جيش الاحتلال أقر بمقتل 8 ضباط وجنود خلال 24 ساعة … المقاومة تسطر ملاحم بطولية في قطاع غزة وتستهدف الآليات الإسرائيلية وتوقع قتلى
| وكالات
واصلت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تصدّيها لقوات الاحتلال الإسرائيلية المتوغلة في مختلف المحاور، واستهداف آلياته، على حين أعلن جيش الاحتلال أمس الأربعاء، مقتل 3 عسكريين خلال المعارك الدائرة في القطاع، ليرتفع بذلك عدد الجنود القتلى الذين أعلن عنهم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى 8 من الضباط والجنود.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية، قالت «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها استهدفت 4 جرّافات عسكرية ودبابة «ميركافا» شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزّة، وفي محور القتال نفسه، أعلنت كتائب المقاومة الوطنية «قوات الشهيد عمر القاسم» أنها فجّرت عبوةً ناسفة شديدة الانفجار بإحدى آليات جيش الاحتلال المتقدمة في محور المحطّة، وأصابتها إصابة مباشرة، وأوقعت قتلى وإصابات بجنود الاحتلال.
من ناحيته، قال المتحدث باسم «قوات الشهيد عمر القاسم» الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أبو خالد: إن مقاتلي كتائب المقاومة الوطنية يلاحقون قوات الاحتلال الإسرائيلية في قطاع غزّة، ولاسيما في خان يونس، إذ أوقعوا عدداً من القتلى والجرحى في صفوفها.
وأشار أبو خالد إلى أن مجموعة من المقاتلين استهدفوا خلال الساعات الماضية إحدى دوريات قوات الاحتلال الإسرائيلية شمال خان يونس، وأكثر من آلية بقذائف مُضادة للدروع، وبالرشاشات والقنابل الحارقة، ما ألحق أضراراً وقتلى في آليات وجنود الاحتلال، كما دكّت تجمّعات قوات الاحتلال شرق البريج وسط القطاع، عند بوابة أبو مطيبق، بالهاونات من العيار الثقيل، ما أوقع في صفوفها خسائر مُباشرة.
واستهدفت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين دبابة «ميركافا» إسرائيلية بعبوةٍ ناسفة، وجرى تدميرها بالكامل شرق مخيم البريج وسط القطاع، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوّات الاحتلال في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة وفي جحر الديك وسط القطاع.
وأعلنت «سرايا القدس» أنها خاضت اشتباكاتٍ ضارية بالأسلحة الرشاشة مع جنود وآليات الاحتلال في محاور التقدم في غزّة، في حين أفاد مراسل الميادين في القطاع أمس باستمرار الاشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلية، التي تراجعت في جباليا البلد وبيت حانون شمال القطاع.
وفي المنطقة الوسطى من قطاع غزة، وتحديداً في شرقها، خاضت المقاومة الفلسطينية اشتباكاتٍ عنيفةً مع قوات الاحتلال، وسط قصفٍ عنيف من المدفعية الإسرائيلية، في حين أعلنت «سرايا القدس»، استهدافها «ناحل عوز» بصواريخ «الـ107» وقذائف «الهاون»، مشيرةً إلى خوض اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة مع جنود الاحتلال وآلياته، في محاور التقدم بمدينة غزة.
في الغضون، أعلن جيش الاحتلال، أمس الأربعاء، مقتل 3 عسكريين خلال المعارك الدائرة في قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد الجنود القتلى الذين أعلن عنهم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى 8 جنود وضباط.
وقال جيش الاحتلال، في بيان في اليوم الثاني والثمانين للحرب على غزة: إن ضابطاً وجنديين قتلوا في غزة، وذلك بعد إعلانه في وقت سابق مقتل 5 من عسكرييه بينهم ضابط برتبة مقدم في قوات الاحتياط، كما أعلن عن إصابة 43 آخرين بينهم 9 إصابتهم خطرة في معارك قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد قتلى جيش الاحتلال الذين أعلن عنهم منذ بدء العمليات البرية في قطاع غزة إلى 164 قتيلاً.
على المقلب السياسي، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية المجتمع الدولي بوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المنكوب، وإدخال المساعدات الإنسانية إليه من دون قيود.
وحسب وكالة «وفا» أوضح أشتية في تصريحات أمس أن كيان الاحتلال يقتل الشعب الفلسطيني ويقوم بتجويعه وتعطيشه وتهجيره من أجل تكريس الاحتلال والاستيطان، لكنه سيفشل في تنفيذ مخططاته وستنتصر إرادة الفلسطينيين بفضل تمسكهم بأرضهم وهويتهم الوطنية ونضالهم من أجل الحرية.
وشدد أشتية على أن الشعب الفلسطيني باق على أرضه، وعلى أن غزة مكون رئيس من أرض دولة فلسطين، مطالباً مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بالبدء فوراً بكل الإجراءات القانونية ضد مجرمي الاحتلال وجميع المتسببين بارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني في كل مكان.
من جانبه، طالب مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني بشكل فوري ووقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية إليه، ووقف جميع محاولات الاحتلال لتهجير الفلسطينيين قسرياً من القطاع ومن أي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وحسب وكالة «وفا»، أوضح منصور في ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة أن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تواصل استهداف الشعب الفلسطيني بشكل تعسفي بالقتل والترحيل الجماعي، على الرغم من النداءات والدعوات المتواصلة للوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وتوفير المساعدة والحماية للشعب الفلسطيني.
وأشار منصور إلى أنه على الرغم من اعتماد الجمعية العامة قبل 14 يوماً قراراً يطالب بوقف فوري إنساني لإطلاق النار في القطاع، وتبني مجلس الأمن قبل أيام للقرار 2720 الذي ينص على اتخاذ خطوات عاجلة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل موسع وآمن ودون عوائق إلى القطاع، إلا أن الاحتلال يواصل شن حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني متجاهلاً مجلس الأمن، والجمعية العامة والمجتمع الدولي بأسره، نظراً لثقته التامة باستمرار إفلاته من العقاب ومواصلته التمتع بالحماية السياسية والدبلوماسية والتهرب من المساءلة والعقوبات على جرائمه.
ولفت منصور إلى استشهاد أكثر من 21 ألف فلسطيني معظمهم نساء وأطفال، وبينهم مئات الأطباء والمسعفين وما لا يقل عن 135 من موظفي الأمم المتحدة و103 صحفيين، إضافة إلى إصابة أكثر من 55 ألفاً في قطاع غزة، على حين استشهد أكثر من 300 فلسطيني بينهم 76 طفلاً، وأصيب أكثر من 3450 في الضفة الغربية منذ بدء الاحتلال عدوانه على القطاع في السابع من شهر تشرين الأول الماضي، فضلاً عن الدمار الشامل والتشريد الجماعي للشعب الفلسطيني.
وبين منصور أن الاحتلال يستخدم التجويع سلاحا من أسلحة الحرب في عدوانه على القطاع، ويحرم الفلسطينيين من الغذاء والماء والرعاية الطبية والصحية، ومن الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، ما أدى إلى الانتشار السريع للأمراض الوبائية.
وشدد منصور على ضرورة بذل الجهود الفورية والعاجلة لتنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك فرض العقوبات في حال استمرار «إسرائيل» في انتهاك الميثاق وتجاهل مطالب المجتمع الدولي، لأن ذلك هو السبيل الوحيد للضغط عليها لوقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
من جانب آخر، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن الأسيرات المحتجزات في معتقل «الدامون» يواجهن ظروفاً صعبة للغاية، بسبب تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ممارساته التعسفية وانتهاكاته بحقهن منذ بدء عدوانه على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي.
ونقلت وكالة «وفا» عن الهيئة قولها في بيان أمس: إن 73 أسيرة في معتقل «الدامون» منهن 43 من قطاع غزة، و19 من القدس وباقي مناطق الضفة الغربية، و11 من الأراضي المحتلة 1948 يعانين من تضييق الاحتلال الخناق عليهن، حيث يحرمهن من الطعام والأغطية والملابس، إضافة إلى اقتحام قواته المتكرر لأقسام المعتقل.
وفي سياق متصل، أفادت الهيئة بأن سلطات الاحتلال تواصل احتجاز 86 أسيراً في معتقل «مجدو» بظروف صعبة وأوضاع لا تحتمل، مشيرة إلى أن بينهم 6 فتية من قطاع غزة معزولين في غرفة وحدهم، ويعانون من التعذيب النفسي والجسدي.