عربي ودولي

فندت اتهامات أميركا حول زعزعة أمن الملاحة وأكدت أن المقاومة ركيزة للاستقرار … طهران: ضرورة تحقيق آلية دولية لمساعدة الشعب الفلسطيني

| وكالات

أكدت إيران ضرورة تحقيق آلية دولية لمساعدة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ ثمانين يوماً ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف جرائم كيان العدو في قطاع غزة.

وحسب وكالة «إرنا» الإيرانية، التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان نظيره من نيكاراغوا دينيس مونكادا في طهران، وثمّن خلال اللقاء المشاركة الفعالة لوزير خارجية نيكاراغوا في مؤتمر طهران الدولي حول فلسطين وإعلان المواقف المبدئية والقيمة لحكومة بلاده، معتبراً الهدف الرئيس لهذا المؤتمر هو التوصل إلى آلية دولية لمساعدة الشعب الفلسطيني.

وأعرب أمير عبد اللهيان عن أمله في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مؤخراً إلى ماناغوا في أقرب وقت ممكن.

من جانبه، قال وزير خارجية نيكاراغوا: «فلسطين، من وجهة نظرنا تعني الكرامة والإنسانية والشرف، وما كان واضحاً في هذا المؤتمر هو حقيقة أن جميع البلدان المشاركة، على الرغم من الاختلافات الثقافية والأيديولوجية، وافقت على المثل الأعلى لفلسطين»، مجدداً في الوقت ذاته التأكيد على إرادة حكومة بلاده لتطوير وتوسيع العلاقات الثنائية مع إيران.

من جهة ثانية، عُقد الاجتماع السادس للجنة السياسية المشتركة بين إيران والعراق برئاسة نائبي الشؤون السياسية لوزارتي خارجية البلدين، علي باقري كني ومحمد حسين بحر العلوم.

وأعلن الجانبان الدعم لشعب فلسطين، وأكدا ضرورة تعزيز الجهود الدبلوماسية والدولية لمواجهة جرائم الكيان الإسرائيلي في غزة.

وأفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء بأن باقري كني وصف خلال الاجتماع، العلاقات الإيرانية-العراقية بأنها «مثالية»، مؤكداً على المسؤولية التاريخية للبلدين لدعم وحدة العالم الإسلامي وترسيخ الاستقرار في منطقة غرب آسيا.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى مجالات التعاون الإقليمي العديدة بين إيران والعراق، ودعا إلى الجدية المضاعفة في دفع المشروعات المشتركة وتحقيق المجالات الملموسة للتعاون في المجال الاقتصادي.

بدوره أشار نائب وزير الخارجية العراقي إلى قدرات التعاون بين البلدين في مجال منطقة غرب آسيا والعالم الإسلامي وسوق الطاقة، مؤكداً ضرورة مواصلة التعاون والحوار بين البلدين بهدف التنمية الاقتصادية والاجتماعية ودعم أمن المنطقة.

وأعلن الجانبان موقفهما الداعم لشعب فلسطين، وأكدا ضرورة تعزيز الجهود الدبلوماسية والدولية لمواجهة جرائم الكيان الصهيوني في غزة، كما أكدا أهمية وحدة العالم الإسلامي لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين المستمر منذ 75 عاماً.

ووفق «تسنيم»، بحث الجانبان القضايا الأمنية والقنصلية، وفي الختام أكدا على التنفيذ السريع والكامل للاتفاقيات الموجودة، وقبل ذلك التقى نائب وزير الخارجية العراقي وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.

وخلال اللقاء، قيّم وزير الخارجية الإيراني العلاقات بين إيران والعراق باعتبارها نموذجاً «فريداً» في المنطقة، وقال: الزيارات والمشاورات المستمرة لكبار المسؤولين في البلدين ووثائق التعاون العديدة المبرمة بين الجانبين، على مختلف المستويات والمجالات، تدل على عمق العلاقات الودية.

