طهران وموسكو بحثتا الوضع في غزة وتأكيد روسي على احترام وحدة أراضي إيران … حرس الثورة الإسلامية يتوعد إسرائيل برد قاس على اغتيال الجنرال موسوي
| وكالات
بينما جددت إيران التأكيد أنها سترد على جريمة اغتيال أحد كبار مستشاريها العسكريين في سورية، بحث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره الروسي سيرغي لافروف هاتفياً الأوضاع في غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر، على حين أكد لافروف موقف بلاده الثابت باحترام وحدة أراضي إيران.
ووفق وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا» أمس، أعلن وزير الخارجية الروسي خلال اتصال هاتفي مع أمير عبد اللهيان بأن روسيا «تحترم بصدق وبعمق ودون قيد أو شرط وحدة أراضي إيران، وهذا هو موقف موسكو الثابت».
وناقش الجانبان خلال الاتصال آخر التطورات المتعلقة بجنوب القوقاز، والأوضاع في فلسطين المحتلة وبعض القضايا الثنائية والإقليمية، إذ رحب عبد اللهيان بعملية المفاوضات بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا للتوصل إلى اتفاق سلام دائم وأكد دعم إيران لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
ومن جانبه هنأ وزير الخارجية الروسي إيران على توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، واصفا إياها بالخطوة المهمة للغاية في تطوير العلاقات الاقتصادية بين طهران وموسكو والدول الأعضاء في هذا الاتحاد.
في الأثناء، أكد المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية في إيران، العميد رمضان شريف، أمس الأربعاء، أن انتقام بلاده للشهيد رضي موسوي «سيكون ضربةً للصهاينة، ولن يكون عملية إعلامية».
وشدّد العميد شريف، في مؤتمر صحفي، على أن الاحتلال الإسرائيلي «لن يكون في مأمن من الانتقام الإيراني لدماء الشهيد القائد موسوي»، ولفت إلى أن «الشهيد رضي موسوي كان له دور كبير في جبهة المقاومة»، مؤكداً أن «دماء الشهداء تزيد من عزيمة مسيرتنا»، وأنّ «اغتيالهم لا يخلّ أبداً بعملنا».
كما أشار إلى أن «إسرائيل تسعى لنقل ساحة المعركة وجرّ الولايات المتحدة إلى حرب أشمل»، موضحاً أن «جريمة كيـان الاحتلال باغتيال موسوي ناجمة عن هزيمتهم في غزة ومحاولتهـم إبعاد النظر عن فشلهم».
وقال شريف: إن العمل الجبان في اغتيال القائد سيد رضي موسوي في سورية سببه الإخفاقات المتتالية للكيان الصهيوني في غزة، لافتا إلى أنه كان للمستشار الشهيد دور بارز في دعم محور المقاومة في مكافحة الإرهاب، ولاسيما تنظيم داعش، وجميع المقاومين يعرفون خدمات هذا الشهيد العظيم.
واعتبر العميد شريف اغتيال الشهيد رضي استمراراً لعدم امتثال الكيان الصهيوني للقوانين والأنظمة الدولية، واصفاً عملية الاغتيال بالعمل بالجبان وقائلاً: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحتفظ بحقها في مواجهة هذا العمل الصهيوني وستنتقم منهم بشدة كما في المراحل السابقة.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان الانتقام لهذا الاغتيال سيتم مباشرة من قبل الحرس الثوري أو من قبل محور المقاومة، صرح العميد شريف بأن الانتقام سيكون مزيجاً من أعمال محور المقاومة والحرس الثوري الإيراني، كما أوضح أن الأميركيين يعيشون في مأزق إستراتيجي في التعامل مع شعوب المنطقة، وخاصة الشعب الفلسطيني المظلوم.
بدوره، أكد وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني أن «الاغتيال الجبان والإرهابي الصهيوني للشهيد رضي موسوي لن يبقى من دون رد»، وفي رسالة تعزية باستشهاد موسوي، شدّد أشتياني على أن الرد على هذه الجريمة «سيكون قاطعاً وحاسماً في المكان والزمان المناسبين».
في سياق متصل، أكد أمير سعيد إيرواني مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي أن إيران تحتفظ بحقها المشروع استناداً إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في الرد الحاسم على جرائم الكيان الصهيوني بعد اغتياله أحد مستشاريها العسكريين في سورية في الوقت الذي تراه مناسباً.
وقال إيرواني في رسالته: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين بوضوح هذه الأعمال الإرهابية الشنيعة والجبانة التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي، وأضاف: إن طهران تطلب من مجلس الأمن الوفاء بالتزاماته بموجب الميثاق في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وأن يدين بشدة الأنشطة الخبيثة التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي والأعمال العدوانية والإرهابية في المنطقة والتي تشكل تهديداً خطيراً للسلام والأمن العالميين.
وشدد مندوب إيران على ضرورة إرغام الكيان الصهيوني على الامتثال للقوانين الدولية، ووقف أنشطته المزعزعة للاستقرار في المنطقة.