البانوراما السورية الأدبية لعام 2023 … رحيل أربعة عشر أديباً ومؤلفاً في مختلف الفنون الإبداعية
| وائل العدس
شهد عام 2023 رحيل أربع عشرة شخصية ثقافية سورية في مجال الأدب والشعر والقصة والرواية والترجمة والنقد والفكر والتأليف، منهم امرأة واحدة فقط مقابل ثلاثة عشر رجلاً.
وحصد الشهر الأول وحده ثلاثة منهم، على حين رحل اثنان في أشهر شباط وتموز وأيلول وواحد فقط في أيار وحزيران وتشرين الأول وكانون الأول، على حين خلت أشهر آذار ونيسان وآب وتشرين الثاني من أي وفاة وإلى التفاصيل:
رفعت عطفة
في الثالث والعشرين من كانون الثاني، رحل الكاتب والمترجم رفعت عطفة عن عمر ناهز السادسة والسبعين عاماً.
حصل في جامعة مدريد على ماجستير في أدبها والدكتوراه من جامعة كومبلوتنس، كتب القصة القصيرة والرواية والشعر، وترجمت بعض أعماله الأدبية إلى اللغة الإسبانية ونال من خلالها العديد من الجوائز، منها ميدالية المخرجين المسرحيين في إسبانيا ودرع المستعربين الإسبان وأصدقاء المركز الثقافي العربي السوري في مدريد.
شغل مديراً للمركز الثقافي العربي السوري في مدريد، وكان أحد مؤسسيه، وهو من المترجمين القلائل المجيدين عن اللغة الإسبانية.
كان عضو هيئة تحرير مجلة الآداب الأجنبية، وعضو هيئة تحكيم جائزة دِسييدريو ماثيّاس سيلبا المكسيكية الدولية للشعر في دورتها الرابعة لعام 2009.
نذير العظمة
في السابع والعشرين من الشهر الأول من العام الجاري، رحل الأديب نذير العظمة الذي كان أحد مؤسسي اتحاد الكتّاب العرب عن عمر ناهز 93 عاماً.
تخرج في كلية الآداب في جامعة دمشق، وحصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الأدب من جامعة بورتلاند في أميركا، وعمل أستاذاً في الجامعات الأميركية، وعمل أستاذ الأدب الحديث والمقارن في جامعة الملك سعود بالرياض.
هو عضو مجلس كلية الآداب وأستاذ زائر لجامعة هارفارد وجورج تاون، ورئيس لجنة الملاك والترقية في جامعة بورتلاند الرسمية، وسكرتير خازن لجمعية الاستشراق الأميركية من غرب أميركا وكندا، ومدير لقسم المعلومات في مؤسسة أبي ذر الغفاري في لبنان، وعضو بجمعية الاستشراق الأميركية.
عمل مستشاراً لوزارة الثقافة، وكان مشاركاً بالإعداد لتكريم بدوي الجبل وعمر أبو ريشة ونزار قباني وشفيق جبري ومحمد الماغوط.
كما كان رئيساً لتحرير جريدة «البناء»، وله العديد من المقالات في الدوريات والصحف العربية، وشارك بمهرجانات أدبية عدة في دول العالم.
للراحل مؤلفات تتجاوز 55 كتاباً منشوراً، منها 15 مجموعة شعرية و20 كتاباً نقدياً بحثياً و10 ترجمات و10 مسرحيات وروايتان.
شوقي بغدادي
في التاسع والعشرين من الشهر الأول رحل الكاتب والشاعر شوقي بغدادي عن عمر ثلاثة وتسعين عاماً.
شارك في تأسيس اتحاد الكتّاب العرب وكان عضواً في مجلسه في معظم دوراته إلى أن اختير عضواً في المكتب التنفيذي وأسند إليه منصب رئاسة تحرير مجلة «الموقف الأدبي».
تخرج في جامعة دمشق حاملاً إجازة في اللغة العربية وآدابها، ودبلوماً في التربية والتعليم، وعمل مدّرساً للعربية طوال حياته في سورية وخمس سنوات في الجزائر.
