تحتفل الدول التي تتبع التقويم الميلادي برأس السنة الجديدة في الـ31 من شهر كانون الأول من كل عام، حيث تعم مظاهر البهجة والفرح لاستقبال عام جديد يبعث الأمل في قلوب الناس بانتهاء الظلم والألم وقدوم كل ما هو خيّر وجميل.
وقد تختلف عادات وطقوس الشعوب بالاحتفال في رأس السنة الميلادية باختلاف الثقافات والأعراف المتوارثة والمتبعة في كل بلد التي بالرغم من غرابتها في بعض الأحيان تضيف لهم خصوصية مميزة في التعبير عن استعدادهم لاستقبال العام الجديد.
وفيما يلي رصد لأغرب تلك العادات:
تكسير الأواني
في الدنمارك يقوم الناس بتحطيم الأطباق والأواني الزجاجية والفخارية واللوحات على أبواب جيرانهم في ليلة رأس السنة الميلادية، باعتقادهم أن ذلك سيجلب لهم الحظ السعيد في العام الجديد.
ويقوم الدنماركيون أيضاً على مدار العام بتجميع اللوحات غير المستعملة والأواني التي باتت قديمة من أجل استخدامها في ذلك اليوم، ويقال إنه كلما كان حجم القطع المكسورة كبيراً زاد الحظ السعيد.
رمي الأثاث
في أجزاء عديدة من جنوب إيطاليا لاسيما في نابولي يكون شعار ليلة رأس السنة هو التخلص من كل شيء قديم، فيقوم الناس عند اقتراب انتهاء منتصف الليل برمي ما يمتلكون من قطع أثاث قديمة من النوافذ والشرفات كرمز للتخلص من الأشياء السيئة والبدء بعام جديد ومميز.
ويلتزم السكان المحليون برمي الأشياء الصغيرة والناعمة فقط تجنباً لإصابة المارة في الشوارع، كما تتولى الشرطة في أغلب الأحيان مسؤولية حماية الناس عن طريق بعض الإجراءات.
النودلز وقرع الأجراس
يستقبل اليابانيون العام الجديد أثناء تناول طبق «نودلز صوبا» التي تعتبر واحدة من الأطعمة التي تتمتع بشعبية كبيرة في هذه الفترة، ويعتبر تناولها تقليداً يهدف إلى التعبير عن الشكر والحمد على العام السابق والدعاء بالصحة والسعادة في العام الجديد، وهي عادة تعود جذورها إلى حقبة «كاماكورا» وترتبط بمعبد بوذا حيث كانت النودلز توزع على الفقراء.
كما يتم الترحيب بالعام الجديد في اليابان عن طريق القرع على أجراس المعابد البوذية في جميع أنحاء اليابان 108 مرات متتالية، ويقال إن هذه العادة تجري من أجل تطهير البشر من الخطايا السابقة وتبديد العواطف الشريرة الموجودة لديهم والتي يبلغ عددها حسب اعتقادهم 108. ويتم قرع الجرس 107 مرات في اليوم الأخير من السنة على حين القرعة 108 تتم بعد دخول السنة الجديدة مباشرة.
حرق أوراق وفزاعات
في الإكوادور بأميركا اللاتينية ثمة طقوس خاصة لاستقبال العام الجديد حيث يدون كل شخص على ورقة الأحداث السيئة التي حصلت معه في العام السابق وتمزق الورقة وتحرق في إناء فخاري في محاولة لإبعاد الحظ السيىء عن العام الجديد.
كما يقوم الناس ببناء تماثيل تشبه الفزاعة تسمى «أنوفيجو» وتكون هذه الفزاعات تشبه في بعض الأحيان بعض الشخصيات البارزة في البلاد كالسياسيين والفنانين، ويتم إلباسها ملابس قديمة محشية بالجرائد أو نشارة الخشب مع تركيب قناع بوجه الشخص في الأعلى، وكتطهير رمزي يتم حرق هذه الفزاعات في منتصف ليلة رأس السنة ويقال إن هذا التقليد يهدف أيضاً إلى إنهاء كل سوء الحظ الذي بدأ العام الماضي ومنعه من الاستمرار في العام الجديد.
القفز فوق الأمواج
يستقبل البرازيليون السنة الجديدة بأسلوبهم الخاص أيضاً إذ جرت العادة أن يقدموا أطباق العدس وحساء الأرز للاحتفال بها ظناً منهم أنه يمكن جلب الثروات من خلال البقوليات، يضاف إلى ذلك أنهم يدفعون قارباً يحتوي على المجوهرات والشموع والأزهار البيضاء من شاطئ ريو دي جانيرو إلى المحيط لجلب الحظ والسعادة.
كما يتوجه البرازيليون إلى شاطئ البحر للاحتفال بعيد رأس السنة بما أنه يصادف في مناخ صيفي، حتى إنه من عاداتهم القفز فوق سبع أمواج أثناء القيام بسبع أمنيات، فيما يرتدون ملابس بيضاء كرمز للنقاء والتفاؤل وتعود جذور هذه العادة إلى الاحتفالات قديماً لتكريم آلهة البحر «إيمانجا».
12 حبة عنب
يعتبر تناول 12 حبة من العنب من الطقوس المميزة في إسبانيا لاستقبال السنة الجديدة، حيث يتجمع الناس في الساحة الرئيسة في مدريد للمشاركة في هذا التحدي، ويبدأ العد العكسي وصولاً حتى لحظة حلول منتصف الليل لاستقبال العام الجديد قبل 12 ثانية إذ يبدأ معه تناول حبات العنب ويعتبر الإسبان أن من ينتهي من تناولها مع حلول العام الجديد سيتمتع بحظ جيد في العام المقبل. ويعود هذا الطقس المعروف باسم «لاس دوتشي دي لا سويرتي» إلى القرن التاسع عشر ويهدف إلى طرد الأرواح الشريرة وجلب وفرة الحظ والرخاء في السنة الجديدة.
التوت الأبيض والخبز
في إيرلندا هناك عادتان تجريان خلال رأس السنة الأولى مرتبطة بالفتيات العازبات والثانية بالحظ السعيد.
والعادة الأولى تجري من خلال قيام الفتيات بربط خصلة من حبات التوت الأبيض ووضعها أسفل وسائدهن وفي اليوم التالي يقمن بحرقها وهذه العادة مرتبطة بالخصوبة في الأساطير الأوروبية على أمل الحصول على الحب في العام المقبل.
أما العادة الثانية فتتضمن قيام الناس قبيل انتهاء رأس السنة بضرب الخبز على الجدران والأبواب من أجل طرد الأرواح الشريرة والحظ السيئ.
ثلاث حبات بطاطا
في كولومبيا توضع ثلاث حبات من البطاطا تحت الأسرة إحداها مقشرة والثانية من دون تقشير والثالثة مقشرة جزئياً، وعند منتصف الليل يتناول الشخص إحداها وبحسب حبة البطاطا التي يختارها فإنه إما يرافقه الحظ الجيد في العام المقبل أو يواجه تحديات على المستوى المالي أو يكون العام الجديد مزيجاً منهما.
حساء اليقطين
في هايتي يتزامن عيد رأس السنة مع عيد الاستقلال في البلاد ما يزيد من أهميته وجرت العادة في هذه المناسبة أن يتم تناول حساء اليقطين الذي يعرف بحساء «جومو» لاعتباره من الأطباق المميزة التي لم يكن يحق للسود تناولها.
فاكهة دائرية
وفي الفلبين ثمة طقوس خاصة متبعة ضمن الاحتفالات بالعام الجديد إذ تقدم العائلات 12 حبة من الفاكهة الدائرية الشكل كالتفاح والعنب لأنها ترمز للرخاء بالنسبة إليهم بسبب شكلها الدائري الأقرب إلى شكل النقود المعدنية وترمز كل حبة منها إلى أحد شهور السنة.