الدوري الكروي في المرحلة الأخيرة من الذهاب … الفتوة في الصدارة ولقاء التحدي بين جبلة وحطين … هدف خيالي وملاعب تحتاج إلى حلول سريعة
| ناصر النجار
باتت صورة مرحلة الذهاب واضحة وقد أرست الفرق قواعدها في المراتب التي تستحقها حسب ما قدمت من أداء وما حققت من نتائج، ولم يتبق من هذه المرحلة إلا أسبوع لن يكون فيه أكثر من التفاصيل الصغيرة وتبادل بعض الأدوار الثانوية.
الفتوة حسم الصدارة بفارق جيد عن مطارديه، خمس نقاط جيدة يبتعد بها عن وصيفيه جبلة وحطين ويجب أن ينهي الذهاب على هذا الفارق إن لم يزد حتى يدخل مرحلة الإياب وأمامه فرص أكثر من غيره، وربما من حسن ظنه أن وصيفيه جبلة وحطين سيتقابلان وجهاً لوجه في المرحلة الأخيرة من الذهاب على ملعب البعث في جبلة، ومن الطبيعي أن تكون دعوات الآزوريين للمباراة بالتعادل لأنها النتيجة المفضلة لهم، أما فريقهم فسيقابل الوحدة بأوضاعه الصعبة بعد استقالة رئيس النادي ووجود مشاكل كبيرة لا يمكن أن تحل بين يوم وليلة.
جلّ تفكير الفتوة سيكون مركزاً على المباراة الأخيرة التي يطمح لحسمها والظروف مواتية لذلك وبعدها لكل حادث حديث.
من المؤكد أن إدارة النادي ستتفرغ لحل الكثير من المشكلات العالقة وستعمل بعد نهاية هذه المرحلة على صرف بعض اللاعبين الذين لم يثبتوا حضورهم في الفريق، ومن هؤلاء محمد العبادي الذي سيكون أول المغادرين لخلاف مع المدرب وقد صرح اللاعب بذلك بنفسه وعلى صفحته الشخصية، أما المشكلة الأخرى فهي هروب المحترف جوزيف ماركوس ليلة مباراة جبلة بعد أن قبض كامل مستحقاته، وقضية هروبه ترفع أكثر من إشارة استفهام حول الترهل الإداري في النادي، فكيف هرب؟ ومن ساعده؟
وهذا يعيدنا إلى مباراة العهد اللبناني الأخيرة التي أقيمت في سلطنة عمان قبل أسبوعين وقد وجد مدافع الفريق كرم عمران خارج البعثة لخلل إداري!
لا أظن أن إدارة النادي ستبحث عن محترف آخر، وكما هو معلوم ستتم دراسة أوضاع الفريق الإدارية والفنية من كل الاتجاهات وهناك تغيير قادم في الكوادر وفي اللاعبين.
المباراة الأخيرة للفريق مع جبلة لم تكن مقنعة وكانت عبارة عن فوضى كروية لم نشاهد فيها أي جملة كروية، وإذا كان هذا مستوى أداء المتصدر ووصيفه فسلام على الدوري وسلام على كرتنا.
هدف خيالي
أجمل ما في مباراة الكرامة وتشرين هدف المباراة الذي سجله باهوز محمد بتسديدة بعيدة خدعت الحارس إبراهيم عالمة وخرجت من تحت العارضة إلى الأعالي ضمن الشباك المهترئة!
المراقبون عن قرب وجدوا أن الهدف صحيح، لكن الكثيرين ظنوا أن الكرة لم تدخل المرمى، حتى التصوير لم يكن واضحاً واحتاج المحللون لرؤية الحالة عدة مرات وتوقيف اللقطة عندما صارت الكرة قرب العارضة ليتأكدوا من صحة الهدف، هذا الهدف الخيالي الذي لا نراه في الدوري إلا نادراً يتحمل مسؤوليته حكام المباراة الذين عليهم فحص الشباك قبل انطلاق المباراة، ولولا أن الرؤية كانت واضحة للحارس واللاعبين الذين بقربه لكانت الحالة أحدثت مشكلة لها أول وليس لها آخر، وهذا ما كنا ننادي به في مواضيع سابقة عندما أشرنا إلى أن ملاعبنا باتت بحاجة إلى تدخل مسؤول، فالمشكلة لم تعد مشكلة أرض الملعب وحدها، ولكن المشكلة صارت عامة فتجهيزات الملاعب باتت غير صالحة وكذلك كل شيء يخص الملعب فإلى متى؟
المنظر الذي رآه المتابعون في ملعب حمص يوحي بالبؤس، وقصة الملاعب باتت لا تحتمل فأغلب ملاعبنا صارت متصحرة، ومع دخول فصل الشتاء فإن بركة السماء حولت ملاعبنا إلى بقع من الطين والماء، فكيف ستقدم الفرق عروضاً جيدة، وهل هذه الملاعب ستطور كرتنا؟
أخيراً يمكننا القول بمثل هذه الملاعب لا يفوز الفريق الأفضل، بل يفوز الفريق المحظوظ!
