عربي ودولي

بوتين أدان الحادث الإرهابي.. رئيسي: جريمة ضد إيران وابتزاز وسنلاحق مرتكبي ومخططي هذا العمل الإرهابي … استشهاد 103 وإصابة أكثر من 141 شخصاً بتفجير دموي مزدوج في كرمان الإيرانية

| وكالات

استشهد 103 أشخاص وأصيب أكثر من 141 آخرين في تفجيرين إرهابيين قرب ضريح قاسم سليماني في محافظة كرمان شرق إيران أمس، فيما أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أنه سيتم التعرف إلى منفذي تفجيري كرمان ومن يقف وراءهم ومعاقبتهم، على حين أعرب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان عن التعازي بضحايا التفجيرين الدمويين.

وحسب وكالة «مهر» أدان رئيسي بشدة الجريمة الإرهابية في مقبرة الشهداء في كرمان، ووصف هذا العمل بأنه جريمة ضد الإيرانيين وأعمال إرهابية وابتزاز، وطلب من السلطات التعامل الفوري مع مصابي الحادث، كما أكد على سرعة ملاحقة الجناة وقادة هذا العمل الإرهابي الجبان والتعرف إليهم.

الرئيس بوتين أعرب بدوره عن تعازيه لقائد الثورة الإسلامية في إيران بضحايا الاعتداء الإرهابي في كرمان، وذلك في بيان صادر عن الكرملين أوردته «مهر»، وقال بوتين: قتل المدنيين الذين زاروا المقبرة أمر صادم، ونحن ندين الإرهاب بجميع أشكاله.

من جانبه، تقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتعازي إلى الشعب الإيراني في ضحايا «الهجمات الإرهابية الدنيئة التي وقعت بمحافظة كرمان الإيرانية وقال في تدوينة عبر منصة «إكس»: «شعرنا بحزن عميق إزاء الهجمات الإرهابية الدنيئة التي وقعت بمحافظة كرمان الإيرانية».

وأفادت وسائل إعلام إيرانية أمس الأربعاء بوقوع تفجيرين إرهابيين قرب الطريق المؤدي إلى مقبرة القائد السابق لفيلق القدس الفريق قاسم سليماني في محافظة كرمان جنوب شرق إيران، حيث استهدف التفجير الثاني القوى الأمنية التي كانت تنظم مراسم إحياء الذكرى الرابعة لاستشهاد سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس.

وقال رئيس هيئة الطوارئ في محافظة كرمان في تصريحات نقلتها وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية: بلغ عدد شهداء تفجيرات كرمان الإرهابية 103 شهداء إضافة إلى 141 جريحا، مشيراً إلى أن بعض المصابين في حالة خطرة، وتم نقلهم إلى عدد من المستشفيات لتلقي العلاج.

وبعد الحادثة بقليل، أعلنت السلطات الإيرانية أن الانفجار كان نتيجة عملية إرهابية وخلّف العشرات بين قتيل وجريح ويبدو أن أعداد الضحايا مرشحة للارتفاع، ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء نفي مصادر أمنية أن تكون التفجيرات انتحارية، مؤكدة أنها جرت بوساطة حقيبتين في داخلهما عبوات ناسفة.

من جهته، نقل التلفزيون الإيراني عن محافظ مدينة كرمان قوله: إن التفجيرين في كرمان وقعا بفارق 10 دقائق ولا معلومات دقيقة عن أسباب الانفجارين، مؤكداً الإعلان عن التفاصيل لاحقاً، في حين أوعز المدعي العام الإيراني محمد موحدي آزاد لإجراء تحقيق فوري وتحديد هوية الضالعين في الحادث الإرهابي في كرمان، مؤكداً أن الشعب الإيراني لا يزال الداعم الرئيسي لتيار المقاومة في المنطقة وسينتقم بشدة من مرتكبي وداعمي هذا العمل الإرهابي الجبان.

وحسب وكالة «فارس» عزى موحدي آزاد باستشهاد عدد من الزوار وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، وأوعز لمدعي المحاكم العامة والثورية بمحافظة كرمان، للعمل بدعم من جميع الأجهزة الاستخباراتية والأمنية على تحديد هوية مرتكبي هذه الجريمة المأساوية وداعميها في أقرب وقت ممكن، والتصدي لهم بحزم وجعلهم عبرة لمن يعتبر.

