الاحتلال أقر بمقتل 15 من جنوده وضباطه عند الحدود مع لبنان … لابيد لنتنياهو: لو كنت مكانك لقدمت استقالتي وحالوتس: خسرنا الحرب ضد حماس
| وكالات
هاجم زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أمس الثلاثاء، رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وأشار إلى أنه لو حدثت عملية «طوفان الأقصى» في عهده، لكان قد استقال في اليوم ذاته، بدوره أكد الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي دان حالوتس أن صورة النصر الوحيدة التي ستتحقق هي إسقاط نتنياهو، بالتزامن مع تظاهر المئات من مستوطني الشمال الفلسطيني المحتل احتجاجاً على الوضع الأمني المتردي على طول الحدود مع لبنان التي تشهد إغلاقاً تاماً خشية صواريخ حزب الله.
وفي حديث لإذاعة جيش الاحتلال، قال لابيد الذي شغل منصب رئيس الوزراء من تموز إلى كانون الأول 2022: أنا لا أثق في نتنياهو. إنه رجل لا يمكن الوثوق به لشن حرب، لو حدث هذا في عهدي، كنت سأستقيل في اليوم نفسه، مضيفاً: في عهدنا، عرفت حماس أنها لن تهاجم، لقد أدركت الضعف في قيادة البلاد، وهو الأسوأ في تاريخنا، وهاجمت، قائلاً: كيف يمكن الوثوق بحكومة يرأسها نتنياهو؟
وختم لابيد: أن تغيير رئيس الوزراء في خضم الحرب ليس بالأمر الجيد، لكن حقيقة وجود (نتنياهو) في منصبه هي الأسوأ، وسبق أن انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية نتنياهو، وقال: إن الأخير فقد ثقة أغلبية الإسرائيليين، مشيراً إلى أن «حكومة إسرائيل لم تعد موجودة».
وفي السياق، قال رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي سابقاً دان حالوتس: إن إسرائيل خسرت الحرب ضد حماس، مؤكداً أن صورة النصر الوحيدة التي ستتحقق هي إسقاط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ونشر المراسل الإسرائيلي يشاي فريدمان على «القناة 14» تسجيلاً للمحادثة التي أجراها مع حالوتس في حيفا مع ناشطين في الاحتجاج ضد الحكومة خلال الحرب، وقال فيها: لن تكون هناك صورة نصر، لأن الصورة هي صورة خسارة 1300 قتيل و240 أسيراً، منهم من أعيدوا، وفشل نحو 200 ألف لاجئ في العودة إلى منازلهم، وتابع حالوتس بالقول: «صورة النصر بالنسبة إليّ ستكون عندما يتنحى رئيس الوزراء نتنياهو».
وفي وقتٍ سابق أمس، تحدثت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن إخفاق إسرائيل في المعركة الحالية في غزة، مؤكدة أنها لن تنتصر، وقبل أيام، أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إلى أن الأخبار عن توسيع جيش الاحتلال توغله البري في قطاع غزة تفيد بأمرين، أبرزهما عجزه عن تحقيق نصر حتى الآن.
على خَطٍّ موازٍ، وبالتزامن مع مواصلة المقاومة في لبنان عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي ومواقعه، أقر الأخير بمقتل 15 من جنوده وضباطه عند الحدود مع لبنان منذ بدء الحرب، إذ اعترفت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل 15 من الضباط والجنود الإسرائيليين عند الحدود الشمالية مع لبنان منذ بدء الحرب، علماً أن المشاهد التي تعرضها المقاومة اللبنانية لاستهدافات مواقع الاحتلال تثبت أن العدد أكبر من ذلك بكثير.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق أمس، مقتل رقيب إسرائيلي أصيب الأسبوع الماضي بنيران مضادة للدبابات في الشمال على الحدود مع لبنان، كما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة مستوطن بصاروخ مضاد للدروع أطلقه حزب اللـه على مستوطنة «أدميت» في الجليل الغربي.
