من دفتر الوطن

خطط للسعادة

| عبد الفتاح العوض

مثل العادة.. مع كل بداية عام يبدأ الأفراد بوضع خطط شخصية.. تبدأ القائمة طويلة ثم يتم التخلي عن بعضها والتراخي ببعضها، لكنْ ثمة أهدافاً توضع لتنفذ فعلاً.

الخطط المكررة عند الكثيرين ممارسة الرياضة- نظام غذائي- الحصول على عمل– دراسة، وقائمة متنوعة.

فكرة أن تخطط لشيء في هذه البلاد فكرة مجنونة فعلاً.. لو تم تنفيذ الخطط الحكومية وصولاً لسورية 2020– 2025، فإننا يمكن أن نتوقع خيراً. لكننا نعيش في منطقة بلا منطق نقبل بالخطة.. وأي حدث في العالم سيؤثر في مزارع بريف دير الزور وفي عامل في حلب أو صياد في أرواد.

مشكلتنا أننا لا نستطيع أن نخطط ليوم واحد… ما تبدأ به على مستوى برنامج يوم واحد يبدأ الصباح بشيء وينتهي مساء بعكس بداياته… ثمة أشياء كثيرة قادرة وقابلة لتفسده. ولعل كلاً منا حاول أن يضع موازنة تقديرية لمصروف شهري، ولا يمكن في حالتنا أن يتمكن من النجاح في التقدير مهما بلغ من الفكر الاقتصادي أو حتى من الطبيعية الجاحظية.

عندما وضع ماسلو هرم الاحتياجات قال فكرة بسيطة لكنها مؤثرة جداً… فحوى الفكرة: إن كنت مشغولاً في الحاجات الأساسية من طعام وشراب ودفء فلا يمكنك أن تفكر بالمستوى الثاني من الاحتياجات… وهذا ما يحدث عند معظم السوريين، ما يشغلهم هو الحاجات الرئيسية وبالتالي لا يمكنهم التفكير بالتخطيط للمستقبل القريب.

حتى الحكومة ليس لديها قدرة على التخطيط للمستقبل ولو على مستوى خطة سنوية.. وتكاد تفكر مثل أي مواطن، تشغل نفسها باليوميات.. تريد أن يمر اليوم على خير.

لا أريد أن أنشر طاقة سلبية وأحوّل زاوية نهاية العام لنوع من التشاؤم.. فما أريد أن أقوله: إن الظروف العامة والشخصية متشابكة جداً وكلنا يحاول أن ينجو.. لكن ما يجب أن نحرص عليه أن نضع خططاً ولو كانت تقريبية، ومهما أدركنا صعوبة تحقيق النجاح بالخطة فإننا بلا خطة، الشيء المضمون هنا هو الفشل الحتمي.

إن كان من نصيحة مفيدة، أن تخطط، أن تكون سعيداً على أي حال.. وثمة نصيحة أخرى من ميلان كونديرا يقول: أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، ولا تغييره إلى الأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام. لم يكن ثمة سوى مقاومة وحيدة ممكنة: ألا نأخذه على محمل الجد:

النصيحتان غير قابلتين للتنفيذ..

وكل يوم وأنتم بخير

أقوال:

– إذا لم تقم بتصميم خطة لحياتك، فمن المحتمل أنك جزء من خطة أحد ما.

– لا يخطط الناس للفشل، ولكنهم يفشلون في التخطيط.

– «لقد وجدت دائماً في التحضير للمعركة، أن الخطط عديمة الفائدة، ولكن التخطيط أمر لا غنى عنه». (دوايت أيزنهاور).

-«الإنسان من غير تخطيط وبرمجة، يجد نفسه منجذباً نحو القيام بالأشياء السهلة، والتهرب من الأشياء الصعبة». (هراقليطس).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن