الصين تعهدت باتخاذ إجراءات «حازمة» رداً على التدخلات الأميركية في شؤونها … لافروف: واشنطن عرقلت سنوات طويلة إقامة الدولة الفلسطينية وفق الشرعية الدولية
| وكالات
علق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على التسريبات الأميركية بشأن نية الغرب إعلان أوكرانيا «منتصرة»، مستشهداً بما يحدث في غزة في ظل عرقلة واشنطن لسنوات طويلة أي جهود تسعى لإقامة الدولة الفلسطينية، على حين أكدت الصين أنها ستتخذ إجراءات حازمة إزاء التدخلات الأميركية في شؤونها الداخلية.
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الهندي سوبرامانيام جياشانكار في العاصمة الروسية موسكو، قال لافروف رداً على سؤال بهذا الصدد: إن بإمكان الولايات المتحدة إعلان «انتصار كييف» كما فعلت من قبل في فيتنام وأفغانستان والعراق وليبيا، وذلك وفق موقع «روسيا اليوم».
ورد لافروف أولاً على ما يتم تداوله من أنباء حول الصراع بين القيادتين السياسة والعسكرية في أوكرانيا بالقول إنه «شأن أوكراني داخلي لا تعليق عليه»، لكنه تابع أنه شأن داخلي لدولة «فقدت استقلالها وأصبح يتحكم فيها آخرون من الخارج»، لهذا يجب أن «يهتم هؤلاء الذين يديرونها من الخارج بشأن ما يحدث داخلها».
وأجاب الوزير بشأن تسريبات أميركية حول نية الغرب تجميد الصراع الأوكراني وإعلان أوكرانيا «منتصرة» في الحرب، إذ قال الوزير: «لقد قرأنا هذه التسريبات، ونعرف إمكانيات الغرب ولاسيما الولايات المتحدة في إعلان (النصر) كما أعلنوه من قبل في فيتنام وأفغانستان والعراق الذي غزته الولايات المتحدة في 2003، وأعلنت بعد مرور شهر واحد عن (انتصار الديمقراطية) في البلاد»، وتساءل: «الآن، وبعد مرور عشرين عاماً، أين يوجد العراق؟».
وتابع: «الأمر ذاته بالنسبة لليبيا، التي أصبحت هي الأخرى محل اهتمام دول حلف الـ(ناتو)، من حيث جلب (الديمقراطية) أيضاً إلى هذا البلد، فدمروا الدولة»، وأكد لافروف أنه «لم تصبح أي دولة من الدول التي استخدمتها الولايات المتحدة لتحقيق مصالحها بعيداً عن سواحلها في وضع أفضل، لكم أن تنظروا إلى الشرق الأوسط، انظروا إلى ما يحدث بقطاع غزة في ظل عرقلة واشنطن لسنوات طويلة لأي جهود تسعى لإقامة الدولة الفلسطينية وفقاً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
واستشهد الوزير الروسي بالدول المجاورة للولايات المتحدة قائلاً: «حتى إذا لم نذهب بعيداً عن السواحل الأميركية، فهناك دولة هاييتي، التي تعد من أفقر دول العالم، التي تحاول الولايات المتحدة أن تساعدها على مدار مئة عام»، وخلص إلى أن إعلان النصر بالنسبة للأميركيين لن يكون الأول، وقال: «أعتقد أنهم سيعلنون نصراً ما».
من جهة ثانية، أكد لافروف أن ممر «الشمال الجنوب» حصل على دعم من جميع الدول التي تعمل على إنجازه، وقال إن التعاون العسكري التقني، بما في ذلك الإنتاج المشترك لبعض أنواع الأسلحة الحديثة يحمل طبيعة إستراتيجية ويتوافق مع المصالح الوطنية الروسية والهندية، وكذلك لأهداف الحفاظ على الأمن في القارة الأوراسية، ونحن نتفهم رغبة الهند في تنويع مصادر السلاح، وندعمها في هذا الإطار.
وأوضح لافروف أن هناك توجهاً لزيادة عدد أعضاء «بريكس»، والناتج المحلي الإجمالي لهذه المجموعة سيكون أكبر بكثير من مجموعة الدول الصناعية السبع، وتجري عملية طبيعية لتطوير الاقتصاد العالمي بما في ذلك بسبب الأساليب غير المقبولة التي تستخدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها.
وقال الوزير الروسي: إن السياسة المتوازنة للهند تستند إلى الاحترام والمنفعة المتبادلين، إنها سياسة تجسد ميثاق الأمم المتحدة المبني على الاحترام والمساواة بين الدول، الهند وروسيا دولتان تترجمان مبادئ هذا الميثاق، وأضاف: «اجتماع قمة العشرين في نيودلهي كان انتصاراً للهند في الدبلوماسية المتعددة الأطراف، ونجحت الهند في تبني بيان لا ينحاز لأي من الأطراف، وهو مثال يحتذى به في الدبلوماسية الدولية.
بدوره، أكد وزير الخارجية الهندي أن بلاده تعتبر روسيا شريكاً موثوقاً ومهماً، وقال: زيارتي وجميع التطورات بما في ذلك التعاون في مجال التقنيات والبنى التحتية وارتفاع مستوى التبادل التجاري تجسد هذه الحقيقة.
وأضاف: إن مشروع ممر «الشمال الجنوب» يخدم الجميع، لم يعد العالم كما كان في السابق، ونحن نثمن الدور الذي تلعبه روسيا في إنشاء عالم متعدد الأقطاب، كما أن الكثير من المواقف الروسية تتفق مع مواقفنا.
في الغضون، أكدت الصين أنها ستتخذ إجراءات حازمة إزاء التدخلات الأميركية في شؤونها الداخلية، مشددة على أنها لن تتوانى عن الرد بالمثل في حال لم تغير الولايات المتحدة مسارها وتكف عن تشويه سمعة الصين.
ورداً على التقرير الذي أصدرته الولايات المتحدة حول حقوق الإنسان في الصين، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحفي وفق ما نقلت وكالة «شينخوا»: إن بكين ستتخذ إجراءات حازمة تجاه شركة بيانات الاستخبارات الأميركية (خارون) وشخصين أميركيين.
ولفتت ماو إلى أن ما نشرته الولايات المتحدة مجدداً عن إقليم شينجيانغ الصيني وفرض عقوبات غير قانونية على مسؤولين وشركات صينية تحت ذريعة قضايا حقوق الإنسان هو روايات كاذبة، مشيرة إلى أن هذا يعتبر تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للصين وانتهاكاً للقانون الدولي والأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية.
وحثت ماو الجانب الأميركي مرة أخرى على الكف عن تشويه سمعة الصين وإلغاء العقوبات الأحادية غير القانونية المفروضة على المسؤولين والشركات الصينية والعزوف عن تنفيذ قوانين غير مشروعة معادية لبكين.
وأول من أمس، أعربت الصين عن معارضتها الشديدة لتمرير الولايات المتحدة قانون تفويض الدفاع الوطني الأميركي للسنة المالية 2024 والذي يشمل محتوى سلبياً متعلقاً ببكين, وحينها، قالت ماو: إن «القانون يتدخل في الشؤون الداخلية للصين وينصح بتقديم الدعم العسكري الأميركي لتايوان، كما ينتهك مبدأ الصين الواحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة»، مؤكدة أن بلادها «تعارض ذلك القانون بقوة، وقدمت احتجاجات رسمية جادة إلى الجانب الأميركي حول ذلك».