دفاترُ الزّمان وما أجملها، عطرها قنديل ضوء تبرقُ به ذكريات الزمان.
ويمرُّ نورها غمامة من سحرٍ، من شعرٍ لم يُقل بعد..
يمرُّ عطرها كما ضوء الأبجدية التي خُلقتْ حروفها من وهج المحبّة وكأنّها تواريخ مُضيئة كتبتها يد أمّي.. كتبتها ونثرت حبق طيبها القدسيّ، ما أجملها دفاتر الزمان.
دفاتر الشيء الجميل الذي كُتبَ هنا وهناك، كُتبَ بين صفحات العمر المنصرم، كُتبَ محبةً قد بورك وعدها الماضي والآتي على حدٍّ سواء.
كُتبَ بلغة الأيام التي رحلتْ ولم يبقَ إلا وعدها المستنير بما مضى.
ما أجملها دفاتر الزّمان، رسومات حالها الذي لا يزال يُذكرنا بما كان الحال عليه، وما أجمل ذاك الشيء الذي يُسمّى «حبر الأيام» الذي سُكبَ على مسافة بياضها الناصعة..
ما أجمل دفاتر الأيام التي تضمُّ عطر الماضي الآتي، يضمُّ تفاصيل الذي يشعُّ بكل ما مضى ويمتثل وكأنّه «ذاكرة الأيام»!
ما أجمل دفاتر الشيء الجميل الذي لم يندثر جماله بعد وإنما بقي يُحفظ بنور التجلي الآتي! ما أجمله من خبرٍ يجب أن يُقدم على مبتدأ الأيام أن صح التعبير هنا!
ما أجمل نطق حبره القويم الذي جاء لِيخبرنا عما جرى في سوالف العصر والزّمان!
ما أجمل تلك الدفاتر التي لا تزال تحفظ لنا «قوافي أشعارنا القديمة « ما تزالُ تحفظُ لنا وجدانيات الشيء الجميل وما كنا نمرُّ به في بادئ العمر ومقتبل الأيام!
وما أجمل رحيق وردها «ورد الأيام الماضيات» وعطر محبتها الأجمل إذ تقدّسَ ودّ كلامه وعطر ودّها الباقي رغم مرور الزّمان!
ما أجمل أن نمتلك هذه الدفاتر القديمة «نمتلك ماضيها أو ماضينا نحن»، وأوراقها الصفراء أو الخضراء!
يرحل بنا إلى ضفاف الرؤى الحالمة رُبّما.. أصبح.. وأصبحنا كما «دفاترُ الزمن» نحنُّ إلى وهج حروفها الموجودة..
ونراها أنجماً يشعُّ نورها إلى حيث لا يُعرف طريق الخفوت ومعناه المجازيّ
ما أجملها دفاتر الزمن!
عندما نشهق إذ لمحنا بعض قصاصة ورقيّة تُنبئ بنجاحٍ ما.
وزهرة ياسمين تركتها يد «أمّي الحبيبة» ونحنُّ إلى تفاصيل ودّ وقتها الجميل..
ما أجملها دفاترُ الزمن!
عندما تورقُ.. وتورقُ بها قصائد الحياة!
عندما ينهمر ياسمين «الفعل الماضي» ويُجتبى جماله من تذكار الأيام..
ويشعُّ بياضه لتورقُ به «شجون الرُّوح» ونثريات ودّها الباقي.
في حين نقرأ «نثريات الرُّوح» التي تشتاقُ الحياة بكل معانيها.. تشتاقُ سرّ همسها الباقي،
تشتاقُ أن تورقُ بنا الأوراق.. ودفاتر الزمن..