«يونيسيف» أكدت أن أكثر من 40 بالمئة من شهداء غزة أطفال … «الأورومتوسطي»: الإخفاء القسري جريمة وإسرائيل مطالبة بالكشف عن مصير 3000 فلسطيني
| وكالات
طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء حالة الإخفاء القسري التي تطول قرابة 3 آلاف فلسطيني اعتقلهم من منازلهم ومراكز الإيواء في قطاع غزة بينهم ما لا يقل عن 200 امرأة وطفلة، بينما اعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أن 2023 أحد أصعب الأعوام على الأطفال ولاسيما في غزة.
وأوضح المرصد في بيان نشره أمس على موقعه الالكتروني أنه تلقى معلومات عن اعتقال قوات الاحتلال مئات الفلسطينيين خلال الأيام الماضية من حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، من ضمنهم عشرات النساء اللواتي تم اقتيادهن إلى ملعب اليرموك وتعرضن للتعذيب والتنكيل بهن، كما تم إجبار الذكور وبينهم أطفال قصر لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات ومسنون تتجاوز أعمارهم 70 عاماً على التجرد من ملابسهم، وأُجبروا على الاصطفاف بشكل مهين أمام النساء اللواتي احتجزن بمنطقة قريبة داخل ساحة الملعب، مشيراً إلى اعتقال مئات آخرين من جباليا ومخيمها شمال القطاع ومن أحياء شرق مدينة غزة تكررت معهم نفس السياسة والمنهجية الإسرائيلية غير الإنسانية.
وأكد المرصد أن المعلومات التي حصل عليها تفيد بأن قوات الاحتلال تنتهج خلال مداهمة المنازل ومراكز الإيواء تفجير الأبواب وإلقاء قنابل عبرها، ثم اقتحامها وإطلاق الرصاص وإعدام وتصفية عدد من الموجودين داخلها، ثم اقتياد البقية خارج المنازل وإجبار الذكور على التعري، مع تفتيش النساء والتنكيل بهن.
وأشار المرصد إلى أن الاحتلال يواصل اعتقال عشرات الإناث من القطاع وبينهن مسنات إحداهن يتجاوز عمرها 80 عاماً، وأمهات مع أطفالهن الرضع، وطفلات قاصرات، وجميعهن يخضعن لظروف اعتقال ومعاملة قاسية، مبيناً أنه تلقى شهادات بتهديد معتقلات بالاغتصاب.
ولفت المرصد إلى أن الاحتلال يقتاد أغلبية الذكور الذين يعتقلهم إلى مواقع داخل المناطق التي تتوغل فيها قواته، حيث يخضعون للاستجواب وهم عراة ومقيدو الأيدي ومعصوبو الأعين، ويتعرضون للتعذيب، ولاحقاً يجري الإفراج عن بعضهم وقتل آخرين ونقل البقية ويكونون بالمئات إلى معسكرات اعتقال خارج القطاع، حيث يخضعون لظروف اعتقال غير إنسانية ويتعرضون لعمليات تعذيب ممنهجة وتجويع.
وأفاد المرصد بأنه لا إحصاء دقيقاً لعدد المعتقلين من غزة حتى الآن نظراً لسياسة الإخفاء القسري التي ينتهجها الاحتلال، وصعوبة تلقي البلاغات في القطاع بسبب تشتت الأهالي والانقطاع شبه الدائم للاتصالات والإنترنت، غير أن تقديرات أولية تشير إلى تسجيل أكثر من 3 آلاف حالة اعتقال، بينهم ما لا يقل عن 200 امرأة وطفلة إضافة لأطباء وممرضين وصحفيين ومعلمين ومهندسين، وعاملين في منظمات إنسانية.
وأوضح المرصد أن الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الإخفاء القسري تؤكد أن هذا الإخفاء جريمة ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، إذا ما تمت ممارستها على نطاق واسع أو بطريقة ممنهجة، وهو ما تفعله قوات الاحتلال الإسرائيلية حالياً في المناطق التي تتوغل فيها في قطاع غزة، حيث اعتقلت الآلاف، وتواصل احتجاز ما لا يقل عن 3 آلاف شخص لا يزال مصيرهم مجهولاً ولا تتوافر أي معلومات عنهم.
وطالب المرصد اللجنة الدوليــة للصليب الأحمر والفريق الأممي المعني بالاحتجاز التعسفي بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للكشف عن مصير المعتقلات والمعتقلين من قطاع غزة والإفراج عنهم والتحقيق فيما تعرضوا له من انتهاكات جسيمة.
في الغضون، قال نائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، تيد شيبان: إن 2023 كان «واحداً من أصعب الأعوام» بالنسبة للأطفال في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في غزة، مشيراً إلى أن 40 بالمئة من الذين استشهدوا نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل هم من الأطفال.
وأفاد شيبان في تصريحات نقلتها وكالة «الأناضول» التركية، بأن نقص الأموال المخصصة للجهات الإنسانية يعد أحد العوامل التي تجعل عام 2023 «من أصعب الأعوام»، لافتاً إلى أن ذلك يضر بالأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة المنقذة للحياة.
وأضاف: «أعتقد أن 2023 كان أصعب عام بالنسبة للأطفال في أنحاء العالم، أحد الأشياء التي صدمتني بقوة هو العنف المروع وغير المسبوق الذي شاهدناه في غزة»، وأكد أن أكثر من 40 بالمئة من الذين فقدوا أرواحهم في غزة هم من الأطفال، لافتاً إلى أن حجم «الصراعات» في غزة طغى على غيرها، في إشارة إلى الصراعات في السودان التي وصفها بالـ«منسية».