غداً ستتوضح أول معالم المنتخب الأول بكرة القدم الذي يخوض النهائيات الآسيوية في قطر وسيواجه نظيره منتخب قيرغيزستان في مباراة لا تهمنا نتيجتها بقدر ما يسعدنا أن يصل فيها إلى مرحلة من النضج التكتيكي الذي يمكن التعويل عليه ويجعلنا نقول إن الهوية الفنية بدأت تتوضح وها نحن نقطف ثمار ما سبق.
هي أمنية من بين عشرات الأماني التي نتمنى أن تتحقق عبر هذا المنتخب الذي يعول عليه السوريون لكي يبتسموا ويفرحوا ولو من بوابة كرة القدم.
كنا وأغلبية المتابعين ننادي بضم اللاعبين المغتربين المحترفين في الخارج لصفوف منتخباتنا، فهناك مواهب وبراعم تفتحت ووجدت الرعاية والجو الملائم لكي تثبت جدارتها في الملاعب الخارجية وبدرجات متفاوتة وأندية متنوعة المستوى، وها هم اليوم حاضرون مع المنتخب الذي يضم في أغلبيته لاعبين لهم حضور طيب وإمكانيات عالية وقد اجتهدوا على أنفسهم كثيراً، وتجرأ المدرب كوبر في استدعائهم بعد أن كانت العثرات سابقاً توضع في طريق التحاقهم، وهنا لن أجادل في طريقة حضورهم، وما يهمنا أنهم حضروا، وإن كنا نود أن يكون هناك آخرون قادرون على تمثيل المنتخب بشكل جيد.
أما وقد عرفنا مرارة التجارب السابقة وما يحدث في غرفة الملابس وما حولها من عوائق تمنع المحترف من تقديم ما لديه، ولعل تصريح السومة منذ أيام يشي بالكثير الذي يمكن استنتاجه، ونأمل تجاوزه وأن تكون النصرة للعمل الجماعي الهادف.
اللاعب المحترف الذي توافرت له ظروف إعداد جيدة لا يقل عطاء وحماسة عن اللاعب المحلي الذي يحتاج لجرعات تدريبية عالية المستوى وتحضير أفضل ودوري أرفع مستوى مما يخوضه هنا.
نأمل أن تنتهي مسألة التجريب في المنتخبات ويبدأ الاستقرار، ولعلنا نرى في خطوات كوبر الذي سيغادر عقب النهائيات ما يمكن البناء عليه من أجل التصفيات المونديالية، فيما يتعلق بالمغتربين على الأقل، وهذا ما تفعله كل منتخبات العالم التي تستفيد من خبرات لاعبيها المحترفين.
بالتوفيق لمنتخبنا الذي تنتظره مهمة شاقة في قطر، وأملنا أن تنحل عقدة الدور الأول وأن تكون غرفة الملابس قد تم ترتيبها بشكل يعيد للكرة السورية هيبتها المفقودة.