وأشاد أمير عبداللهيان بدور العراق المتميز بترسيخ الاستقرار في المنطقة، وأكد ضرورة تعزيز الجهود الدبلوماسية والدولية لمواجهة جرائم الكيان الصهيوني في غزة، وقيّم إيجابياً عملية تنفيذ الاتفاقية الأمنية الثنائية بين البلدين وأكد ضرورة تفعيل جميع بنودها.

بدوره، أدان نائب وزير الخارجية العراقي، خلال لقائه أمير عبد اللهيان، الاحتلال الإسرائيلي المستمر لفلسطين منذ 75 عاماً، ودعا إلى الوحدة بين الفلسطينيين وتقارب العالم الإسلامي دفاعاً عن فلسطين.

في الغضون، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني مجدداً أمس المجتمع الدولي للتحرك بهدف وقف جرائم الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة، وقال خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي: «من المؤسف أن الصهاينة لم يتوقفوا عن جرائمهم في هذه الأيام واستمروا في قتل شعب فلسطين الأعزل، وفي ليلة ميلاد السيد المسيح شاهدنا نشر صور مؤلمة لقتل الفلسطينيين في مخيم المغازي وسط قطاع غزة»، مضيفاً: «نحن ندين بشدة هذه الجريمة وهذا يدل على أن الصهاينة لا يلتزمون بأي قانون دولي، ومن الضروري أن يتجاوز المجتمع الدولي بشكل عملي وجدي مرحلة إصدار البيانات ويوقف اعتداءات الكيان الصهيوني».

وفيما يتعلق بمشاورات إيران لوقف جرائم الاحتلال في غزة، قال كنعاني: إن القرار الذي وافق عليه مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي أظهر دور الدعم الكامل للحكومة الأميركية للكيان الصهيوني، ونتيجة معارضة الولايات المتحدة لم يتم تضمين أي بند في هذا القرار لوقف هجمات الكيان الإجرامية على الفلسطينيين الأبرياء، مشيراً إلى أن البند الأساسي في هذا القرار يشمل إرسال المساعدات الإنسانية، لكن الحقيقة هي أن أميركا صوتت على مواصلة الحرب وأظهرت أنها مع الكيان الصهيوني وجزء من الحرب على قطاع غزة.

من جهة ثانية، فند كنعاني الادعاءات الأميركية حول مسؤولية إيران في الهجوم بطائرة مسيّرة على سفينة في المحيط الهندي، وقال: إن اتهامات واشنطن لا نهاية لها وإن أكبر متهم هو حكومة الولايات المتحدة التي هي عملياً جزء من جرائم الحرب والمسؤول الأول والأخير عن بدء الهجمات.

واعتبر كنعاني أن مثل هذه الادعاءات تهدف إلى إسقاط التهم والتغطية على الدعم الأميركي للكيان الإسرائيلي، وقال: إن الحكومة الأميركية بتصرفاتها ودعمها للكيان جلبت لها كراهية شعوب العالم.

وفيما يتعلق بالأمن البحري في المنطقة، قال كنعاني: إن بلاده كانت جزءاً من توفير الأمن في الممرات المائية الدولية ولعبت دوراً مهماً في الأمن البحري والتجارة الدولية وتصرفت دائماً بمسؤولية، لكن الحكومة الأميركية ليست في وضع يسمح لها بتوجيه اتهامات إلى إيران، كما يجب على بريطانيا أن تجيب عن ممارساتها في الماضي وفي الوضع الحالي وألا تتهم إيران.

وفي وقت لاحق، اعتبر باقري كني في مقابلة مع وكالة «إيسنا» الإيرانية أن المقاومة ركيزة لا يمكن إنكارها للاستقرار والأمن الإقليمي، وقال: إن استمرار الجرائم الصهيونية والدعم الأميركي لها هو «أحد مظاهر إخفاق الولايات المتحدة في فرض نظامها المنشود على المجتمع الدولي»، مضيفاً: «ثبت للجميع اليوم أن تيار المقاومة ركيزة لا يمكن إنكارها للاستقرار والأمن الإقليمي، وجزء من أي تصور مستقبلي للمنطقة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن