اعتداء بمُسيّرة للعدو الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية.. حزب الله: هذه الجريمة لن تمرّ أبداً من دون رد وعقاب … حماس تنعي القيادي صالح العاروري وعدداً من رفاقه..
| الوطن
للمرة الأولى منذ حرب تموز عام ٢٠٠٦ نفذ العدو الإسرائيلي أول غارة جوية على بيروت ونفذ عملية اغتيال بمسيرة استهدفت مكتب حركة حماس في الضاحية الجنوبية أدّت إلى استشهاد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري وعدد من رفاقه.
عملية الاغتيال بدت محاولة إسرائيلية مستجدة لاستدراج حزب الله إلى حرب شاملة، تمكنها من الخروج من مأزق “غزة” عبر اشعال جميع الجبهات، واستدعاء إسناد أميركي، يوقف الحرب الدموية التي يشنها الكيان الإسرائيلي على الفلسطينيين والتي لم تفشل فقط في تحقيق أي من أهدافها بل أنها هزت صورة الكيان في العالم وكشفت وجهه الحقيقي أمام كل شعوبه
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي استهدفت مكتباً لحركة حماس في المشرفية، ما أوقع 6 شهداء بينهم العاروري، كما أصيب 11 آخرون جراء الاعتداء.
ونعت حركة حماس الشهيد صالح العاروري ووصفته بأنه «قائد أركان المقاومة في الضفة وغزة ومهندس طوفان الأقصى».
وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق: إن «عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضد قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا».
حزب الله نعى القائد المجاهد الكبير العاروري مع عدد من رفاقه المجاهدين معتبراً أن جريمة اغتيال العاروري ورفاقه الشهداء في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته .
وقال في بيان له: «هذه الجريمة لن تمرّ أبدًا من دون رد وعقاب وهي تطور خطير في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة».
القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية أعلنت الإضراب والنفير العام اليوم الأربعاء، حداداً على روح الشهيد العاروري، وقالت حركة «فتح» – إقليم رام الله: إن الأربعاء، يوم إضراب عام وشامل في محافظة رام اللـه والبيرة رداً على اغتيال العاروري في بيروت، كما نعت مساجد الضفة الغربية «الشيخ الشهيد» ومنها مساجد بلدته عارورة في رام الله.
بدورها، أعلنت الفصائل الوطنية في جنين أن اليوم الأربعاء هو يوم غضب وإضراب شامل، وذلك رفضاً للمجازر والقتل والجرائم التي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، والتي كان آخرها اغتيال الشهيد القائد المجاهد صالح العاروري.
ودعت الفصائل الوطنية في بيانها إلى النفير العام تجاه ما يجرى من قتل لأبناء الشعب الفلسطيني الأبرياء بدم بارد، وإلى الالتزام العام بالإضراب الشامل، وقالت: «ندعو للرد على جريمة اغتيال العاروري بقوة من كل الساحات والجبهات».
حركة الجهاد الإسلامي أدانت الاغتيال قائلة: إن هذه الجريمة محاولة من العدو الإسرائيلي لتوسيع رقعة الاشتباك وجر المنطقة إلى الحرب للهروب من الفشل بغزة، وأضافت الحركة في بيان لها: إن العاروري تحول بفضل هذه الصواريخ الجبانة من قائد في حماس إلى رمز كبير لشعبنا وأمتنا.
صحيفة «واشنطن بوست» نقلت عن مسؤول دفاعي أميركي قوله: إن إسرائيل هي المسؤولة عن اغتيال صالح العاروري، وقال مستشار رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لشبكة «إم إس إن بي سي»: «لم نعلن مسؤوليتنا عن هجوم بيروت، وهو لم يستهدف الحكومة اللبنانية ولا حزب الله»، لكنه أضاف: إن «كل من تورط في «7 تشرين الأول» هو إرهابي وهدف مشروع»، على حد قوله.
والعاروري هو قيادي سياسي وعسكري فلسطيني، تولى منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وساهم في تأسيس جناحها العسكري، كتائب الشهيد عز الدين القسّام، في الضفة الغربية.
وتطرّق الشهيد في مقابلةٍ تلفزيونية سابقة له إلى تهديدات الاحتلال الإسرائيلي باغتياله، قائلاً: إن «التهديد الإسرائيلي لشخصي لن يغيّر قناعاتي، ولن يترك أي أثر، ولن يغيّر مساري قيد أنملة».
اغتيال العاروري تزامن مع مواصلة العدو الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية بحق أهالي قطاع غزة لليوم الـ88 على التوالي، حيث ألقى خلالها أكثر من 65 ألف طن من المتفجرات على منازل المدنيين، مستخدماً أسلحة محرمة دولياً.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، ارتفاع حصيلة العدوان على القطاع إلى 22185 شهيداً و57035 إصابة منذ 7 تشرين الأول الماضي، موضحة أن الاحتلال ارتكب خلال الـساعات الـ24 الماضية 15 مجزرة راح ضحيتها 207 شهداء وأصيب 338 شخصاً.
من جانبها واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات العدو الإسرائيلي في مختلف محاور التوغل في غزة وخوض اشتباكات ضارية معها وتكبيدها خسائر فادحة.
في الغضون، أفاد مسؤول «كبير» في الجهاد الإسلامي لـ«الميادين» أمس بأنّه جرى الردّ على المقترح المصري بورقة قُدّمت باسم حركتي الجهاد وحماس معاً، وأوضح أن الورقة المُقدّمة «تشترط في بندها الأول وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، كما تشترط إعادة الإعمار بضمانات من مجلس الأمن الدولي».
وأكّد المسؤول في السياق أن «كل ما يجري تداوله إعلامياً عن عمليات تبادل أسرى مقسّمة على مراحل هي بعد تطبيق وقف إطلاق النار والانسحاب، وليس قبله»، يأتي هذا الردّ بعدما طرحت مصر إطاراً لمقترح تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية بهدف «حقن الدماء الفلسطينية»، يتضمّن 3 مراحل متتالية ومترابطة، وتقود إلى وقف إطلاق النار، وذلك بعد استماع القاهرة إلى وجهات نظر كل الأطراف المعنية.