من مؤلفاته في الشعر والرواية والقصص: «أكثر من قلب واحد، لكل حب قصة، أشعار لا تحب، صوت بحجم الفم، بين الوسادة والعنق، عودة الطفل الجميل، عصفور الجنة، القمر فوق السطوح، مهنة اسمها الحلم، درب إلى القمة، المسافرة».
ناظم مهنا
في العاشر من شباط، رحل الأديب ورئيس تحرير مجلة «المعرفة» ناظم مهنا عن عمر ناهز 63 عاماً.
تخرج في جامعة دمشق – قسم اللغة العربية، واشتهر بكتابة القصة والشعر والرواية والمقالة وتمثيليات إذاعية للأطفال.
نشرت أول قصة له في عام 1979 في مجلة «الثقافة» ثم بدأ النشر في الصحف اللبنانية منذ مطلع الثمانينيات.
وفي عام 2016 تسلم رئاسة تحرير مجلة «المعرفة» السورية والتي تعتبر من أقدم وأهم المجلات العربية الثقافية، واستثمر فيها درايته بالعمل الصحفي انطلاقاً من إدراكه بأهميتها وثقة القراء بها؛ واستمر في رئاسة تحريرها حتى يوم وفاته.
نزار عيون السود
في الثالث والعشرين من شباط، رحل الكاتب والمترجم الدكتور نزار عيون السود عن عمر ناهز 78 عاماً.
تلقى تعليمه الجامعي في المعهد العالي للثقافة في لينينغراد، وحصل على الماجستير في العلوم التربوية، وحاز الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي من الاتحاد السوفييتي، وشغل منصب مستشار ثقافي في الهيئة العامة السورية للكتاب لمدة خمس سنوات، كما عمل مدرّساً في كلية التربية بجامعة دمشق وجامعات عربية أخرى.
أتقن اللغتين الفرنسية والروسية لكنه برع بلغته الأم، ونشر العديد من الكتب والدراسات والبحوث والمقالات المترجمة في دور النشر والصحف والمجلات الأدبية والثقافية السورية والعربية في مجالات الفلسفة والتربية وعلم النفس والأدب والمسرح، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه.
نال جائزة للترجمة والتفاهم الدولي في الدوحة عام 2019، وبرز كأحد أهم المترجمين السوريين والعرب الذين انشغلوا بنقل روائع الأدب المكتوب بلغة دوستويفسكي إلى لغة الضاد، ليكون في رصيده الإبداعي اليوم أكثر من خمسين كتاباً مترجماً.
حيدر حيدر
في الخامس من أيار، رحل الكاتب والأديب السوري حيدر حيدر عن عمر ناهز 87 عاماً.
هو أحد مؤسسي اتحاد الكتّاب العرب في دمشق وكان عضواً في مكتبه التنفيذي، نشر مجموعة «الومض» عام 1970 إضافة غلى مجموعة من الكتب كانت أولى إصدارات الاتحاد، وفي العام ذاته ذهب إلى الجزائر ليعمل مدرّساً في مدينة عنابة، في الوقت الذي كان يواصل فيه الكتابة والنشر في الدوريات العربية.
نال خلال مسيرته الأدبية عدة جوائز منها جائزة مهرجان لوكارن، وجائزة مهرجان كارلو فيفاري، وجائزة مهرجان دمشق للسينما الجديدة.
حليم بركات
في الثالث والعشرين من حزيران رحل المفكر والكاتب حليم بركات عن عمر تسعين عاماً.
كان أستاذاً وباحثاً في أهم جامعات الولايات المتحدة، حصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في بيروت ثم دكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة ميشغان في الولايات المتحدة.
هو روائي وعالم اجتماع وأستاذ جامعي، قام بالتدريس في الجامعة الأميركية في بيروت، ثم عمل زميلاً باحثاً في جامعة هارفارد، ودرّس في جامعة تكساس، وكان أستاذاً لتدريس البحوث في مركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة «جورج تاون».