عودة الروح
فرق حطين وأهلي حلب والجيش استعادت الثقة وعادت إليها الروح بانتصارات كبيرة ومهمة وثمينة، وكانت أكثر سعادة بما حققت من نتائج فحطين حقق الفوز على الوثبة 2/صفر وارتقى ليشارك جبلة بالوصافة وأهلي حلب أسعد جماهيره بفوز كبير وعريض على الطليعة بأربعة أهداف دون مقابل، والجيش حقق فوزاً ثميناً وغالياً خارج أرضه على الساحل 2/1.
وهذه الفرق الثلاثة تعثرت في الأسبوع الذي قبله.
الرؤية القادمة أن المنافسة ستشتد في مرحلة الإياب مع دخول نادي الكرامة وربما تشرين إلى مواقع الكبار حسب نتائج الأسبوع الأخير والمواقع الجديدة للأندية مع ارتفاع رصيدها من النقاط ستمارس ضغطاً غير مسبوق على الفتوة المتصدر لتقليص الفارق الذي هو كبير في الوقت الحالي، الأمل موجود والصراع سيكون كبيراً وهذا سيرفع المستوى الفني والبدني للدوري وخصوصاً إذا علمنا أن نافذة الانتقالات الشتوية ستفتح منتصف الشهر القادم وستسعى كل الفرق لمعالجة الثغرات التي وقعت فيها في مرحلة الذهاب.
مباريات المرحلة الأخيرة وضعت الوثبة والساحل في مناطق الخطر وخصوصاً إن تمكن الوحدة من الفوز على الحرية.
حتى الآن ما زال فريق الطليعة بين الكبار رغم خسارته بالأربعة أمام أهلي حلب في مباراة فاجأت الكثير من المراقبين، ولعل هذه الخسارة الثقيلة استثنائية وقد يعتبرها أبناء إعصار العاصي كبوة جواد! مع الإشارة إلى أن مباراة الطليعة الأخيرة على أرضه ستكون قوية ومهمة وطرفها الثاني فريق الجيش.
أما فريق الوثبة فقد تعرض للخسارة الرابعة على التوالي وعلى ما يبدو أن الفريق فقد توازنه وخسر البداية الجيدة التي انطلق فيها وبقي حتى منتصف الذهاب بين الأربعة الكبار، لا ندري إن كان الفريق قد قدّم كل ما عنده في البداية وفقد مخزونه منتصف الطريق، وخسارة أخرى ستضع الفريق في مأزق كبير قبل أن تنطلق مرحلة الإياب.
الساحل على الشاكلة ذاتها وقد وضع قدميه في الخطر بعد خسارته الأخيرة وأمامه مباراة صعبة خارج أرضه مع تشرين لن تمر مرور الكرام، لذلك قد ينهي الساحل مرحلة الذهاب وهو في موقع خطير للغاية.
الوحدة سينهي الذهاب ضمن كوكبة الفرق المهددة، والتحدي القادم للفريق سيكون في مرحلة الإياب ولعله ينجو كما حدث الموسم الماضي، لكن هذه المواقف لا تليق بفريق بحجم فريق الوحدة وتاريخه وإنجازاته، ولعل التشكيل القادم لإدارة الوحدة أن يكون خيراً على الفريق، مباراة الحرية قد تكون أسهل مباريات الفريق، لكن المباراة الأخيرة مع الفتوة تحتاج الكثير للنجاة من الخسارة فيها رغم أن دعوات كل الفرق التي تلي الفتوة بالترتيب ستكون للوحدة.
