مستوطنات «الشمال» تعيش حالة عدم اليقين.. ورهبة غزو الجليل تحكم حياة المستوطنين … حزب الله: إسرائيل لا تستطيع إخراج أسراها أحياء إلا بالتفاوض كما تريد المقاومة
| وكالات
رأى رئيس الهيئة الشرعية في حزب اللـه محمد يزبك أن المقاومة اليوم من لبنان إلى فلسطين، إلى اليمن والعراق، إلى إيران، تشكل محوراً يجعل إسرائيل عاجزة، في حين أكد رؤساء المستوطنات والمجالس الإقليمية تخوفهم من العودة إلى الشمال، وأن الشعور السائد هو «عدم اليقين» بما سيحصل في حال اقتحمت قوة الرضوان الأسوار.
وحسب موقع «المنار»، قال يزبك أمس الإثنين: رغم ما يحصل اليوم في غزة من مجازر ودمار، فإننا نرى الشعب صامداً، ويرفع شارة النصر بيديه، الإسرائيلي اليوم يحاول أن يستجدي وقف إطلاق النار بطريقة أو بأخرى، ولكن المقاومة وحماس ترفض وقف إطلاق النار إلا وفق شروطها، أما الأسرى فلا تستطيع إسرائيل أن تخرجهم أحياء إلا بالتفاوض كما تريد المقاومة.
وأكد يزبك أن الإسرائيليين في شمال فلسطين المحتلة، يعيشون حالة من القلق والاضطراب، وفي غزة والضفة الغربية أيضاً، وهم يواجهون اليمن الآن، هؤلاء الابطال(اليمنيون) بعد تسع سنوات من الحروب لم ينهزموا، وهم الآن حاضرون في مواجهة الكيان الإسرائيلي، عبر مواجهة السفن الإسرائيلية، وقد تطور الأمر الآن إلى مواجهة أي سفينة قد تتجه إلى إسرائيل، ما جعل أميركا قلقة، وقالت إنها سوف تشكل تحالفاً في وجه اليمنيين، فخرج عبد الملك الحوثي يقول لهم إنه جاهز لكل الاحتمالات، وهدد الولايات المتحدة بضرب البوارج والقواعد الأميركية في المنطقة، هذه هي العظمة، وكل هذا هو من ثمار دماء الشهداء.
على خطٍّ موازٍ، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن الكثير من رؤساء المستوطنات والمجالس الإقليمية في الشمال، اجتمعوا وناقشوا القضايا التي يواجهونها خلال هذه الفترة الصعبة.
وأوضح مراسل الصحيفة في الشمال، أن المناقشات بشأن المعركة في الشمال، تلخصت بكيف «تؤجل وتركز بشكلٍ أساسي على الرد على نيران حزب الله، وإخلاء عشرات الآلاف من سكانها(المستوطنات)، والاهتمام بهم وهم منتشرون في جميع أنحاء الكيان.
كما رأوا أنه إضافة إلى الأضرار الاقتصادية الشديدة، هناك شعور بالضيق والخوف في أعقاب أحداث السابع من تشرين الأول في محيط غزة في إشارة إلى عملية «طوفان الأقصى»، والأهم من ذلك كله، «عدم اليقين – متى وكيف سيتمكن السكان من العودة».
وذكرت الصحيفة أن رؤساء السلطات المحلية في الشمال، طالبوا لسنوات بميزانيات لحماية عشرات الآلاف من سكانهم على خط المواجهة على الحدود اللبنانية، وعلى الرغم من أنهم كانوا يخشون أن تأتي ساعة الحقيقة، قبل الوصول إلى هذا الهدف، إلا أنهم أيضاً لم يتوقعوا مواجهة مثل هذه المعركة.
وأوردت «يديعوت احرونوت» أنه منذ 80 يوماً، تنتظر المستوطنات الشمالية حرباً «تبدو وشيكة»، وأكدت أنهم لا يرغبون بها، وهم بالتأكيد «يفهمون المخاطر الرهيبة الكامنة فيها، كما يفهمون أنها حرب لا خيار».
كذلك، نقلت الصحيفة عن رئيس بلدية «كريات شمونة» أفيحاي شتيرن، قوله إنه «في 7 تشرين الأول لم نتفاجأ، بل أدركنا التهديد الذي عرفناه منذ سنوات»، وأضاف إنه في سنة 2018، أصدر حزب اللـه شريط فيديو يشرح كيف «سيغزو» الجليل، وأنه قادر تماماً على القيام بذلك، لافتاً إلى أنه لم يعتقد أحد، أنه يستطيع فعل ذلك، وتعاملوا معه بالطريقة التي تعامل بها الجيش «مع التهديد في الجنوب»، أي «تهديدات حماس لغلاف غزة».
وبيّن أنهم اعتقدوا أنهم ولو كانوا يتدربون على «غزو الجليل، فإنهم ليسوا قادرين على التنفيذ»، مضيفاً: اليوم ننظر إلى الأمر بشكلٍ مختلف، ونفهم أنه في ثانية واحدة يمكنهم اقتحام الأسوار، وعلى ما يبدو لن ينتهي الأمر بشكلٍ جيد.
واستذكر رئيس بلدية كريات شمونة، الأيام الصعبة في الحروب السابقة، لافتاً إلى أنهم قضوا فيها أسابيع وشهوراً في ملجأ تحت الأرض مع عشرات الأشخاص الآخرين في غرفة طولها 20 متراً.
بدوره، قال أركادي بومرانتس، رئيس بلدية «معالوت ترشيحا»، التي تبعد نحو 6.5 كلم عن لبنان، ويسكنها نحو 26.000 نسمة: بعدما تم إجلاء جميع المستوطنات المحيطة بها، وأصبحت الخط الأمامي للقتال في المنطقة، يوجد حالة «عدم يقين يقود إلى اليأس والمزيد من الخوف»، وخاصةً أن المدينة ليست في حالة حرب، «لكننا جلسنا في الملاجئ ونعرف أن علينا الاختباء، هذا الوضع المؤقت لا يطاق».