كتب ما يقرب من عشرين كتاباً وخمسين مقالاً عن المجتمع والثقافة، كما أصدر سبع روايات ومجموعة قصصية غنية بالرمزية.
عبد الفتاح قلعجي
في السادس عشر من تموز، رحل الأديب والناقد المسرحي عبد الفتاح قلعجي عن عمر ناهز الخامسة والثمانين عاماً.
تخرج في كلية الآداب بجامعة دمشق – قسم اللغة العربية، وكان له حضور مهم في المنابر الثقافية، ويعتبر أقدم عضو في اتحاد الكتّاب العرب، وله العديد من المجموعات القصصية متنوعة المواضيع.
قدّم للمكتبة العربية أكثر من تسعين نصاً مسرحياً، وأكثر من خمسين مقالة، وأكثر من خمسة وعشرين عرضاً مسرحياً، ومنتجاته النصية تجاوزت الـ57 كتاباً.
كتب القصة والمقالة والشعر والدراسات والبحوث المسرحية، وقدّمت أعماله المسرحية في العديد من المهرجانات المحلية والعربية، كما شارك في العديد من المحاضرات الثقافية والندوات الأدبية والمؤتمرات الفنية واللجان المسرحية.
نال العديد من الجوائز وشهادات التقدير من مؤسسات ثقافية ومهرجانات فنية محلية وعربية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2015.
سهام ترجمان
في السابع والعشرين من تموز، رحلت الأديبة والروائية سهام ترجمان عن عمر 91 عاماً.
درست الفلسفة في جامعة دمشق، ووضعت كتاباً بعنوان «المعتزلة» وكان له صداه الكبير لدى الأوساط الفكرية والأدبية، وهو العمل الذي حصلت بموجبه على شهادة الدكتوراه في الإبداع الفكري.
كما قدّمت برنامجاً إذاعياً ثقافياً بعنوان «الجندي» في إذاعة دمشق، وترجم بعض أعمالها إلى لغات عدة، ككتابها: يا «مال الشام» الذي ترجم إلى اللغة الإنكليزية.
قدّمت إحدى أهم الروايات الأدبية التي وثّقت حرب تشرين «جبل الشيخ في بيتي»، فضلاً عن كتابها التوثيقي المهم «رسالة إلى الطيار الإسرائيلي الذي قتل زوجي».
كما وثّقت من خلال أعمالها لأديبات رائدات مثل ماري عجمي وغيرها.
سهيل الذيب
في التاسع من أيلول، رحل الأديب والروائي سهيل الذيب عن عمر ناهز 69 عاماً، بعد أن أمضى رحلته الثقافية في كتابة القصة والرواية والشعر، وعكس كثيراً من الهموم الواقعية على مختلف الصعد.
هو عضو اتحاد الكتّاب العرب، كتب في صحف عدة ودوريات اتحاد الكتّاب العرب وغيرها بأسلوب أدبي جمع بين الواقع والخيال، وقدمه بشكل ساخر ليكون قريباً من المتلقي.
فاز بمسابقة المزرعة في كتابة القصة، من مؤلفاته: «الكاتب والشرطي، امرأة متمردة، العرس والساقطة».
إبراهيم حقي
في الخامس والعشرين من أيلول، رحل الطبيب والمؤلّف إبراهيم حقي عن عمر تجاوز القرن حيث ولد في عام 1920.
هو أول طبيب للجراحة النسائية في بسورية، لقبه البعض بـ«علامة دمشق»، تخرج في المعهد الطبي في دمشق، ثم تابع اختصاصه في الطب في جنيف وباريس.
تسلم عمادة كلية الطب بجامعة دمشق وترأس أطباء مشافي كلية الطب، وانتخب نقيباً لأطباء دمشق، فرئيساً لجمعية المولدين والنسائيين السورية، ورئيساً للمجلس العلمي في اختصاص التوليد وأمراض النساء (البورد العربي)، ورئيساً للرابطة العربية لجمعيات اختصاصيي أمراض النساء والتوليد، كما ترأس جمعية «السمات الإنسانية للعلم والعمل في بلاد الشام».
