أيام قليلة وتبدأ منافسات المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في النهائيات الآسيوية، ويوم السبت سيرفع كوبر صوته عالياً معلناً عن قائمة فرقته التي سيخوض بها هذه المنافسة بمسؤولية كاملة عن اختياراته ومنهجه الذي سيتبعه ليدافع بها عن نفسه وعن شخصيته وصحة قراراته وتاريخه المهني الذي باعتقادي يسعى للحفاظ عليه من خلال الفوضى التي يعج بها مشهدنا الكروي، كما أنه سيحاول أن يثبت للجميع سلامة الطريق الذي ينتهجه ليقول ها أنا هنا قد فعلت ما لم يستطع غيري فعله رغم كل الجدل الذي حصل بينكم وأنا أعرف ما أريد.
مؤتمر السبت سيكون فاصلاً بين الجد والهزل، أما أن يقول ما سبق أو يعترف أن شيئاً ما يحدث في الكواليس ويخبرنا به، أو يبرره بطريقته، وهو لا ينقصه قلة التدبير في هذا المجال وقد شارف عقده على الانتهاء.
ما نتمناه من الزملاء أن يكونوا قادرين على استخلاص القدر الأكبر مما في جعبة المدرب دون أي توتر من شأنه أن ينعكس على تماسك المنتخب أو يزيد الطين بلة.
لا أعتقد أن كوبر سيكشف عن أوراقه الفنية هنا وبهذه السهولة فعيون المتنافسين تراقب أيضاً، بل سيلجأ للدبلوماسية الكروية كي يستوعب فورة السائلين عن سبب استبعاد اللاعب عمر السومة حيث سيكون محور النقاش ولابد من حضور أصحاب القرار في المؤتمر للتوضيح وهم المعنيين في طريقة الاستبعاد التي نعتبرها غير لائقة بحجم نجم كعمر السومة، مع احترامنا لخيارات المدرب الفنية وهو المسؤول عنها، فالسومة كان محط جدل أيضاً منذ سنوات على الصعيد الفني وحتى السلوكي، والرجل عانى ما عنى من أمور فنية لم تكن لمصلحته كلاعب صندوق، وناله ما نال من دلال كان مصدر شقاء وربما حسد بالنسبة له.
أرجو ألا يكون موضوع السومة هو الشغل الشاغل للجميع فهناك ما هو أكبر وأهم، عن جدوى وانسجام اللاعبين الجدد وهل سيأخذون فرصتهم كاملة وماذا أعد لهم فنياً كي يستثمرهم أفضل استثمار، وهل سيبقى القلق يساورنا بسبب الخط الخلفي وبعض المثبتين دائماً فيه، وكيف سيكون الحضور الذهني للاعبين، وماذا أعد له بهذا الخصوص كي يبقى اللاعبون في الفورمة من دون أن يسرحوا بعيداً، وعن جاهزية الحراس ودور الحضري الحاضر الغائب؟
ومن يبدد قلقنا الآخر حول فاعلية خط الوسط الذي يجب أن يقوم بواجباته الدفاعية كما الهجومية على أكمل وجه بعدما لمسنا سابقاً التقصير في التمويل والمساندة؟
أمور كثيرة تحتاج للتوضيح، ونتمنى أن نجد لها إجابات شافية بعيداً عن المجاملة في المؤتمرات، فالمصلحة للمنتخب أولاً وأخيراً، وقد رفعت الأقلام وبدأ الجد.