واعتبر هذا العمل الإرهابي دليلاً على الضعف والعجز والهزائم المتتالية لأعداء جمهورية إيران الإسلامية الأساسيين، قائلاً: إن الاستكبار العالمي بقيادة أميركا وإسرائيل وصل إلى مستوى من السقوط والعزلة حيث إنهم يشعرون بالهلع حتى من زوار الشهيد الشامخ الحاج قاسم سليماني.

وأضاف: ليعلم أعداء إيران العزيزة أن الشعب الإيراني المنجب للشهداء لا يزال الداعم الرئيسي لتيار المقاومة في المنطقة وسينتقم بشدة من مرتكبي وداعمي هذا العمل الإرهابي الجبان.

وأحيت حشود غفيرة في مدينة كرمان الإيرانية، مسقط رأس الشهيد سليماني أمس الأربعاء الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد القائد السابق لقوة القدس في حرس الثورة، الفريق قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وجابت الحشود الغفيرة شوارع مدينة كرمان لإحياء ذكرى الشهيدين، وفي كل عام مع اقتراب الذكرى تنصب في هذا الطريق الخيم من كل المحافظات الإيرانية والأهواز، وتقدم المأكولات والمشروبات الساخنة، كما تقام الدورات الدينية والثقافية، وتحديداً للصغار والشباب للحديث عن دور ومآثر وإنسانية الشهيد سليماني، ليس فقط خلال مسيرته الجهادية، وإنما لكل ما قدمه سواء لإيران أم لكل المنطقة ولأحرار العالم.

ومنذ أسبوع ومدينة كرمان تكتظ بالحشود والزوار الذين يأتون لإحياء الذكرى وزيارة الضريح، ليس فقط من إيران، وإنما من البصرة في العراق ومن اليمن أيضاً.

واستشهد سليماني والمهندس في الثالث من كانون الثاني 2020، بقصف صاروخي مروحي أميركي قرب مطار بغداد الدولي.

من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أمس الأربعاء أن الإرهاب الصهيوني ضد فلسطين والدول المجاورة يمثل تهديداً حقيقياً للسلام والأمن في المنطقة.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن عبد اللهيان قوله في منشور على صفحته الشخصية: إن ارتكاب آلة الإرهاب الصهيوني لعمليات اغتيال رموز المقاومة الفلسطينية بعد أشهر من جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني والدمار في غزة ما هو إلا دليل على إفلاس الكيان في تحقيق أهدافه رغم دعمه مباشرة من الحكومة الأميركية».

وأشار عبد اللهيان إلى أن هذه الأعمال الشريرة كالاغتيالات في دول أخرى وغيرها دليل على تهديد الإرهاب الصهيوني لأمن دول المنطقة كافة.

بدوره، أكد وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني أن الولايات المتحدة أخلت بالتوازن في المنطقة وستطولها تداعيات ذلك، وأن ارتكاب الأخطاء الاستراتيجية سيؤدي إلى مزيد من التوترات في المنطقة.

وقال آشتياني في تصريح له أمس على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، وتعقيباً على جريمة اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس صالح العاروري: إن مثل هذه الأخطاء الاستراتيجية ستوتر المنطقة وسترتد تداعياتها على منفذيها، لافتاً إلى أن «عداء أميركا لا ينتهي وسيعود بالضرر عليها».

وأشار آشتياني إلى أن من سياسة إيران دعم الدول المستقلة وجبهة المقاومة كما تدعم الدول التي تسعى إلى مواجهة نظام الهيمنة والتصدي له، والتي تريد المضي على طريق استقلالها وحريتها والحفاظ على أمنها وتراعي أيضاً القواعد والقوانين الدولية.

وحول تواجد المدمرة الإيرانية (ألبرز) في البحر الأحمر قال آشتياني: تواجدنا في كل المياه هو تواجد صانع للأمن ولا نرى أي قيود لنا خاصة في هذه المنطقة التي هي منطقة حساسة حيث نراقب التطورات بشكل كامل.

وبشأن الادعاء الأميركي حول دور إيران في مهاجمة سفينة تحمل مواد كيميائية في المحيط الهندي قال وزير الدفاع الإيراني: هذه اتهامات فارغة لا أساس لها من الصحة وكل الحالات التي تثار بهذا الشكل هي إسقاطات أميركية بسبب أخطائها الاستراتيجية في المنطقة والتي جعلت كل شعوب دول العالم تدين تصرفاتها.

وفي السياق طالب مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني مجلس الأمن والمجتمع الدولي بإدانة الأعمال الإرهابية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية لأنها تشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليمي والعالمي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن