حزب اللـه هاجم نهاراً مقار قيادة ومواقع للاحتلال بالأسلحة المناسبة … إسرائيل تغتال العاروري في بيروت في أول قصف من نوعه منذ 2006
| وكالات
في أول قصف من نوعه منذ حرب تموز عام 2006، وباعتراف «القناة 14» الإسرائيلية، نفذ سلاح الجو للاحتلال مساء أمس عدواناً على الضاحية الجنوبية في بيروت، أسفر عن استشهاد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، حسب ما أعلنته قناة «الأقصى»، على حين أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية بأنّ «مسيّرة إسرائيلية معادية استهدفت مكتباً لحركة حماس في المشرفية قرب حلويات الشرق».
وذكرت قناة «الميادين»، أن طائرة إسرائيلية قصفت المبنى بثلاثة صواريخ فاستشهد 4 أشخاص، ونقلت عن عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إحسان عطايا قوله: «الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه ومنها اغتيال صالح العاروري».
التطور الكبير على مستوى المواجهات في لبنان، أجمع إعلام العدو أنه أدخل المعركة مرحلة جديدة، فذكرت «القناة 12» بأن «ليلة طويلة جداً تنتظرنا على الجبهة الشمالية»، وإذ أشار موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو طالب الوزراء بعدم التعليق على اغتيال العاروري، ونقل موقع صحيفة «معاريف» عن صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية نقلاً عن مسؤول أميركي لم تسمه تحميل «إسرائيل المسؤولية عن عملية الاغتيال في لبنان».
أولى ردود الفعل من حماس على اغتيال الرجل الثاني في الحركة كان في إبلاغها الوسطاء تجميد الحديث عن أي هدنة أو تبادل للأسرى مع إسرائيل، أما الكيان وحسب «قناة كان» فإنه بدأ عملياً الاستعداد لكل الاحتمالات، كردود من كتائب القسام، وقد تكون من الداخل والخارج، وتم بالتالي رفع حالة التأهب في جميع أنحاء الأراضي المحتلة، كما ذكر موقع «واللا» نقلاً عن مسؤول إسرائيلي أن الكيان «يستعد لرد انتقامي كبير من قبل حزب الله على اغتيال العاروري»، أما «القناة 13» فكشفت عن إلغاء اجتماع الكابينت الأمني والسياسي الموسع والإبقاء على اجتماع مجلس الحرب لبحث آخر المستجدات.
وصالح العاروري ولد في قرية عارورة قضاء رام الله 1966، تخرج في جامعة الخليل بتخصص الشريعة الإسلامية، وساهم في تأسيس وتسليح كتائب القسام في الضفة الغربية، واعتقل لأكثر من 18 سنة في السجون الإسرائيلية، ثم أبعد عن فلسطين إلى سورية ومنها إلى تركيا ثم لبنان، حيث واصل نشاطه السياسي والعسكري.
اختير عضواً في المكتب السياسي لحماس عام 2010، ونائباً لرئيسه عام 2017، وشارك في التفاوض على صفقة وفاء الأحرار لتبادل الأسرى مع إسرائيل، وكان مسؤولًا عن العلاقات مع الفصائل الفلسطينية والدول الإسلامية.
وقبل عملية الاغتيال، كان حزب اللـه اللبناني قد واصل أمس استهدافاته لمواقع الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، مستخدماً المسيرات الانقضاضية وأسلحته الصاروخية وموقعاً المزيد من جنود الاحتلال في مقرات قيادة مستحدثة وتجمعات وتموضعات، قتلى وجرحى.
ونشر الإعلام الحربي في حزب اللـه في صفحته على موقع «تلغرام» بياناً قال فيه: «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 03:30 من بعد ظهر يوم الثلاثاء 2/1/2024 تموضعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع المرج بالأسلحة الصاروخية، وحققوا فيه إصابات مباشرة».
وقبل ذلك، أكد الإعلام الحربي في عدة بيانات منفصلة أن مقاتلي الحزب هاجموا «موقع السمّاقة» الإسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخيّة، وحقّقوا فيه إصابات مباشرة، وذلك بعد أن استهدفوا «موقع بركة ريشا» بالأسلحة المناسبة، وحققوا فيه أيضاً إصابات مباشرة، وشنوا هجوماً جوياً على مقر القيادة 91 المستحدث للاحتلال الإسرائيلي في «إيليت»، شمال شرق صفد، بمسيّرة انقضاضية أصابت هدفها بدقة.
جاء ذلك، في حين قالت «قناة 12» الإسرائيلية: «إنه عقب رصد تسلل طائرة مسيّرة في الجليل الأعلى تم الكشف عن انفجار طائرة مفخخة أطلقت من لبنان»، حسب الإعلام الحربي في الحزب الذي نقل عن وسائل إعلام إسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في مستوطنات «يفتاح، المالكية، وديشون» بالجليل الأعلى خشية تسلل طائرات مسيّرة.
وصباح أمس، قال الإعلام الحربي في الحزب في بيان: «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 9:00 من صباح يوم الثلاثاء 2/1/2024 تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في ثكنة زرعيت بالأسلحة المناسبة، وأوقعوا أفراده بيت قتيل وجريح».
الإعلام الحربي في الحزب من جهته نقل عن قائد وحدة الارتباط السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله: «الأمر المؤكد هو أنه من المستحيل التصالح مع الواقع الذي تم خلقه، والذي تم بموجبه إخلاء المستوطنين من الحدود الشمالية إلى الفنادق، هذه هي هزيمة الصهيونية».
بالمقابل، زعم المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن «طائرات حربيّة أغارت على بنى تحتيّة انطلق منها عناصر «حزب الله»، في قرية يارون جنوب لبنان»، وذلك حسبما ذكر موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني.
وتزامن ذلك مع قصف مدفعي إسرائيلي بين بلدتي علما الشعب والضهيرة وعلى منطقة عين الزرقا عند أطراف طيرحرفا في جنوب لبنان، حسب قناة «المنار» التي ذكرت أيضاً أن مدفعية الاحتلال استهدفت مرتفعات جبل «السدانة» بين كفرشوبا وشبعا بعدد من القذائف، تزامناً مع شن الطيران المعادي غارة جوية بصاروخين استهدف بهما بلدة مارون الراس في جنوب لبنان.