حركتا حماس والجهاد اشترطتا انسحاب الاحتلال من غزة وإعادة الإعمار بضمانات دولية … المقاومة تواصل التصدي للعدو الإسرائيلي وتستهدف تحشيداته في خان يونس والبريج
| وكالات
في وقت واصلت فيه المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات العدو الإسرائيلي في مختلف محاور التوغل في غزة وخوض اشتباكات ضارية معها وتكبيدها خسائر فادحة، أعلن مسؤول «كبير» في حركة الجهاد الإسلامي أن الأخيرة وحركة حماس ردت بورقة مشتركة على المقترح المصري لوقف إطلاق النار «تشترط في بندها الأول وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، كما تشترط إعادة الإعمار بضمانات من مجلس الأمن الدولي».
وحسب وسائل إعلام فلسطينية، أكدت «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس أن مقاوميها تمكّنوا من الاشتباك مع قوة راجلة للاحتلال، مكوّنة من 5 جنود من نقطة صفر بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، وأفادت بأن المقاومين تمكّنوا من الإجهاز على الجنود وعادوا إلى قواعدهم بسلام.
وقالت «القسّام» إنها استهدفت آليةً للاحتلال ودبابة ميركافا بقذائف «ياسين 105»، في مخيم البريج وسط القطاع، كما دكّت تجمّعاً لآليات وجنود الاحتلال جنوب شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بقذائف الهاون.
من جهتها، أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استهداف دبابة ميركافا للاحتلال بقذيفة «آر. بي. جي» شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، في حين قالت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، إنها استهدفت آليتين عسكريتين للاحتلال بقذيفتي «آر. بي. جي» في محور وسط خان يونس.
بدوره، أفاد مراسل الميادين في غزة، بسماع دوي اشتباكات عنيفة مع الاحتلال في شرق البريج وسط القطاع، مشيراً إلى أن طائرةً مروحيةً هبطت في محيط مستوطنة «كيسوفيم» لنقل جنود الاحتلال.
وفي السياق، أكد المتحدث باسم «قوات الشهيد عمر القاسم»، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أبو خالد، نجاح وحدة القناصة في قتل أحد جنود الاحتلال في محيط سوق الشيخ رضوان، مضيفاً إن الوحدة عادت إلى موقعها سالمة.
وفي محور وسط خان يونس، نجحت قوات الشهيد عمر القاسم في استهداف إحدى دبابات الاحتلال، وأصابتها إصابة مباشرة بقذيفة مضادة للدروع، أدّت إلى تفجيرها وإشعال النيران فيها، ووقوع من فيها من جنود وضباط قتلى وجرحى.
وفي وقت سابق أمس ذكر مراسل «الميادين» أن المقاومة الفلسطينية ورغم القصف الإسرائيلي العنيف، أحكمت السيطرة نارياً على عدد من المحاور في اليوم الـ88 من ملحمة «طوفان الأقصى»، مشيراً إلى اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال المتوغلة عند أكثر من محور في قطاع غزة، في منطقة التوام شمال القطاع، وفي مناطق شرق ووسط خان يونس جنوب القطاع، وفي حيي الدرج والتفاح شرقي مدينة غزة.
في الغضون، أفاد مسؤول «كبير» في الجهاد الإسلامي لـ«الميادين» أمس بأنّه جرى الردّ على المقترح المصري بورقة قُدّمت باسم حركتي الجهاد وحماس معاً، وأوضح أن الورقة المُقدّمة، «تشترط في بندها الأول وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، كما تشترط إعادة الإعمار بضمانات من مجلس الأمن الدولي».
وأكّد المسؤول، في السياق، أن «كل ما يجري تداوله إعلامياً عن عمليات تبادل أسرى مقسّمة على مراحل هي بعد تطبيق وقف إطلاق النار والانسحاب، وليس قبله»، يأتي هذا الردّ بعدما طرحت مصر إطاراً لمقترح تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية بهدف «حقن الدماء الفلسطينية»، يتضمّن 3 مراحل متتالية ومترابطة، وتقود إلى وقف إطلاق النار، وذلك بعد استماع القاهرة إلى وجهات نظر كل الأطراف المعنية.
وقبل أيام، أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، أنه «لن يكون بيننا وبين العدو صفقات لتبادل الأسرى أو غير ذلك، ما لم يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة»، وقال «لا صفقات تبادل للأسرى بلا انسحاب قوات العدو بالكامل من قطاع غزة»، مؤكداً أنه «لا قيمة لأي حديث آخر في حال لم تتم هذه الشروط».
في الأثناء، استنكرت الهيئة العليا للعشائر الفلسطينية في قطاع غزة، تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حول «إمكانية تعزيز دور العشائر للسيطرة على قطاع غزة».
ووفق وكالة «معا»، حذر المفوض العام للهيئة العليا للعشائر الفلسطينية في قطاع غزة عاكف المصري، من مثل هذه التصريحات «المرفوضة والمشبوهة» التي يسعى من خلالها الاحتلال، عبر التغطية على إخفاقه في غزة، إلى خلق البلبلة والفتنة في المجتمع الفلسطيني.
وحيا المفوض العام للعشائر الفلسطينية، الصمود «الأسطوري» للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، مؤكداً أن العشائر والعائلات الفلسطينية تمثل الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية التي «مرغت أنف الاحتلال في رمال غزة»، وطالب بقرار وطني يرقي إلى مستوى التضحيات وعظمتها بالإسراع في إنهاء الانقسام وتشكيل قيادة وطنية موحدة وحكومة موحدة وطنية لتعزيز صمود الناس ولتفويت الفرص على كل مخططات الاحتلال.
ودعا المصري كل الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية إلى التحرك العاجل لوقف حرب الإبادة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والإغاثية، وضمان إيواء المواطنين لحين إعادة الإعمار وإجراء انتخابات عامة تعيد بناء المؤسسات الفلسطينية، وتضمن استمرار النضال الوطني الفلسطيني لحين تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.