آخر العنقود فريق الحرية يعيش أوضاعاً صعبة للغاية، وحتى الآن فالفريق مرشح للبقاء في المركز الأخير حتى إشعار آخر، الفريق بحاجة إلى الكثير من الدعم والجهد وأهل البيت أدرى بفريقهم.
الأسبوع الأخير
سيكون عنوان الأسبوع الأخير من الدوري هو السباق نحو التسلح بالمزيد من النقاط قبل وداع الذهاب.
الفتوة المتصدر على موعد مع لقاء جاره الوحدة في مباراة الهم المشترك، فالمتصدر يريد أن ينهي الذهاب بأكبر فارق من النقاط عن مطارديه، والوحدة يريدها استمراراً لبداية جديدة في رحلة صعبة وطويلة ستمتد حتى أسابيع قادمة من الإياب ولن تنتهي بالسهولة المنتظرة.
اللقاء الثاني سيكون الأصعب بين جبلة وحطين وهما في مركز الوصيف الفتوة يريدها تعادلاً، والفريقان يطمحان للمزيد للاقتراب من الفتوة على أمل أن يفعلها الوحدة بتوقيف الفتوة.
تشرين يستقبل الساحل على أرضه بلقاء لا يحتمل التعادل للبحارة الذي يتطلع إلى دخول مربع الكبار، ولن يفيد الساحل إلا الفوز الذي سيعيده إلى الثقة التي فقدها بالخسارات المتتالية.
الكرامة في حلب ليواصل انتصاراته بلقاء الحرية، والمباراة من الصعب أن تكون بمتناول الضيف إلا إذا أعد لها العدة المناسبة وخصوصاً أن صاحب الأرض ينشد النجاة رغم أن ظروفه أكثر من صعبة.
الوثبة سيستقبل أهلي حلب في لقاء مهم للوثبة الذي يريد به استعادة تألقه وانتصاراته، والأهلي يريد مواصلة الفرح بعد فوزه الكبير على الطليعة، والظروف هي التي ستحكم المباراة.
آخر المباريات سيكون مسرحها ملعب حماة، وسيلتقي فيها الطليعة مع الجيش، الطليعة قوي على أرضه ولم يتلق فيه هذا الموسم أي خسارة وهو يريد مصالحة نفسه قبل جمهوره ليعوض الخسارة الأليمة مع أهلي حلب، كل مباراة لها ظروفها الخاصة، والمباراة ستكون مبنية على ظروف الفريقين ومدى استعدادهما لها، والتعادل لن يكون بعيداً وإن كان مزعجاً للفريقين.
من ذاكرة الوطن
في الموسم الماضي فاز الفتوة على الوحدة في الإياب بهدفي علاء الدين دالي من جزاءين مقابل هدف للوحدة سجله الغاني محمد أنس من ركلة جزاء أيضاً.
الجيش فاز على الطليعة في ذهاب الموسم الماضي بهدفين نظيفين سجلهما محمد الواكد وتعادلا في الإياب بلا أهداف.
في مباراة الذهاب في الموسم الماضي تعادل الوثبة مع أهلي حلب بلا أهداف، وفاز أهلي حلب في الإياب بهدفين سجلهما فواز بوادقجي وبابا سالا في الدقيقة 97 وكان هدفاً ذهبياً قاتلاً ولعب أهلي حلب أكثر من ساعة بعشرة لاعبين بعد طرد مدافعه أحمد الشمالي، هدف الوثبة سجله جابر خطاب في الدقيقة 90.
جبلة فاز على حطين في الموسم الماضي ذهاباً وإياباً، ففي الذهاب فاز بثلاثية نظيفة سجلها عبد القادر عدي هدفين ومحمود البحر، فاز في الإياب 2/1 وأدرك هدف الفوز في الوقت بدل الضائع عبر سلطان وكان عبد القادر عدي افتتح التسجيل، وسجل هدف حطين محمد ميدو.
الكرامة فاز على الحرية في ذهاب موسم 2020-2021 بهدف عبد الله جنيات، وتعادلا في الإياب بلا أهداف.
وبالموسم ذاته فاز تشرين على الساحل بثلاثية سجلها علاء الدين دالي هدفين الأول من جزاء وسجل الثالث ورد السلامة، وفي الإياب تعادلا بلا أهداف.
مباريات المرحلة الأخيرة ستقام جميعها يوم الجمعة.