مشروع للصليب الأحمر الدولي يتضمن 35 ألف صورة لمبان تم تدميرها بمدن عربية … «مدن جريحة».. يسلط الضوء على سوق حلب القديمة وما طالها من دمار بسبب الإرهاب
| الوطن
تسلط اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي عبر مشروع «مدن جريحة» الذي يقوم على تصوير مساحي ثلاثي الأبعاد الضوء على ما حدث في مدينة حلب من تدمير لأوابدها التاريخية على يد التنظيمات الإرهابية أثناء وجودها في مناطق من المدينة، وكذلك ما حصل في مدن عربية أخرى نتيجة صراعات ألحقت أضراراً ودماراً بأماكن حيوية وحساسة، ويهدف إلى إثارة التعاطف والرغبة في الفعل بين المشاهدين، حيث يلقي الضوء على دور السلطات والمجتمع الدولي في الحد من معاناة المدنيين.
وحسب بيان للجنة الدولية تلقت «الوطن» نسخة منه، يعيد مشروع «مدن جريحة» رسم صورة حية وشاملة لمشاهد «مفجعة» تسببت بها صراعات مسلحة في مدن معينة بينها مدينة حلب، وذلك من خلال 35.000 صورة متعددة الطبقات في إطار مشروع تصوير مساحي ثلاثي الأبعاد ينفذ إلى داخل مبانٍ دمرتها الحرب.
ووفق البيان، تغوص هذه التجربة «الرقمية المؤثرة»، التي تقدمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالمشاهدين في نماذج ثلاثية الأبعاد لمستشفى ابن سينا التعليمي في مدينة الموصل العراقية والسوق القديم في حلب، وبرج سكني في غزة التي تعرضت لقدر هائل من الدمار في الأسابيع الأخيرة من جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، مشيراً إلى أن المشاهدين سيطالعون قصصاً تحكي فصولها عن الصمود والتضامن وقوة الحياة التي تنهض من الحطام.
وأشار بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى المشروع يتضمن قصصاً شخصية لناجين ويعرضها في صور سردية ووسائط متعددة جذابة، فتروي «فريال» و«فائز» و«شذا» و«صفوان» فصولاً من مسيرة كفاح لبناء حياة مزقتها الحرب، رغم انقضاء وقت طويل على انتهاء القتال.
يعتمد مشروع «مدن جريحة» على التصوير المساحي، وهو من أقوى التقنيات التي تمسح الأماكن بدقة عالية الآن، فقد التُقطت آلاف الصور المتراكبة باستخدام طائرات مسيرة وكاميرات محمولة بأسلوب يضمن سبر أغوار كل مبنى من زواياه كافة وتسجيل كل تفاصيله.
وقال المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط باللجنة الدولية فابريزيو كاربوني: «يوجه هذا المشروع الفريد تحية إجلال للمدنيين الناجين من الحرب، ويفتح النافذة لإلقاء نظرة عميقة على الخسائر التي تلحقها الحرب بالإنسانية، فرغم أن أخبار مدن مثل حلب وغزة والموصل تحتل العناوين الرئيسة إبان فترة الحرب، كثيراً ما تذهب الاحتياجات طويلة الأمد والتحديات الراهنة التي يواجهها السكان في طي النسيان، وهنا يحثنا مشروع «مدن جريحة» على مواجهة الخسائر التي تلحقها الحرب بالسكان في المدن ولا تظهر للعيان، إلى التعاطي مع الحاجة الملحة للتغيير».
واستناداً إلى بيان اللجنة الدولية يهدف مشروع «مدن جريحة» إلى إثارة التعاطف والرغبة في الفعل بين المشاهدين، حيث يلقي الضوء على دور السلطات والمجتمع الدولي في الحد من معاناة المدنيين، ويدعو إلى الالتزام بحماية المدنيين في معرض التأكيد على أهمية القانون الدولي الإنساني، وتجنب استخدام الأسلحة المتفجرة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان.
ويتضمن المشروع صوراً للسوق القديم «التاريخي» في حلب والذي تعرض للتدمير على يد التنظيمات الإرهابية وأصحاب الفكر الظلامي والذي قامت السلطات المعنية في الدولة السورية بإعادة ترميمه بعد تحرير الجيش العربي السوري المناطق التي كانت تحتلها الجماعات التكفيرية من مدينة حلب والذي صادفت ذكراه السابعة في الثاني والعشرين من الشهر الجاري.
ويجمع المشروع التصوير بالإمكانات التكنولوجية والمحاكاة الواقعية ليغوص بالمشاهد في رحلة شيقة تدعو إلى فهم الواقع والتأمل والدفع نحو التغيير الجدي، ويحفز الأفراد والمجتمعات وصانعي السياسات على إعادة تقييم الأدوار المنوطة بهم، بما يفضي إلى خلق حيز يتنفس فيه المدنيون بأمان حتى في أحلك لحظات الحرب.