وأقر الإعلام الإسرائيلي بوقوع إصابات نتيجة استهداف ثكنة «شوميرا» في الشمال من قبل حزب الله، وصباح أمس، أشار الناطق باسم جيش الاحتلال إلى إطلاق صاروخ أرض جو من لبنان باتجاه طائرة حربية إسرائيلية، كذلك تم إطلاق صاروخ مضاد للدبابات أصاب مزرعة في مستوطنة «دوفيف» في الشمال على الحدود مع لبنان، ما تسبب بأضرار.
بدوره أكد موقع «ذي ماركر» الاقتصادي الإسرائيلي أن الضربات المباشرة على الجبهة الشمالية تسببت بأضرار كبيرة في الممتلكات، مشيراً إلى أن التكلفة قد تتجاوز تكلفة الأضرار في الجنوب.
يأتي ذلك في وقتٍ تواصل المقاومة في لبنان عملياتها ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي وحشوده على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، نصرة لغزة، ورداً على اعتداءات الاحتلال المستمرة على القرى اللبنانية.
وفي وقتٍ سابق أمس تظاهر المئات من مستوطني «الشمال» احتجاجاً على الوضع على طول الحدود مع لبنان، مطالبين بتغيير الواقع هناك، حسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، وأفاد مراسل «القناة 12» الإسرائيلية، بأن الطرقات في الشمال مغلقة طوال الوقت خشية صواريخ حزب الله، وأنّ الشمال ينهار والروتين هناك أصبح أكثر تعقيداً ورؤساء السلطات هناك غاضبون جداً من هذا الوضع.
ووفق الإعلام الإسرائيلي تم إغلاق عدد من المستوطنات الشمالية أمام دخول المستوطنين، وذلك حتى إشعارٍ آخر، في ضوء الوضع الأمني، وسط تحذيرات من إطلاق صواريخ مُضادة للدروع من لبنان.
وانتقد «رئيس مجلس الجليل الأعلى الإقليمي» غيورا زلتس آلية تعامل حكومة الاحتلال الإسرائيلي مع التوترات في جبهة الشمال على الحدود مع لبنان، مؤكداً أن الوضع في الشمال يجب أن يعامل على أنه «حرب بكل معنى الكلمة».
وفي وقتٍ سابق تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن تزايد قلق مستوطني الشمال من العودة إلى بيوتهم، وعن الاتهامات التي يُطلقونها في وجه حكومة الاحتلال مُتهمين إياها بالتخلي عنهم.
وعن الجانب الاقتصادي كشفت تقديرات أخيرة رسمية تم الإعلان عنها مؤخراً، عن الأزمة التي يعاني منها الاقتصاد الإسرائيلي بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة، حيث أعلنت وزارة المالية أن قرار منع دخول العمال الفلسطينيين منذ السابع من تشرين الأول، «يكلف البلاد أكثر من 800 مليون دولار شهرياً».
وحسب ما نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» قال ممثل عن وزارة المالية خلال اجتماع مع لجنة لـ«الكنيست» تناقش مسألة العمال الأجانب، أول أمس الإثنين: أجرينا حسابات حول الضرر الاقتصادي الناجم عن منع العمال الفلسطينيين وتشير التقديرات إلى خسارة 3 مليارات شيكل (830 مليون دولار) شهرياً.
من جانبها، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أنه من المتوقع أن يتقلص الاقتصاد الإسرائيلي بنحو 2 بالمئة خلال هذا الربع من العام، بسبب أزمة العمال، وأضافت: إن سوق العمل فقد نحو 20 بالمئة من القوى العاملة في إسرائيل، وذلك مقارنة بنحو 3 بالمئة فقط قبل الحرب، حسب تقرير لمركز «تاوب» لدراسات السياسات الاجتماعية، وهو مؤسسة غير حزبية في إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن التأثير السلبي للحرب على الاقتصاد سيتوسع، خصوصاً مع عدم وجود أفق لإنهاء القتال.