حزب اللـه هاجم بالمسيرات تجمعات مستحدثة للاحتلال وأطلق 48 صاروخاً تجاه الجليل الغربي و«كريات شمونة» … تصعيد ميداني وسياسي على الحدود جنوب لبنان .. تل أبيب تهدد والمقاومة: جاهزون لكل الاحتمالات
| الوطن
سَطَّرَتْ المقاومة في غزة وجنوب لبنان أمس ملاحم بطولية جديدة في التصدي لوحشية العدو الإسرائيلي الذي لا يملك سوى سلاح الإبادة والمجازر وقتل المزيد من المدنيين، متسلحاً بالدعم الأميركي- الغربي، ومدعوماً بصمت وعجز دولي كامل على الوقوف في وجه الحرب التي لا تزال مآلاتها الميدانية والسياسية مفتوحة على جميع الاحتمالات.
ومع مواصلة الاحتلال لحربه على قطاع غزة، شهدت جبهة الحدود اللبنانية تسخيناً لافتاً أمس، توازياً مع تصعيد إسرائيلي في التصريحات، التي تستدعي على ما يبدو توسيع نطاق الحرب إلى جبهات أخرى إثر إخفاق العدو حتى الآن في تحقيق أي نتائج حقيقية على الأرض، واستهدف حزب اللـه مواقع الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، مستخدماً المسيرات الانقضاضية وأسلحته الصاروخية والمدفعية موقعاً المزيد من جنود الاحتلال قتلى وجرحى في تجمعاته المستحدثة، بالتزامن مع قصف مستوطنة «كريات شمونة» والجليل الغربي بـــ48 صاروخاً.
وفي وقت سابق أمس، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق 18 صاروخاً من لبنان تجاه الجليل الغربي، وأنه تم اعتراض 8 منها فقط، وفق الإعلام الحربي.
وقبل ذلك، أكد الإعلام الحربي للمقاومة في عدة بيانات أن مقاتلي الحزب شنوا هجوماً مشتركاً بالمسيرات الهجومية الانقضاضية والأسلحة الصاروخية والمدفعية على تجمعات جنود العدو الإسرائيلي المستحدثة وآلياته خلف مواقعه في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة، وذلك بعد أن استهدفوا «موقع خربة ماعر» ومرابض المدفعية فيه وتموضع قوات الاحتلال حوله، بصواريخ بركان التي حققوا فيها إصابات مؤكدة، وهاجموا موقع «حدب البستان» بالأسلحة المناسبة وخيمة لقوة خاصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب «موقع الضهيرة» بالصواريخ الموجّهة التي حققوا فيها أيضاً إصابات مباشرة وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
وفي السياق، أكد قائد فيلق الشمال السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي نوعام تيفون، في تصريح لوسائل إعلام إسرائيلية أن الوضع الحالي في جبهة الشمال لا يُحتمل، وقال: إن «المستوطنات في الشمال مهجورة، إنهم (حزب الله) يدمرون الحياة هناك».
وزير خارجية العدو إيلي كوهين الذي نظم أمس جولة للسفراء الأجانب على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، بذريعة تعريفهم بـ«التهديد الذي يشكله حزب الله»، صعد من وتيرة تهديداته تجاه الحزب وقال: «على نصر اللـه أن يفهم أنه التالي، وإذا كان لا يريد أن يكون التالي، عليه أن ينفذ فوراً قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وأن ينسحب حزب اللـه إلى الشمال من الليطاني، وسنعمل على استنفاد الخيار الدبلوماسي، وإذا لم ينجح، فإن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة».
رد حزب اللـه لم يتأخر حيث أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني النائب حسن فضل اللـه أن المقاومة الإسلامية في لبنان هي من تحدد الرد، وتتعاطى مع التصعيد الإسرائيلي بما يتلاءم وتدرس الأمر بعناية، وأنّ إمكانات المقاومة تطورت بشكل كبير وخصوصاً بعد عام 2006.
وقال في تصريحات لقناة «الميادين»: الفرق بين الماضي واليوم هو وجود مقاومة تواجه وتردّ وتصنع المعادلات، مؤكداً أن «إمكانات المقاومة تطورت بشكل كبير وخصوصاً بعد عام 2006، وهناك إرادة قوية وجاهزية في الميدان ودقة وتحكم».
وأضاف: «نحن نعمل على هدفين أولهما إسناد غزة، والثاني الدفاع عن أرضنا، ومنع النتائج الكارثية إذا حقق العدو أهدافه»، كاشفاً أن «المأزق العسكري الإسرائيلي كبير وستكشف الأيام تباعاً حجم ما يلحق به».
بالتزامن واصل العدو الإسرائيلي أمس حرب الإبادة بحق أهالي قطاع غزة لليوم الـ82 على التوالي، وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزّة أشرف القدرة بأن الاحتلال ارتكب 16 مجزرة بحق عوائل بكاملها راح ضحيتها 195 شهيداً و325 إصابة خلال 24 ساعة، فيما ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة إلى 21110 شهداء و55243 إصابة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
من جانبها واصلت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تصدّيها لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في مختلف المحاور، واستهداف آلياته، على حين أعلن جيش الاحتلال أمس الأربعاء مقتل 3 عسكريين خلال المعارك الدائرة في القطاع، ليرتفع بذلك عدد الجنود القتلى الذين أعلن عنهم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى 8 من الضباط والجنود.