في ثمانينيات القرن العشرين ترأس إدارة مستشفى «دار الشفاء» في دمشق، وبعد تقاعده عن العمل الطبي عمل في الموسوعة العربية في دمشق، وهو عضو مجمع اللغة العربية، وعضو الجمعية الجغرافية السورية.
من مؤلفاته الطبية: «أمراض النساء» على ثلاثة أجزاء، و«كتاب تشريح الجهاز التناسلي عند المرأة»، و«معجم مصطلحات التوليد وأمراض النساء»، بثلاث لغات مع شرح المفردات.
ومن مؤلفاته الأدبية: «هذا هو الإسلام فأين المسلمون»، «رحلة الشتاء والصيف»، «الجزيرة الباكية» و«سيرة مواطن دمشقي في القرن العشرين» «تطور دمشق خلال الثمانين سنة الماضية بكل المجالات العمرانية والثقافية».
نشر العديد من المقالات في الصحف والمجلات الطبية المتخصصة، إضافة إلى مشاركات في الموسوعة العربية.
خالد خليفة
في الثلاثين من أيلول، رحل الروائي والسيناريست خالد خليفة عن عمر 59 عاماً.
درس في جامعة حلب، وحصل على ليسانس في القانون، ومن أعماله الروائية: «حارس الخديعة» و«دفاتر القرباط و«مديح الكراهية» التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية في دورتها الأولى عام 2008 وترجمت إلى ست لغات، و«لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة» عام 2013 وقد وصلت أيضاً إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر وحازت جائزة نجيب محفوظ لعام 2013، كما أُدرجت رواية «الموت عمل شاق» عام 2016 على القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية 2020.
كتب عدداً من المسلسلات هي: «سيرة آل الجلالي، قوس قزح، ظل امرأة، العراب».
وهيب سراي الدين
في السابع عشر من تشرين الأول رحل الأديب والروائي وهيب سراي الدين عن عمر ناهز 89 عاماً.
ويحمل الراحل في سجله العديد من الروايات، منها «قرية رمان» عام 1965، و«حفنة تراب على نهر جغجغ» عام 1978، و«الرجل والزنزانة» عام 1988 و«سلاماً يا ظهر الجبل» عام 1990، و«المهندسون» عام 1993، و«مساحة ما من العقل» عام 1995 و«اشتقاقات الفصل الأخير» عام 1996.
وأغنى الراحل المكتبات بمجموعة قصص صدرت له، منها «الرقيق» عام 1985، و«الحل» عام 1991، و«طائر الكريم» عام 1992، و«العالم في سهرة» عام 1994، و«بركة الطيور» 1997، و«نفاذ الرمل» عام 1998.
محمد حسن العلي
قبل نهاية العام بأسبوع واحد، رحل الشاعر محمد حسن العلي عن عمر ناهز الرابعة والستين عاماً، وقد تميز بصفاء شعره الملتزم بقضايا وطنه وهموم مجتمعه والشعر الأصيل، متمسكاً باللغة العربية الفصحى وشعر الشطرين والقافية والروي التي شكلت ثقافة حقيقية في العصر الراهن.
هو عضو اتحاد الكتّاب العرب وعضو مجلس الاتحاد ولجان القراءة وشغل العديد من المواقع الإدارية والثقافية والأدبية والإعلامية، منها مدير لإدارة التوجيه المعنوي في وزارة الداخلية، ومشرف على مجلة الشرطة وشارك في العديد من المهرجانات والأنشطة الثقافية والأدبية، ومن مؤلفاته في الشعر «شمس الحق» و«ولجة البوح» و«تيجان الحب» و«قل للرصاصة» و«عندما غنى القمر» وغيرها الكثير.