ما يحدث اليوم في الدوري السوري للمحترفين بكرة السلة يذكرني بالمثل القائل (يللي متلنا تعالوا لعنا).
فالتقارب في المستوى بات من أهم سمات النسخة الأخيرة لذلك الدوري، وذلك بعد تخفيض عدد المشاركين فيه لثمانية أندية، وهي التي أعلنت مقدرتها على تحمل نفقات الاحتراف ومتطلباته المالية خصوصاً بعد السماح بمشاركة لاعبين أجنبيين مع كل فريق بأرض الملعب..
التقارب الفني الذي ساهم بغياب الفوارق الرقمية الشاسعة التي كنا نراها في المواسم السابقة، وضعنا أمام صعوبة توقع الفريق الفائز سواء قبل المباراة، أو خلالها، وهذا ما شاهدناه في مباراتي حماة بين النواعير والأهلي، ودمشق بين الجيش والكرامة ضمن المرحلة التاسعة من الدوري.
كثيرون ظنوا بعد نهاية النصف الأول لكلتا المباراتين أن الفوز بات في الجيب بالنسبة لفريقي الأهلي والكرامة، بعد نجاح كل منهما بالتفوق بفارق قارب العشرين نقطة، لكن فاتهم بأنها كرة السلة الغنية بالتقلبات والتحولات، وأن الفرق المتمرسة والقوية بمقدورها العودة للمباراة خلال دقائق قليلة، وهذا ما حدث.
ما حدث هو درس قاس لفريقي الأهلي والكرامة بأن الفارق الرقمي ولو اتسع لا يعني الاقتراب نحو الفوز، وبلوغ الفوز في مباراة لا يقاس بالثواني.
وما حدث هو نجاح للمدرب المحلي وفكره الذي تفوق على المدرب الأجنبي سواء المصري أم الجزائري.
وما حدث هو تأكيد على أن الدفاع الناجح هو مفتاح الهجوم الفالح.
وما حدث يكرر أسفنا على عدم استقرار نسب تسجيل لاعبينا من خارج القوس، ما يشجع الفريق المقابل على التراجع إلى دفاع المنطقة (الزون) وكذلك الأمر بالنسبة للرميات الحرة، والمأساة عندما يأتينا اللاعب الأجنبي بضعف في الرميات الحرة.
وما حدث في مباراة الجيش والكرامة بالذات يدفعنا للإعجاب بأداء اللاعب الأجنبي بفريق الجيش (ريتشارد) ليس فقط للسلات الملعوبة التي سجلها، والثلاثيات اللاهبة التي حققها، والتمريرات الحاسمة التي أسداها لزملائه، والكرات (الستيل) التي قطعها من الفريق المقابل، بل بأدائه الدفاعي اللافت والمختلف عن بقية اللاعبين الأجانب المعروفين عادة بأدائهم الهجومي المهاري المميز الذي يستهلك قواهم ويكون على حساب دورهم الدفاعي.