عربي ودولي

رام اللـه طالبت الأمم المتحدة بالإعلان رسمياً عن انتشار المجاعة في غزة … المقاومة تواصل تصديها لتوغل جيش الاحتلال وتفجّر آلياته ودباباته وسط القطاع

| وكالات

واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أمس تصديها لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في محاور القطاع، مستهدفة تحشيدات الاحتلال شرق رفح، في حين كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن حادثة «نيران صديقة» خطرة وغير عادية وقعت في قطاع غزة الشهر الماضي، وأودت بحياة جنديَّيْن إسرائيليَّيْن، ومن جانب آخر طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية الأمم المتحدة بالإعلان رسمياً عن انتشار المجاعة في قطاع غزة.

وأعلنت فصائل المقاومة في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، مواصلتها التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في القطاع.

وحسب وسائل إعلام فلسطينية أعلنت «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها استهدفت ناقلة جند إسرائيلية يعتليها عدد من الجنود شمال شرق مخيم البريج وسط قطاع غزّة، وأكدت إيقاع الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح، مشيرة إلى هبوط مروحية إسرائيلية لإجلائهم، كذلك دمّر مقاتلو «القسّام» في القطاع ذاته دبابتين إسرائيليتين من نوع «ميركافا»، وذلك باستخدام قذيفتين من نوع «الياسين 105» شرق مخيم البريج وسط قطاع غزّة.

وفي محور الاشتباك نفسه، أي وسط القطاع، دكّ مقاتلو «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التحشيدات العسكرية للعدو الإسرائيلي بوابل من قذائف الهاون في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزّة، وأكدت «سرايا القدس» استهداف آليتين عسكريتين للاحتلال بقذيفتي «RPG» في حي الشيخ رضوان في مدينة غزّة.

وفي جنوب قطاع غزّة، أعلنت سرايا القدس أن مقاتليها خاضوا اشتباكات بالقذائف المضادة للدروع والأسلحة الرشاشة مع قوات الاحتلال المتوغلة شرق وشمال خان يونس.

وأعلنت كتائب المقاومة الوطنية «قوات الشهيد عمر القاسم» أنها خاضت اشتباكاتٍ عنيفة مع القوات الإسرائيلية المتوغلة جنوب شرق دير البلح، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف القوّات المقتحمة، وفي محاور التوغّل حول مدينة غزّة، أطلقت الكتائب قذيفة «آر بي جي» على إحدى الآليات الإسرائيلية شمال غرب الشيخ رضوان وأصابتها إصابة مباشرة.

وقالت كتائب المقاومة الوطنية: إن مقاتليها خاضوا اشتباكاتٍ عنيفة مع قوات الاحتلال شرق القرارة في خان يونس، وكذلك أعلنت قصف حشد لآليات الاحتلال المتمركزة شرق رفح و«موقع إسناد صوفا العسكري» بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

وأقرّ جيش الاحتلال أمس بمقتل جنديين جديدين في صفوفه وإصابة 4 آخرين إصاباتهم خطرة، وذلك في المعارك البرية الدائرة مع المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزّة.

وحسب الإعلام الإسرائيلي، ارتفع عدد قتلى جيش الاحتلال حتى الآن إلى 491 منذ الـ 7 من تشرين الأول الماضي، فيما بلغ عدد القتلى منذ بدء العملية البرية 158، مع الإشارة إلى أن أعداد القتلى أكبر من ذلك بكثير، وهو ما تؤكده مشاهد الإعلام الحربي التي تبثها المقاومة الفلسطينية، والتي تثبت الحجم الهائل لخسائر الاحتلال الإسرائيلي.

في غضون ذلك، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن حادثة «نيران صديقة» خطرة وغير عادية وقعت في قطاع غزة الشهر الماضي، وأودت بحياة جنديَّيْن إسرائيليَّيْن، وذكرت قناة إسرائيلية عبر «تلغرام» أن مقاتلي دبابة تجاوزوا حدود قطاع لوائهم، وحددوا أحد المباني هناك على أنه مشبوه، وأضافت: إن المقاتلين قرروا مهاجمة المبنى وأطلقوا قذيفة دبابة على الطابق الثاني من المبنى، وفي وقتٍ لاحق تبيّن أن المبنى كان المقرّ الميداني لأحد قادة كتائب المشاة العاملة في القطاع.

