمس قضايا الأمن السيبراني في روسيا، والتدابير اللازمة لتعزيزه، حيث قالت (اللجنة): «في عام 2023، استمرت أجهزة الاستخبارات الأجنبية، إضافة إلى الهياكل الخاصة وعصابات الإجرام الدولية، في ارتكاب هجمات إلكترونية ضد مرافق البنية التحتية للمعلومات الروسية، واستهدفت الإدارة العامة والاتصالات والطاقة والنقل والخدمات المصرفية وغيرها من المرافق».
وأشار المشاركون في الاجتماع إلى أن الوضع في هذا القطاع ظل متوتراً باستمرار خلال العام المنصرم، مشددين على أن «الإجراءات التي اتخذتها الهيئات والمنظمات الحكومية المعتمدة جعلت من الممكن منع تعطيل عمل موارد المعلومات الروسية»، كما طورت اللجنة مجموعة من التدابير الرامية إلى تعزيز الأمن السيبراني في روسيا، ولم يتم الكشف عن تفاصيل.
وقال أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف: إن الغرب الجماعي شرع في طريق عسكرة الفضاء الإلكتروني، وتطوير أساليب الهجمات الحاسوبية، وأشار إلى أن وكالات الاستخبارات الأميركية تشارك بنشاط مجموعات القراصنة الأوكرانية في مثل هذه الهجمات.
وأشار نائب أمين مجلس الأمن الروسي أوليغ خراموف إلى أن إخفاقات الجيش الأوكراني قد تدفع الولايات المتحدة إلى استخدام الأسلحة السيبرانية الهجومية ضد روسيا، وحذّر من أن رغبة الغرب في «إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا» تزيد من احتمال نشوب «صراع سيبراني عالمي».
وحسب خراموف، فقد أدرجت واشنطن القدرة على تنفيذ ضربات إلكترونية في قانون ميزانية الدفاع الوطني لعام 2023. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحيط روسيا بـ«قواعدها السيبرانية»، بما في ذلك ما يسمى «مراكز الخبرة الرائدة، ومراكز الاستجابة المشتركة»، وغيرها من الهياكل المماثلة.
في سياق متصل، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الغرب يقف وراء الاحتجاجات في العاصمة الصربية بلغراد الليلة قبل الماضية، ويسعى لزعزعة الوضع في صربيا بتقنية انقلاب ساحة «الميدان» في كييف.
وقالت: «محاولات الغرب لزعزعة الوضع في البلاد باستخدام تقنيات انقلابات الميدان في أوكرانيا، واضحة»، وشددت زاخاروفا على أن رد الفعل الوحيد الممكن هو الالتزام الصارم بالدستور واحترام خيار الشعب الصربي الذي صوت لمصالحه الوطنية، وذلك وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم».
ونظمت المعارضة الصربية بدعم من الغرب تظاهرات تخللتها أعمال عنف واعتداءات على المباني الحكومية وسط العاصمة بلغراد على غرار ما شهدته ساحة «الميدان» في كييف عشية الانقلاب على السلطة في أوكرانيا شتاء 2014، وحاول المتظاهرون اقتحام مبنى البرلمان، وطالب أنصار كتلة «صربيا ضد العنف» المعارضة بإلغاء نتائج الانتخابات الأخيرة التي فاز بها ائتلاف الرئيس الحالي ألكسندر فوتشيتش.
وأكد فوتشيتش أن أجهزة الأمن والشرطة تسيطر على الوضع بالكامل في البلاد، وفي خطابه العاجل إلى الأمــة حــثّ المواطنين على عدم القلق وأشار إلى أن ما يحــدث «ليس ثورة»، وقال الرئيس الصربي إن هذه الاحتجاجات محاولة لحرمان صربيا من الاستقلال والسيادة، وإن السلطات ستحمي النظام الدستوري، متوجهاً بالشكر إلى أجهزة الاستخبارات الصديقة (الروسية) التي حذرت السلطات الصربية من قرب وقوع هذه الاضطرابات.
بدوره، أيد السفير الروسي لدى صربيا ألكسندر بوتسان خارتشينكو كلام زاخاروفا بالقول إن الاحتجاجات في صربيا تم تنظيمها بتقنية «ثورة الميدان» التي أدت إلى الانقلاب على السلطة الشرعية في كييف شتاء 2014، وأضاف في تصريح لقناة «روسيا 24»: «كل هذه الاحتجاجات وعنصر العنف الآخذ في التصاعد فيها، تم تدبيرها والتخطيط لها بتقنية «ثورة الميدان».
في الغضون، مددت الحكومة الروسية، أمس، الحظر المفروض على دخول الشاحنات من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والنرويج وأوكرانيا، إلى أراضي البلاد، وقال مجلس الوزراء الروسي، عبر حسابه في «تليغرام»: «الحظر سيظل سارياً حتى معالجة الظروف، التي كانت بمثابة الأساس لفرضه»، حسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء.