«واشنطن بوست»: تصرفات واشنطن تناقض التزاماتها المعلنة بحماية المدنيين في غزة … «سي إن إن»: مخاوف أميركية من اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط
| وكالات
اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن العدوان المستمر على قطاع غزة، منذ أكثر من 80 يوماً، «كشف عن تناقض» بين الالتزام المعلَن لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بـ«تقليل معاناة المدنيين»، ودعمها الثابت للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه، في حين تحدثت شبكة «سي إن إن» عن تزايد المخاوف الأميركية من اتساع نطاق الحرب في منطقة الشرق الأوسط.
وأشارت شبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية، أمس الأربعاء، إلى تزايد المخاوف الأميركية من اتساع نطاق الحرب في المنطقة، وقالت: إن الاحتمال المتزايد للخسائر في صفوف الجنود الأميركيين، وتدهور الوضع الأمني من المحيط الهندي إلى البحر الأحمر والعراق وسورية ولبنان وإسرائيل، يُمثّل أزمةً خارجية جديدة غير مُرحّب بها، ولاسيما في موضوع إعادة انتخاب الرئيس الأميركي بايدن.
كما لفتت الشبكة إلى أن الإدارة الأميركية تواجه اختبارات «لا نهاية لها»، ومصداقيتها باتت على المحك من قبل خصومها، مضيفة إن تصريحات إسرائيل التي أطلقتها بشأن استمرار حربها على غزّة لأشهر عدّة، على الرغم من الضغوط الأميركية لتهدئة حدّة الصراع تهدد بزيادة فرص خروج الحرب عن نطاق السيطرة وجر الولايات المتحدة إليها.
وأشارت إلى أن وتيرة الاستهدافات والتصعيد في الأيام الأخيرة تكتسب زخماً مميتاً ضد القوات الأميركية في العراق وسورية، وتسلّط موجة الأحداث الجديدة الضوء على احتمال حدوث تصعيد خطير للحرب، وتكشف مدى تعرّض القوات الأميركية للخطر بشكلٍ مُباشر، وتُساعد في تفسير المناشدات العاجلة المتزايدة من واشنطن لإسرائيل لتقليص الحرب في غزّة.
وتعرضت قواعد الاحتلال الأميركي على الأراضي العراقية والسورية لما يزيد على 110 استهدافات، منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
ووفقاً للمدير السابق لإدارة استعادة الرهائن في الحكومة الأميركية، كريستوفر أوليري، «يُعدّ وضع القوات الأميركية في العراق وسورية خطيراً بشكل خاص، حيث يسهل الوصول إليها من قبل القوات المسلحة (فصائل المقاومة)، لذلك فإن الخط الفاصل بين الاستجابات المتناسبة والردع الفعال أصبح ضعيفاً على نحوٍ مُتزايد، فالأمر الأهم هل ستستطيع القوات الأميركية من خلال «ضرباتها» والتي أدانها العراق واعتبرها عملاً عدائياً ردّ أي هجمات مستقبلية؟
وأشارت «سي إن إن» إلى أن احتمال القيام بعملٍ عسكري في الشرق الأوسط هو آخر شيء كان بايدن يأمل في التعامل معه، لذلك فإن أي عمل يقوم به بايدن لمحاولة بسط سلطته على عالم يبدو في بعض الأحيان أنه يخرج عن نطاق السيطرة قد يكون ضاراً سياسياً له، ولاسيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2024.
وأول من أمس، وصفت مجلّة «ريسبونسيبل ستيت كرافت» الصادرة عن معهد «كوينسي» الأميركي، سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن الخارجية لعام 2023 بأنها «فاشلة»، وقالت إن سجل السياسة الخارجية لإدارة بايدن في عام 2023 مليء بالخسارات للولايات المتحدة الأميركية، وإن هذا الأمر لا يدعو بايدن إلى التفاخر، ولاسيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية عام 2024.
من ناحيتها ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، في وقتٍ سابق، أن العزلة الدولية والانتقادات المحلية المتزايدتين والتساؤلات المتعلقة بتجاهل نتنياهو للمصالح الأميركية تجعل بايدن يغيّر مساره فيما يتعلق بحرب «إسرائيل» ضد غزة.
في الغضون، اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» أن العدوان المستمر على قطاع غزة، منذ أكثر من 80 يوماً، «كشف عن تناقض» بين الالتزام المعلَن لإدراة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بـ«تقليل معاناة المدنيين»، ودعمها الثابت للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه.
وحسب «واشنطن بوست» فإن الولايات المتحدة الأميركية تمنح إسرائيل السلاح للميدان، والغطاء السياسي في الأمم المتحدة، وهو الدعم «الذي مكّن الحرب من الاستمرار».
وفي وقت سابق، تناولت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية تزويد واشنطن الاحتلال بقنابل كبيرة خارقة للتحصينات، إلى جانب عشرات الآلاف من الأسلحة الأخرى وقذائف المدفعية، خلال الحرب المستمرة على غزة.
وتعد إسرائيل أكبر متلقٍ للتمويل العسكري الأجنبي الأميركي، وتأتي معظم هذه المساعدات في شكل منح للأسلحة، حسبما أورد موقع «أكسيوس» الأميركي، كما يتمتع الاحتلال بالقدرة على الوصول إلى بعض التكنولوجيا العسكرية الأميركية الأكثر تقدماً، فيما يمثّل الدعم الأميركي نحو 15 بالمئة من ميزانية الحرب السنوية للكيان.
أما في الأمم المتحدة، فقد أفشلت واشنطن، في الـ8 من الشهر الجاري، تبنّي مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع لدواعٍ إنسانية وإدخال المساعدات، عبر استخدامها حق النقض «فيتو»، في حين نال المشروع 13 صوتاً مؤيداً.