وأكدت القناة أن «مقاتلَيْن كانا في الطابق الثاني قُتلا على الفور»، موضحةً أن «قائد الكتيبة، الذي كان في الطابق الأول مع مقاتلين آخرين، لم يُصب» وأشارت إلى أنه «اتصل عبر اللاسلكي وسأل عمّن أطلق النار، لكن المقاتلين لم يجيبوا. وتبيّن من فحص أنظمة السيطرة أن المبنى أطلق عليه النار من قبل قواتنا».

وفي وقتٍ سابق هذا الشهر، أقرّ جيش الاحتلال بوقوع 20 قتيلاً منذ بداية التوغل البري في غزة بسبب حوادث «نيران صديقة» وحوادث «عملياتية»، أي نحو خُمس مجموع القتلى منذ الإعلان عن بدايته.

وقبل ذلك، تحدث تقرير في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن وقوع حوادث «إطلاق نار صديقة» عدة بين جنود جيش الاحتلال، خلال العدوان الإسرائيلي البري المستمر ضد قطاع غزة، أدّت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قواته.

في غضون ذلك، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس الثلاثاء، الأمم المتحدة، بالإعلان رسمياً أن قطاع غزة يعاني من ‏مجاعة حقيقية، تهدد حياة المواطنين بالموت، نتيجة حرب «الإبادة الجماعية» والحصار المفروض على ‏الفلسطينيين. ‏

وأكدت في بيان لها أن ما يتعرض له شعبنا في قطاع غزة في هذا الإطار ليس جوعاً وتجويعاً فقط، وإنما هو مجاعة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى تهدد حياة المواطنين لخطر الموت جوعاً، بل وتموت أعداد يومية منهم بسببها».

كما شددت على أنه «وفقاً للمعايير المعتمدة لدى الأمم المتحدة، فإن المواطنين في قطاع غزة يتعرضون للمجاعة ومخاطرها وانتشار سوء التغذية»، وأشارت في بيانها كذلك إلى أن التقارير الصادرة عن الجهات الدولية والأممية المختصة بقضية الغذاء والتغذية، تجمع على أن المواطنين في قطاع غزة يعانون نقصاً عاماً وحاداً في الغذاء، سواء التقارير التي تصدر تباعاً عن منظمة الصحة العالمية ومديرها العام أم «أونروا»، و«يونيسيف»، والأمم المتحدة، والأمين العام للأمم المتحدة، ووزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر، وبرنامج الأغذية العالمي، والعديد من التقارير الموثقة التي تصدر عن الهيئات الإعلامية المختلفة وغيرها التي تؤكد على انتشار الجوع على نطاق واسع بين الأسر الفلسطينية التي تمضي أياماً كاملة من دون الحصول على أي طعام.

وطالبت الخارجية الفلسطينية في البيان مجلس الأمن الدولي تحميل إسرائيل المسؤولية عن الإبادة بالمجاعة وكسر الحصار على قطاع غزة الذي تفرضه قوات الاحتلال وتنفيذ القرار 2720 بأسرع ما يمكن لوضع حد للمجاعة التي تنتشر في قطاع غزة.

كما حمّلت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن انتشار المجاعة في قطاع غزة، مؤكدة أن كيان الاحتلال يمعن في إبادة شعبنا ليس فقط بالقصف الوحشي والتدمير والقتل والإعدام المباشر وإنما أيضاً الإبادة بالمجاعة، وأن إسرائيل هي كيان احتلال وحصار وفصل عنصري (ابرتهايد)، وأنها المسؤولة أولاً وأخيراً عن جميع أشكال الإبادة التي ترتكبها بحق شعبنا، بما فيها المجاعة.

ويأتي بيان وزارة الخارجية الفلسطينية بعدما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن أربعة من كل خمسة من الأشخاص الأكثر جوعاً ‏في أي مكان في العالم، هم في قطاع غزة. ‏

وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الأول من كانون الأول الجاري استئناف عدوانه على قطاع غزة، بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة التي امتدت إلى نحو أسبوع وجرى خلالها تبادل عدد من الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين.

وحمّلت حركة حماس المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية المسؤولية عن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن